Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
حرب الاستنزاف بين مصر و إسرائيل/
الناشر
إنجى محمد أحمد خلف جنيدى
المؤلف
جنيدى,إنجى محمد أحمد خلف
الموضوع
حرب الاستنزاف مصر و إسرائيل
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
P.274:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 299

from 299

المستخلص

خرجت مصر من حرب يونيو 1967 مهزومة عسكرياً . محطمة نفسياً . الا أن صدمة الهزيمة لم تؤثر فيها كثيراً . فكانت الهزيمة فى ذاتها محركا يدفع مصر الى الرغبة فى الانتصار . و بدأت الخطوات الفعليه لتخطى آثار الهزيمة . ففى الحادى عشر من يونيو 1967 وضعت الاستراتيجية المصرية لازاله آثار العدوان .
وتحددت بنود تلك الإستراتيجية بالنسبة للجبهة الداخلية فى منع إسرائيل من استغلال نجاحها العسكري ، و العمل على ضرورة تماسك الجبهة الداخلية ، و اعاده بناء القوات المسلحة .أما بالنسبة للصعيد الخارجي فتحددت معالم الاستراتيجيه في حشد الجهود العربية من اجل المعركة ، و التأكيد على ضرورة التعاون مع الاتحاد السوﭭيتى، و مسايره المقترحات الدبلوماسية طالما أنها لا تتخذ منحنى مضاد للأهداف العربيه .
و تجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية المصريه تميزت بالشمول ، فلم تكن قاصره على الجانب العسكري وحده بل تضمنت كل الجوانب التي تخدم قضية التحرير 0 حيث أهتمت بالجوانب السياسيه والأجتماعيه و الدبلوماسيه و الاقتصاديه ، الا انه كان من أولوياتها ” بناء الدفاع ” ، اذ كان طبيعيا أن يكون هدف مصر في أعقاب وقوع النكسة هو اعاده بناء القوات المسلحة فقد كان هذا هو أكبر معضله واجهت مصر. فالوضع العسكرى كان فى حاله يرثى لها وكان لابد من البدء به .
و على الرغم من محاولات الدول العربيه مجتمعة للتوصل الى حل دبلوماسى لأزمه الصراع العربى الاسرائيلى الا ان ذلك لم يحدث . و بذلك لم يكن هناك سبيل غير الحرب لاستعاده الحقوق . فقررت مصر خوض حرب الاستنزاف .
و لقد تمثلت أهداف مصر من حرب الاستنزاف في اصابة الة الحرب الإسرائيلية في سيناء بقدر مؤثر من الدمار في الأسلحة و الأفراد ، و اعادة الثقة للمقاتل المصري في نفسه وسلاحة وقيادتة فضلا عن تحسين قدراتة القتالية ، و توصيل رسالة حيه مستمرة إلى شعوب العالم مضمونها أن مصر و دول المواجهة العربية لم تنس أراضيها المحتلة .
و قد تعددت الاراء حول لحظه بدء حرب الاستنزاف المصرية ضد إسرائيل فالبعض حددها فى مارس 1969 والبعض الاخر فى مارس 1968 و فريق ثالث حددها فى سبتمبر 1968 و فريق رابع حددها بنهاية حرب 1967 . و على الرغم من ذلك الاختلاف يوجد اتفاق على أن الجبهة المصرية ظلت ساخنة و لم تهدأ بعد حرب 1967 .
و قسمت المرحلة من يونيه 1967 إلى أغسطس 1970 إلى ثلاث مراحل مرحله الصمود من يونيه 1967 إلى أغسطس 1968و مرحله الدفاع النشط من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969و الثالثة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970 و التى بدورها أنقسمت الى ثلاث مراحل. الأولى من مارس 1969الى يوليو 1969 ، اما الثانية فكانت من يوليو 1969 إلى ديسمبر 1969 اما المرحلة الثالثة فكانت من يناير الى أغسطس 1970 .
وقد لعبت الافرع المختلفة للقوات المسلحة المصرية دوراً عظيم الاهمية فى حرب الاستنزاف . و تضافرت معا فى نسيجا واحدا لتحقيق اهدافها . و كانت أشهر العمليات التى قامت بها القوات البحريه عمليه قصف منطقتى رمانة و بالوظة و الاغارات الثلاث على ميناء ايلات و عمليه تدمير الحفار كينتنج فى ابيدجان .
اما القوات الجوية المصريه فقد صدرت الاوامر اليها بعد عمليه ” الجزيرة الخضراء ” مباشرة بالاشتراك فى القيام بعمليات لقصف العدو. اما عن قوات الدفاع الجوى فقد صدرت التعليمات لها بتنفيذ الخطه ” أمل ” فى اوائل عام 1970 ، و هى ادخال صواريخ ارض / جو الى جبهة القناة لاستكمال حائط الصواريخ و بناء المواقع و الدشم المحصنه بحيث تكون قادرة على تحمل القنابل و الصواريخ الإسرائيلية و اجراء المناورة فيما بينها و شغل الخالى منها بمعدات و صواريخ هيكلية لامتصاص بعض الهجمات الجوية ، وعلى ذلك كثرت خسائر إسرائيل من الطائرات و بدأ اسبوع تساقط الفانتوم . وبدأ ميزان القوى يتحول الى جانب الدفاع الجوى المصرى.
و تحت وطأة الاحداث المتلاحقه لحرب الاستنزاف ، و ما أدت اليه من تطورات خطيرة فى تغير موازين القوى فى الصراع المصرى الإسرائيلى ، بدأت القيادة الاسرائيلية و الأمريكية اعاده تقييم الموقف . و تقدمت الخارجية الامريكية ” بمبادره روجرز ” فى التاسع عشر من يونيو1970.
و قبلت إسرائيل المبادرة و يعتبر قبولها فى جوهره تغييراً مفاجئاً فى السياسة الاسرائيليه من حيث التخلى عن مبادئها الثلاثه التى ظلت متمسكه بها من يونيو 1967 الى يوليو 1970 حيث تنازلت اسرائيل عن الاسلوب الذى طالما اصرت عليه و هو المطالبه بإجراء مفاوضات مباشرة مع العرب ، و قبلت اصطلاح ” الانسحاب ” من الاراضى المحتله . و وافقت للمرة الاولى رسمياً على تنفيذ جميع شروط قرار مجلس الامن ”رقم 242 ” الذى ندد بالاستيلاء على اراضى الغير عن طريق الغزو .
و قبلت مصر ايضاً مبادرة روجرز ، و كانت المبررات المصرية لقبولها أنها بحاجة ماسة الى فترة من الوقت لينعم الجيش المصرى بفترة راحة حتى يستعد لقفزته الكبيرة للعبور بالاضافة إلى الرغبة فى استكمال قواعد الصواريخ .
و جديرا بالذكر انه قبل سريان ايقاف النيران بساعات قليله قامت قياده قوات الدفاع الجوى المصرية بتنفيذ القفزه الكبرى الى مواقع متقدمه غرب القناه دفعه واحده مع تدعيم العمق بكتائب نيران اضافيه لكى تمتد مظله الدفاع الجوى لمسافه خمسه عشر الى عشرين كيلومترا شرق القناه السويس فوق سيناء لتكتمل بذلك منظومة الدفاع الجوى المصرى و حائط الصواريخ .
و قد وصفت احدى المجلات الامريكية شبكة الصواريخ المصرية بأنها اكثر الشبكات الصاروخية الدفاعيه تطوراً فى العالم . و بذلك يكون قد اسدل الستار على حرب الاستنزاف التى شنتها مصر ضد إسرائيل . و لم يتم استئناف القتال إلا فى السادس من أكتوبر عام 1973 . فلقد كانت حرب الاستنزاف بمثابة مرحلة المخاض التى واكبت المولد الجديد للقوات المسلحة المصرية . حيث خلقت المستوى الرفيع من الاداء المتقن الذى ظهر به المقاتل المصرى فى اكتوبر 1973 .
و قد ذكر الجنرال ” عزرا وايزمان ” Ezer Weizman قائد القوات الجوية الإسرائيلية : ” أن حرب الاستنزاف هى أول حرب تخسرها إسرائيل ، و أن إسرائيل كانت الطرف الخاسر فى المجالين السياسى و العسكرى” .
وهكذا أنتهت حرب الاستنزاف المصرية ضد إسرائيل بأعتراف قادة إسرائيل بأنها الحرب الاولى التى لم تكسبها إسرائيل . و على الجانب الاخر أستطاعت مصر فيها مواجهه العدو الذى أشاع عن نفسه انه لا يقهر و أستنزفتة بجدارة محاولة الوصول الى مبتغاها من استرداد الاراضى العربية المحتلة . و هو ما حققتة مصر بالفعل فى حرب أكتوبر 1973 مستفيده مما كسبته من حرب الاستنزاف .