Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سيرة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
لسليمان الندوى:
الناشر
وسام حسين السيد الطاهر،
المؤلف
الطاهر،وسام حسين السيد
الموضوع
أم المؤمنين سليمان الندوى عائشة رضى الله عنها
عدد الصفحات
ص.390:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 398

from 398

المستخلص

إن كتابة سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لهي تعتمد في الأصل اعتمادًا رئيسيًا علي سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، ذلك أن معظم أحداث حياتها حتى وفاته صلي الله عليه وسلم لهي مستمدة ومستقاة من سيرتة، ومعظم ما استطاع كتاب السير جمعه وترتيبه وتدوينه لهو مما قد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة والتي منها أيضا جُمعت سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم، بما قسمها المؤرخون وكتاب السير والحديث إلى أبواب يختص بعضها بزواجه من أمهات المؤمنين كلّ على حدة، مضافًا إلى ذلك بعض المواقف والأحداث الرئيسية التي قد يبرز فيها جانبٌ من حياة كل منهن في أبواب أخرى كأبواب السير والمغازي وأبواب الحج والعمرة وأبواب الحيض والطهارة وأبواب النكاح وغيرها، فعلى سبيل المثال حديث الإفك ورد في صحيح البخاري في كتاب المغازي وهو من أَجَّل وأهم أحداث حياة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها التي لا يستطيع كاتب سيرة أن يغفلها، ثم وردت في سيرة ابن هشام وكتب السير في غزوة بني المصطلق، فكانت كتابة سيرة عائشة رضي الله عنها لنصف حياتها الأول حتى وفاته صلي الله عليه وسلم إنما هى أحداث من تفاصيل حياته  تُفصل وتخصص لاسمها رضي الله عنها .
وحتى حياتها بعده  فإنها أيضا مرتبطة بعموم أحداث حياة الصحابة والتابعين المحيطين لبيئتها، فتلك الحقبة المباركة من التاريخ وتلك الشخصيات الجليلة لا نستطيع أن نفصل سيرة أي منهم عن سير الآخرين، ذلك أنهم جميعًا عاشوا حياة واحدة وبيئة واحدة وأحداث واحدة معا في مكان واحد.
وقد ظهر بعد وفاته  فضل أمهات المؤمنين رضى الله عنهن فى حفظ السنة وتعليمها ونشرها بين الناس، وبخاصة سنته  فى بيته والتى لم يطلع عليها فى الأغلب أحد سوى أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، فكانت حجراتهن مدارس أسسها رسول الله  لأمته لنشر العلم والسنة، وهذا من حكمة الله ورحمته بهذه الأمة، إذ جعل من أزواج صاحب الرسالة من تعيد سيرته المطهرة خمسين سنة، تنشر تفاصيلها للناس وكأن الوحى لم ينقطع وكأنهم من أنواره فى شمس لم يلم بها أفول .
ولقد كان لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنهما دوراً بارزاً كبيراً فى هذا المضمار أدته على أكمل وجه، ستظل السنة المطهرة تذكرة لها بذكرها كلما رُوِىَ عنها. وتعتبر هذه الصفة هى أبرز الصفات العلمية لأم المؤمنين عائشة  على الإطلاق، فهى تعد من كبار حفاظ السنة من الصحابة، وتأتى فى المرتبة الخامسة فى حفظ الحديث وروايته، ولم يسبقها من الصحابة سوى أبى هريرة وإبن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضى الله عنهم. وتمتاز أم المؤمنين عائشة  عنهم بأن معظم الأحاديث التى روتها قد تلقتها مباشرة من النبى ، أما غيرها من الصحابة فقد روى بعضهم عن بعض كثيراً من الأحاديث، وقل أن روت أم المؤمنين عن غير النبى ، فهى تعد بحق أكثر الصحابة تلقياً من النبى ، ولذلك إنفردت برواية أحاديث كثيرة عن النبى  لم يروها عنه غيرها، بينما إشترك رواة الصحابة فى رواية أحاديث كثيرة عن النبى  نجدها مشتركة فى مسانيدهم، بينما نجد مسند أم المؤمنين عائشة  مليئاً بالأحاديث التى لا توجد فى غيره إلا إذا روت عنها، هذه الميزة تبين لنا فضل أم المؤمنين عائشة  فى نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أم المؤمنين عائشة  لضاع قسم كبير من سنة النبى  و بخاصة سنته الفعليه فى بيته ، فمسندها رضى الله عنها يضم كثيراً من الأحاديث التى وصفت بها سنته الفعلية، حتى أنها تكاد تغلب على الأحاديث التى روت أم المؤمنين عائشة  بها أقواله .
وقد روت رضى الله عنها عن النبى  أكثر من ألفى حديث، أتفق لها البخارى ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثاً، إنفرد البخارى منها بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسع وستين .
ولم تكن أم المؤمنين عائشة  راوية للحديث فقط، بل كانت من رؤوس العلم فى زمانها فى القرآن والسنة والإجتهاد، فعشرة أم المؤمنين للنبى  أتاحت لها أن ترى وتسمع منه ما لا يتسنى لغيرها من الرجال والنساء، مما أتاح لها أن تتفقه فى الدين وتشاهد السنة العملية عظيمها ودقيقها، وتحفظ عن الرسول  الكثير الطيب، فتكونت لديها حصيلة كبيرة من الأحاديث الشريفة جعلتها تتصدر للفتوى والاجتهاد، يسألها الناس فتجيبهم حتى فى أخص شئونهم، فمقامها بينهم مقام الأستاذ من تلاميذه، ومقامها بين أكابر الصاحبة أمثال أبى بكر وعمر رضى الله عنها مقام المستشار من رئيسه