Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الشعر الفكاهى فى العصر العباسى حتى نهاية القرن الثالث الهجرى :
المؤلف
شوشة, محمد سليم محمد عبدالصمد.
هيئة الاعداد
مشرف / محمد سليم شوشة
مشرف / محمد ابو المجد على
مشرف / عبدالمنعم ابو زيد
مشرف / محمد مصطفى منصور
مشرف / محمد ايمن ميدان
الموضوع
الشعر العربى - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
445 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/5/2013
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - قسم الدراسات الأدبية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 445

from 445

المستخلص

فى هذه الدراسة اتضحت بعض النتائج التى يمكن عدها ملامح وسمات لا يمكن تجاهلها – حسب ظن الباحث – حين استعراض تاريخ الشعر العباسى وتناول قضاياه وجمالياته بالبحث والدرس.
ففى الفصل الأول اتضح أن بالشعر العباسى وجها يعبر عن طاقة إنسانية كبيرة نزاعة إلى الضحك والبهجة والسرور ومظاهر الترف، وهذا الوجه تمثله نصوص شعرية كثيرة وكثيفة الجماليات. وكشف البحث أن التقنيات التى اعتمدها النص الشعرى لإنتاج الفكاهة تقنيات عامة ومما يمكن عده مشتركا ثقافيا بين كثير من الحضارات والمجتمعات، وهو الأمر الذى يجعل قدرة كثير من هذه النصوص على ترك الأثر ذاته من البهجة والسعادة والإضحاك يتجاوز حدود الزمان والثقافات واللغة؛ فالمفارقة والمبالغة والتصوير الكاريكاتيرى والتلاعب بالألفاظ والمداعبة، والقصة، والتمرد والغرور فى كثير من أحواله، كلها من التقنيات الفكاهية المشتركة بين الأمم، وهى حاضرة بقوة فى شعر العصر العباسى.
- وفى الفصل الثانى اتضح أن شعر الفكاهة اتسم بالتحرر والانطلاق والاستعلاء على الواقع، ومن ثم كان ذا خيال جامح، وربما تسبب هذا الأمر فى قفزة كبيرة فى التخيل وتصور الأشياء، ومن هنا كان شعر الحيوانات بما ينطوى عليه من تجديد ومغايرة فى رؤية الواقع ومفرداته، وتعمقت اتجاهات أخرى من هجاء الذات وانتقادها وتعديد معايبها، وزاد الشعر المعتمد على الطيف والأحلام. كما اتضح أيضا أن ثمة اتجاها سرديا قصصيا غلب على كثير من شعراء الحقبة، وهو اتجاه يمكن تبريره بشكل كامل بالفكاهة والاحتياج إليها إنتاجا واستهلاكا.
- وفى الفصل الثالث مكنت زاوية البحث فى الشعر العباسى من ناحية الفكاهة من امتلاك رؤية جديدة لكثير من قضايا التجديد فى هذا الشعر؛ مثل الغزل بالمذكر وشعر الديارات، والمجون والزندقة، وتطور الخمريات والجموح فيها، وبعض مظاهر التمرد الدينى. بحيث يمكن عدها جميعا نتيجة من نتائج القصد إلى صبغ النص بروح الفكاهة والإضحاك. كما بررت لونا جديدا من هجاء الأهل والأقارب، لاسيما الوالدين والأبناء.
- وكشف الفصل الرابع عن قدرة الشعر الفكاهى - أكثر من غيره من ألوان الشعر الأخرى واتجاهاته - على إخراج الأصوات المهمشة من فئات المجتمع، والتعبير عن أحوالهم المعيشية الهينة وقضاياهم. وجسدت صراع هذه الفئات المهمشة البائسة مع غيرها من الطبقة العليا. وتبين ميل كثير من الشعراء إلى استمداد صورهم وقضاياهم من واقعهم اليومى، ولم يعد غريبا أن يتناول النص الشعرى القضايا الهينة، والتعامل معها فنيا بشكل جاد، يخرج نصا يتسم بجماليات عصرية تأتى القدرة على الإضحاك وإدهاش المتلقى فى مقدمتها. وكشف البحث عن مستوى من اللغة فى الشعر يعد جديدا عليه، ويمثل تجديدا وتغيرا فى ملامح الخطاب الشعرى، ويجعل الشعر العربى فى هذه الحقبة يأخذ اتجاهين مفترقين؛ اتجاها رسميا ملتزما بمجلة من القوانين والقواعد الفنية، وآخرَ شعبيا يتسم بقدر كبير من التحرر والانطلاق فى التَّصوُّر والتخيل والموضوعات التى يتناولها، وأهم مواضع التحرر يأتى فى اللغة، بحيث يميل – فى وضوح – إلى عدم الانتقاء أو إخفاء أى من مفردات اللغة أو مستوياتها. وهذا الأمر يجعل الخطاب الشعرى للعصر أكثر توازنا وتعبيرا عن الحياة بشقيها الرسمى والشعبى، ويؤكد أن الشعر والحياة لدى الشعوب المتطورة صنوان. ومن هنا يتضح ثراء الشعر فى هذه الحقبة الزمنية بالقضايا والأفكار، ويكشف عن قدر من الواقعية والصدق فى التناول، ويبقى فن الشعر متسقا مع ما بلغه المجتمع حينئذ من التطور على جميع مستوياته. واتضح أيضا السبب وراء غلبة المقطعات على كثير من الشعراء.
- وفى الفصل الخامس تبين ما اتسم به الشعر الفكاهي فى العصر العباسى من نزعة عقلية وفكرية، وهو الأمر الذى يجعله – بوصفه الفن الأول لدى العرب حينها – متسقا مع خلفيته التاريخية والحضارية، ولاسيما مع التطور العلمى والفكرى الذى أصاب المجتمع، وتنوع التيارات الفكرية والثقافية فيه. وكشف عن قدر التداخل الثقافى بين الشعر وغيره من النواحى، لاسيما الحركات المذهبية ذات الطابع الفكرى كالمعتزلة والشيعة.
وكذلك فإن شعر الفكاهة مكَّن - بقدر ما – من جعل النظرة البحثية شمولية، تعنى بكثير من الشعراء المهمشين إلى جانب البارزين والمعروفين والمقربين من السلطان. وهو أمر لم يتوافر لكثير من الدراسات والأبحاث التى اعتنت بالشعر العباسى. وهو الأمر الذى يوصى به البحث دائما من شمولية النظرة والبعد عن الإقصاء أو اعتماد الطرق المطروقة والمعتادة بين الباحثين.
وفى الفصل السادس يتضح أن النظرة السريعة فى شعر الفكاهة من ناحية الإيقاع تكشف أنها نصوص تحفل به، وأنه من أبرز عناصر البنية الفنية فيها، وأن البنية الإيقاعية لهذه النصوص تتسق مع الحال النفسية التى تشيعها روح البهجة، وأنها تجاوزت هذا الاتساق فى بعض النصوص إلى أن يكون الإيقاع جزءا من الأدوات المتممة للروح الفكاهية، وأنه أداة من أدوات إكمال حال السخرية أو حال الهزل فى بعض النصوص. وأن الإيقاع فى هذه النصوص لم يكن تقليديا يأتى عبر الوزن والقافية فقط، وانعكس عليه ما جد على ثقافة العصر العباسى من التطور والتأثر بالغناء، وأن كثيرا من نصوص السخرية أو التهكم الخاطف السريع تميل إلى الأوزان الخفيفة أو يسيرة الحفظ، بما يكفل لها الشيوع والانتشار فى زمنها وفى غير زمانها.