الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد ظهر علم الكلام كوسيلة للدفاع عن العقيدة الإسلامية, مما كان يتهددها آنذاك من عوامل فكرية وسياسية وغيرها , تهدف إلي نسف هذه العقيدة والإطاحة بالإسلام برمته, ولانبالغ إذ نقول إن علم الكلام كان تعبيراً عن الحاجة الملحة لتعبير الإنسان المسلم عن ميله وحاجته إلي ضرب من التفكير والتحرر , مع اختلاف النسب في مستوي هذه الحاجة ومستوى التعبير عنها. أمام هذه الاحتياجات الجديدة وهذا الهجوم العنيف علي الإسلام لم تستطيع هذه العقليات(السابقة علي هذه الحركة الكلامية) الصمود والدفاع عن الدين, فكان لابد من عقليات أو أفهام جديدة منسجمة مع فكر المرحلة الراهنة آنذاك. باختصار كان لابد من ظهور حركة تأويلية تقوم بحمل النصوص الدينية علي معانيها المختلفة, وتحديد التأويلات التي تتناسب مع طبيعة المرحلة أو الصراع . ولكن ما حدث في الواقع كان بصورة مختلفة . يعني أن الحركة التأويل المذكورة لم تأخذ شكلا تكاملياٌ وفي اتجاه واحد, بل لقد أصبح هذا التأويل ذريعة لمختلف الفرق والتيارات الدينية الفكرية والسياسية ليصبخ هذا التيار أو ذاك علي نفسه طابع الشرعية النصية. هذا الأمر أدى إلي أن يصبح لكل تيار أفكاره ومبادئه التي ترتكز بشكل ظاهرى أو تأويلى الإسلامي الأساسى (القرآن) , ومن جهة أخرى فقد أصبح الاختلاف بين الفرق الإسلامية يرتكز أساسا إلي النص القرآني, بحيث أصبح لكل فرقة مساحتها الفكرية العقائدية التي تدور فيها. ولقد تجلي هذا الخلاف في مسائل عديدة ومختلفة ونحن هنا معنين بإبراز في نفطتين جوهريتين ألا وهما الإيمان والكفر. |