الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على أسلوب التقديم والتأخير في النقد العربي ودوره في إنتاج الدلالة في شعر البحتري . وجاءت مقدمة الدراسة لتوضح أسباب اختيار الموضوع ، والهدف منه ، والمنهج المتبع في الدراسة ، وكذلك الصعاب التي واجهت الباحث إضافة إلى الدراسات السابقة ثم عرض لفصول الدراسة . واشتمل التمهيد ثلاثة أمور الأول منها : التقديم والتأخير لغة واصطلاحا ، والثاني : ماهية التقديم والتأخير ، والأمر الأخير : دوافع التقديم والتأخير. أما الفصل الأول فقد اهتم بدراسة تقديم المسند إليه على المسند نظريا ، ثم تطبيقا على شعر البحتري. وفي الفصل الثاني تمت دراسة تقديم المسند على المسند إليه نظريا ، ثم تطبيقا على شعر البحتري. واهتم الفصل الثالث بتقديم المتعلقات نظريا ، ثم تطبيقا على شعر البحتري. وجاء في الفصل الرابع بعنوان التقديم والتأخير في المعاني ، نظريا ، ثم تطبيقا على شعر البحتري. وفى نهاية البحث جاءت الخاتمة متضمنة أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ، التي كان من أهمها : أولا: أكدت الدراسة أن التقديم والتأخير يعتمد أساسا على اختيار المتكلم لأسلوب صياغته لما يراه مفيدا لإنتاج الدلالات ، ومراعاة لسياق الكلام. كما أظهرت الدراسة أن دلالات التقديم والتأخير يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: الأول : نفسي : الثاني : لفظي : الثالث : دلالي ، وأوضحت الدراسة أن العناية والاهتمام هي القانون الحاكم لعملية التقديم والتأخير . ثانيا: ومما تكشف عنه الدراسة أيضا أن البحتري كرر في بعض مدائحه جملا بها تقديم وتأخير ، وبدا في ذلك حريصا على ما يرضي ممدوحه ، غير حريص على التحرر من أساليب الذاكرة والأكليشيهات المحفوظة ، غير حريص على أصالة عبارته الشعرية ، ولا حريص على صدمة المتلقي في مشاعره . ثالثا: إن عملية التوصيل والتأثير كانت دائما نصب عيني البحتري إبان مراحل إبداع قصائده ، وكان لهذا أبلغ الأثر في وضوح معانيه وعدم التباسها بفعل تقديم المؤخر أو تأخير المقدم. وأظهرت الدراسة أن للمتلقي حضورا دائما في تحريك الدوال تقديما وتأخيرا ، يستوي في ذلك أن يكون المتلقي خاصا ؛ كالبحتري - بوصفه أول من يتلقى قصائده - أوممدوحيه من الخلفاء والأمراء والوزراء والقادة . رابعا: كما أسفرت الدراسة عن أن التقديم والتأخير كان – إلى جانب نواتجه الدلالية- داعما فعالا لموسيقى الحشو في شعر البحتري ؛ فهو جزء من التجنيس والطباق تارة وهو جزء من التوازي أو صانعا للتوازي تارة ثانية، وهو صانع للتكرار تارة أخرى. وكذلك كان داعما قويا لموسيقى الإطار. أخيرا: يتضح من البحث أن البحتري وظف التقديم والتأخير في مقدمة قصائده وفي تخلصاتها وفي مقاطعها وقوافيها ، وحقق به النواتج الدلالية والصوتية التي استهدفها ، مؤكدا بذلك مقدرته اللغوية ، ووعيه بالفروق الدقيقة بين ضآلة النواتج الدلالية حال التشبث بمواقع الدوال كما تحددها الرتب النحوية ، وبين الفيوض الدلالية والصوتية التي تنشأ عن تحريك الدوال تقديما وتأخيرا. ومعروف أن إنتاج الدلالة يرتهن بمهارة الأديب شاعرا كان أو ناثرا في توظ |