الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إنَّ نَحو النص اتجاه من الاتجاهات الحديثة في دراسة النصوص اللغوية، وقد تبلور هذا الاتجاه في الربع الأخير من القرن المنصرم على يد هاليداي ورقية حسن، ومن تبعهما في هذا المجال، وتعد دراسة التماسك النصي هي جوهر النظرية النصية التي تدعو إلى تجاوز حدود الجملة إلى بنية النص الكاملة المستقلة؛ لأنَّه بمثابة العلاقة الكبرى التي تضم سائر العلاقات الأخرى، ويُسهم التماسك النصي في الكشف عن مظاهر انسجام النص وتماسكه، والعلاقات بين الجمل في إظهار وحدة النص الكاملة، وتُحقق دراسة تماسك النص فائدة بالغة في التحليل النصي؛ ذلك أنه ينظر إلى النص نظرة كلية، وعَلَاقة النص بالسياق. ويختص معيار التماسك بالوسائل التي تتحقق بها خاصية الاستمرارية في النص، فيبدو النص في صورة وقائع يؤدي السابق منها إلى اللاحق، وينتظم بعضها مع بعض تبعًا للعلاقات النحوية، والعلاقات الدلالية، ويتحقق ذلك من خلال مجموعة من وسائل السبك والحبك التي تجعل النص محتفظا بكينونته واستمراريته. وقد حاولت الدراسة توثيق أسس تماسك النص في الدرس اللغوي القديم والحديث، وحاولت الدراسة كذلك الكشف عن وظيفة هذه الاتجاه الجديد من خلال التطبيق على سورة قرآنية تُمثل نموذجَا من القرآن المكي المترابط بطبيعته. والحقيقة أن دراسات القدماء، لم تكن بمعزل كبير عن الدراسات النصية الحديثة للنص؛ لأنَّ نحو الجملة قد اهتم اهتمامًا كبيرًا بكثير من المحاور التي عالجها نحو النص، وعلم اللغة النصي، فقد عالج القدماء السياق، وأنواعه، وأدوات الربط، وغير ذلك من الأفكار التي تشكل – في حقيقة الأمر – محاور علم لغة النص. |