الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 376 |  |  |
| | | from | 376 | | |
المستخلص
فجمع الغريب من الحديث والأثر وشرحه وترتيبه موضوع أفرد له العلماء ناحية خاصة بين علوم اللغة والحديث، وما زالوا عبر الزمن يستقرئون، ويستوعبون، ويصنفون الكتب، ويضعون المعاجم كلٌ على طريقته الخاصة، وقد أورد ”ابن الأثير” في مقدمة كتابه ”النهاية” نبذة عن هذا الموضوع وتدرجه في سبيل الكمال قال فيها: ”كان أبو عبيدة معمر بن المثنى”. ت (209هـ) أول مَنْ جمع من ألفاظ الغريب في الحديث والأثر كتابًا صغيرًا ذا أوراق معدودات ثم جاء ”أبو الحسن النضر بن شميل المازني” ت (203هـ)، و”أبو سعيد عبدالملك بن قريب” المعروف بالأصمعي. ت (216هـ) و”أبو علي محمد بن المستنير” المعروف ”بقطرب” ت (206هـ)، وغيرهم فجمعوا أحاديث تكلموا على لغتها، ومعناها في أوراق معدودات، ولم يكد أحدهم ينفرد عن غيره، ثم جاء ”أبو عبيد القاسم بن سلام” بعد المئتين، وألف كتابه المشهور في غريب الحديث والآثار، فصار القدوة في هذا الشأن، وسلخ في تأليفه أربعين سنة فكان مرجع الناس وعمدتهم إلى عصر ”أبي محمد عبدالله بن قتيبة الدينوري”( ). إذا ألف كتابًا على نهج كتاب ”أبي عبيد”، وتتابعت المؤلفات في هذا الفن إلى أن صنف ”أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي” كتابًا جمع فيه ما بين غريب القرآن والحديث، ورتبه وفق حروف المعجم، إلى أن جاء ”الزمخشري” ت (538هـ) فصنف كتابه. سنة (516هـ). وسماه ”الفائق”، ورتبه على وضع اختاره مقفى على حروف المعجم ولكن في العثور على طلب الحديث منه كلفه ومشقة، وإن كانت دون غيره من متقدم الكتب.