الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 297 |  |  |
| | | from | 297 | | |
المستخلص
يمر العالم بمرحلة انتقالية بالغة الاهمية للدخول فى القرن الحادى والعشرين وسط عدد من المتغيرات التى ترتبط بالاطار الدولى الاقليمى والمحلى حيث تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج لخبرة جديدة وفكر جديد واساليب جديدة ومهارات جديدة للتعامل مع تلك المعطيات بنجاح ولا يتحقق هذا دون تربية تواكب متطلبات العصر وتستشرف افاقة المستقبلية ومصر بوصفها جزءا من ذلك المجتمع العالمى فانها تواجه هذه المتغيرات المجتمعية التى تفرض وجودها على حياة الناس فتركت بصماتها على المجتمع كله بجميع مكوناته. فالمتغيرات الفاعلة فى عالم اليوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا جعلت معظم انظمة التعليم فى العالم كله عاجزة عن الاستجابة لحاجات الافراد والشعوب وهذا يقتضى بذل جهود جبارة لاصلاح التعليم وتحديثه وتطويره وهذا التطوير لن يتم الا عن طريق الاسهام الفعال للنخبة المثقفة المبدعة فلا تغيير بدون مبدعين لان اى عملية اجتماعية لا بد ان تتضمن تحديدا للاولويات والبدائل والمفكرون هم الذين يحددون هذه الاولويات . وتظهر تاثير تلك النخبة المثقفة فى المجتمع بوضوح بمقدار ما تعيش واقع المجتمع ومشكلاته وقضاياه وبمقدار ما تعبر عن اماله وطموحه ومستلزمات تغييره فعالم الاحتمال يستلزم من المثقفين تحديد الاحتمالات العديدة امام المجتمع واختيار افضلها واقربها للتحقق وسط عواصف الوضع العالمى وتوليد مشروع حضارى جديد فالمسئولية الكبرى الملقاة على عاتق هذه النخبة هى تطوير المجتمع لان هذه النخبة المبدعة هى طليعة الحضارة وابداعهم ياتى من كونهم يبصرون التحديات قبل ان يبصرها غيرهم. وتمثل قضية تطوير التعليم فى مصر مكانا محوريا بين مجموع القضايا الاجتماعية المطروحة على المجتمع حيث شغلت الرأى العام والدولة باستمرار وظلت تطرح نفسها فى كل مرحلة من مراحل تاريخ مصر الحديث وكان طرحها فى كل مرحلة عاكسا ليس فقط لمستوى تطور المجتمع بل ايضا لموقف القوى الاجتماعية المختلفة حولها لذلك فالنخبة المصرية مطالبة بوضع امكاناتها الفكرية والمهنية والعلمية فى خدمة مجتمعها وضاياه وابرزها قضية تطوير التعليم العام وذلك عن طريق توظيف هذه الامكانات فى عرض وجهات نظرهم واقتراحاتها حول تلك القضية المطروحة بشدة فى الوقت الحاضر. تهدف هذه الرسالة الى التعرف على اراء النخبة المصرية واسهاماتها فى تطوير التعليم العام المصرى وذلك فى ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة فى اطار تصوراتهم السائدة عن الاداء الامثل للتعليم.