Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحوارية في القرآن الكريم :
المؤلف
عبد الواحد, منال مدكور.
هيئة الاعداد
باحث / منال مدكور عبد الواحد
مشرف / محمد عبد المطلب
مشرف / منال محرم
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
209ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 209

from 209

المستخلص

لقد قامت العلوم القديمة من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وفقه وكلام لخدمة القرآن الكريم , بعد أن لاحظ العلماء أنّ دخول كثير من أبناء الأمصار المفتوحة في الإسلام, وأنهم في حاجة إلى تعلّم علوم العربية ليتمكنوا من تذوق البلاغة القرآنية والإيمان بأن القرآن معجز ببلاغته وفصاحته , لأن العرب الخلّص لم يكونوا في حاجة لشيء من ذلك , لأن القرآن نزل بلغتهم , وهم يتذوقونه بالفطرة دون حاجة إلى شيء من هذه العلوم.
وقد حاولت أن اهتدي بهدي هؤلاء السابقين , وأن أقدم جهدا ضئيلا بالنسبة لجهدهم في خدمة الكتاب الكريم , ومن ثم آثرت أن أتوجه إلى بنية لها حضور كثيف في الخطاب القرآني , ولها أدواتها وأغراضها الأسلوبية , هي بنية (الحوار ) وكيف وظفها القرآن توظيفا معجزا على المستوى الأسلوبي , والمستوى البلاغي , والمستوى الإيماني .
ولكي لا أكرر ما سبقني من دراسات في هذا السياق , استعنت ببعض المناهج الحداثية , وبخاصة : ( التداولية ) : ( pragmatics ) إذ رأيت أنها أقرب المناهج الحداثية لموروثنا البلاغي والنحوي لاعتمادها السياق والاستعمال والمصداقية وأطراف الحوار وأفعال الكلام , وأخذت منها ما يساعدني في قراءتي للحوار القرآني و وما يتيح لي أن أقدم بعض الإضافات التي رأيت أهميتها وبلاغتها الإعجازية .
وقد قدمت لرسالتي بمقدمة أتبعتها بتمهيد و حاولت فيهما أن أحدد أطراف موضوعي وتفريعاته , وأن أتتبع مجمل المصطلحات التي وظفتها بالتحديد المعرفي , ثم انتقلت من كل ذلك إلى الإجراءات التنفيذية لرسالتي عن ( الحوار القرآني ) , مستعينة بالجهود التفسيرية لكبار المفسرين , ومستفيدة من الدراسات البلاغية التراثية والحداثية , ثم أتبعت ذلك بالإفادة من الدراسات النحوية التي تتصل بالحوار عموما , والحوار القرآني على وجه أخص .
وكانت بدايتي مع هذا الحوار أن جعلته في محاور تبعا لمكانه في السور القرآنية , وتبعا للوظائف الدلالية التي يؤديها , وكانت البداية مع ( الحوار السماوي ) وقد آثرت أن يكون في نسقين بينهما تكامل وتوافق , النسق الأول (الحوار السماوي السماوي) أي ذلك الحوار الذي دار بين الذات الإلهية و بعض ساكني السماء , أي الملائكة وإبليس وآدم وحواء , ثم أتبعه بالحوار ( السماوي الأرضي ) , أي ذلك الحوار الذي دار بين الذات الإلهية وبعض ساكني الأرض من الأنبياء والمرسلين , وحددت السياقات التي جرى فيها هذا الحوار , كما حددت أطرافه والقضايا التي تضمنها .
ثم جاء المحور الثاني عن0( الحوارات الأرضية ) وكسابقه حاولت أن أجعله في مباحث متكاملة – أيضا - , فتناولت الحوار الذي دار بين بعض الأنبياء المرسلين , كحوار إبراهيم – عليه السلام - مع ابنه إسماعيل , وحوار موسى عليه السلام مع أخيه هارون , ثم تابعت حوار الأنبياء والمرسلين مع أهلهم , كحوار نوح – عليه السلام – مع ابنه , وحوار إبراهيم مع أبيه , ثم انتقلت إلى حوار الأنبياء مع أقوامهم من الكفار .
وفي كل ذلك استعنت بالمناهج الحديثة في تحديد السياق الحواري , وأطراف الحوار ووظائفهم الدينية والدنيوية , والقضايا التي كانت موضوعا للحوار , وموقف كل طرف منها بالقبول أو الرفض , كاشفة عن البلاغة القرآنية في إدارة كل الحوارات , مع تقديم ملاحظة لها أهميتها البالغة , وهي أن كل الحوارات القرآنية السماوية كانت حوارات محكية , بينما الحوارات الأرضية تجمع بين الحوار المحكي والحوار المباشر , ولكل تقنياته وأساليبه .
ودراستي للحوار القرآني قادتني إلى بعض المحاور التي تساعد في قراءة هذا الحوار قراءة لغوية وبلاغية صحيحة , وفي مقدمة هذه المحاور الدرس الأسلوبي فيما يتصل بالنمطين الرئيسيين للأسلوب , وأعني بذلك ( الأسلوب الخبري والإنشائي ) بكل مرجعيتهما الدلالية التي حفظتها كتب البلاغة , ثم خروجهما عن هذه المرجعية إلى أعراض إضافية تتأتى من السياق الذي يضمهما , كأن يخرج الخبر إلى النصح والإرشاد , وأن يخرج الاستفهام إلى النفي أو الإنكار , مؤكدة بكل ذلك الحقيقة الإعجازية للكتاب الكريم , ثم استحضرت بعض تقنيات علم المعاني الأخرى , مثل التعريف والتنكير والإيجاز والإطناب والحذف والذكر .
ثم انتقلت من هذه الأبنية الصياغية إلى دراسة بعض المحاور الدلالية التي تضمنها الحوار القرآني , مثل محور ( الحياة والموت , أو البعث والنشور ) محللة لبعض آياته , وكشف علاقتها بالحوار , ثم تابعت الحوار القرآني من خلال علاقته ببنية : (الحجاج ) بكل تقنياتها الصياغية والدلالية , ووظائفها العقلية والمنطقية وأدواتها من الأدلة والبراهين والحجج , وصلة هذه التقنيات بالجدل , سواء في القضايا الدينية الخالصة , أو القضايا الدينية الحياتية , وأقصد بالقضايا الدينية : العقيدة والعبادة , وبالقضايا الدينية الحياتية , مسائل الزواج والطلاق والميراث وغيرها .
ومن الإنصاف أن أقرر في نهاية هذه الخاتمة أن هناك جهودا سبقتني في هذا المجال , وبخاصة كتب التفسير وكتب علم الكلام وكتب البلاغة , وقد سعيت إلى ربط مباحثها ببعض الاتجاهات الحديثة , أملا في أن أتمكن من تقديم إضافة تكتب لي في ميزان حسناتي أولا , وأن يتمكن من يأتي بعدي - في هذا الموضوع - من الاستفادة منها ثانيا , فإن تحقق ذلك فمن فضل الله عليّ , وإلا فلي أجر المجتهد , والحمد لله أولا وآخرا .