Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات بين الدولة المرينية ومملكة مـالـي الإسلامية فيمــا بيــن القرنيـــن السابع والتاسع الهجريين/ الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين /
المؤلف
سليم، فريد عبدالرشيد فريد.
هيئة الاعداد
باحث / فريد عبدالرشيد فريد سليم
مشرف / سامية مصطفى مسعد
مشرف / كرم الصاوى باز
مشرف / كرم الصاوى باز
الموضوع
بنو مرين.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
432ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كــــليــــة الآداب - التاريخ الاسلامى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

ارتبطت الدولة المرينية ببلاد السودان الغربي بأوثق الروابط وأمتن العلاقات الودية، وكانت مملكة مالي الإسلامية تمثل أكبر الوحدات السياسية القائمة في بلاد السودان الغربي أثناء فترة حكم بني مرين في المغرب الأقصى. حيث لعب التقارب الجغرافي بينهما دوراً مهمًّا في توطيد هذه العلاقات، إذ إن بلاد السودان تميل جغرافيًّا إلى بلاد المغرب لصعوبة اتصالها بأية منطقة أخرى ”إذ ليس لها – أي بلاد السودان- اتصال بشيء من الممالك والعمارات إلا من وجه المغرب؛ لصعوبة المسالك بينها وبين سائر الأمم”. - على حد قول أحد الجغرافيين القدامى-. ومن هذه العلاقة الجغرافية الوطيدة بين بلاد السودان الغربي وبلاد المغرب الأقصى نبعت العلاقات القوية بين الدولة المرينية ومملكة مالي الإسلامية، ووصلت هذه العلاقات إلى درجة كبيرة من الازدهار والنمو لم تصل إليها من قبل في العهود السابقة، حيث أعطى انتشار الإسلام في بلاد السودان الغربي – وبخاصة في مالي- مركزاً ثابتاً إزاء الدولة المرينية وتجارتها.
وعلى الرغم من أن جذور العلاقات بين المغرب الأقصى – مهد الدولة المرينية
- والسودان الغربي – مهد مملكة مالي- ترجع إلى فترات سحيقة في التاريخ، إلا أن ازدهار هذه العلاقات قد بلغ أوجه فيما بين القرنين السابع والتاسع الهجريين/ الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين بين الدولة المرينية ومملكة مالي الإسلامية من خلال تبادل الوفود والسفارات والهدايا بينهما، وبالتحديد في عهد العاهلين أبي الحسن المريني ونظيره المالي منسا موسي، إذ إن جهاد السلطان أبي الحسن المريني في المغرب والأندلس لم يشغله عن كسب ود وصداقة منسا موسى، وإذا كانت شهرة منسا موسى قد بلغت الآفاق في السودان الغربي، فإن اسم السلطان أبي الحسن المريني قد دوّي عبر أطراف أفريقيا والأندلس؛ ولهذا فقد كان من الطبيعي أن تنشأ بين العاهلين علاقات حميمية قائمة على الود والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة، عجزت الصحراء عن إعاقتها أو الوقوف في وجهها، فصارت بينهما ”مواصلة ومهاداة سفرت بينهما فيها الإعلام من رجال الدولتين، وتوارثت تلك الوصلة أعقابهما.
وكانت مملكة مالي الإسلامية تمثل أهم الكيانات السياسية القائمة في السودان الغربي أيام حكم بني مرين بالمغرب الأقصى، إذ إنها تأسست نتيجة اتحاد قبلي، واستطاعت أن تصبح مملكة ذات سيادة على جزء كبير من منطقة السودان الغربي بعد أن قضت على أغلب الكيانات السياسية التي سبقتها في حكم المنطقة ولم تكتف بهذا فحسب، بل اتجهت إلى الخارج لتقيم علاقات مع القوة الإقليمية المجاورة حيث الدولة المرينية بالمغرب الأقصى، وهكذا سعى كل طرف منهما إلى الآخر، مما دفع بالعلاقات بينهما إلى آفاق أوسع.
وفي ميدان العلاقات السياسية بين الدولة المرينية ومملكة مالي الإسلامية أظهرت الدراسة ما كان للموقع الجغرافي من أثر وتأثير في توطيد العلاقات بينهما، إذ لم تمكن الصحراء الكبرى ذلك الامتداد الطبيعي الهائل في يوم من الأيام عائقاً أمام الالتقاء والتواصل بينهما، بل كانت دروب ومسالك هذه الصحراء جسوراً للتواصل بينهما في كافة المجالات سواء كانت سياسية أو تجارية أو اجتماعية أو ثقافية،كما أظهرت الدراسة أن هذه العلاقات السياسية جاءت انعكاساً لشعور الطرفين بالانتماء المشترك للإسلام.