Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الخطاب الصوفي في أدب الرابطة القلمية.
الناشر
جامعة جامعة عين شمس . كـليــة البنـــات للآداب . قســــم اللغة العربية وآدابهـــا .
المؤلف
محمد, صديق عطية صديق
تاريخ النشر
2007
عدد الصفحات
378ص
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 391

from 391

المستخلص

توصل الباحث إلى عدد من النتائج ، ومنها :
1.لا تقوم عملية تقويم التراث على أساس كمه المنحدر إلينا ، إنما تتوقف على مدى بلورة هذا التراث للفكر الإنسانى ، والخبرة البشرية ، وعلى مدى الاستفادة منه فى مواجهة التحديات والهموم المفروضة علينا ، ومدى الاتكاء عليه فى إنجاز ومواصلة المسيرة الحضارية 0


2.رغم ما قيل عن تنصل شعراء الرابطة القلمية من التراث ، فإنهم – أبدا – ما كانوا منبتين عن تراثنا العربى ، بل تشهد آثارهم الأدبية بأنهم قد عكفوا على قراءته فى كل عصوره وفنونه ، وأنهم لم يتوقفوا عند قشوره كأكثر معاصريهم التقليديين ، بل توجهوا إلى لبابه ، فعظموا كل ما هو معبر عن الذات الشاعرة ، ومجسد لجدلها مع الحياة والأحياء ، فكانوا يخشعون إزاء كل أدب عظيم يعرض – من خلال بصيرة فنية واعية – الحياة ونبض الوجود ، كما أثنوا على رواد الأدب الخالد ؛ كأبي العلاء المعري ، وابن الفارض ، وابن سينا ..وغيرهم ممن يعدون من أصحاب الأدب الحى ،الذى يمثل توترات النفس واحتفالها الناضج بالحياة وأسرارها 0 وانطلاقا من إيمانهم بوحدة الأديان – اطلعوا على تراثنا الصوفى الإسلامى ، وتغذوا بقطوفه الروحية ، فأثمروا أدبا إنسانيا خالدا بتلك الروح الصوفية التواقة –أبدا – إلى المطلق 0
3.استطاع الشاعر الرابطي – لاسيما جبران ونعيمه ونسيب عريضه – توظيف التجربة الصوفية بمراحلها المتعددة ؛ من تهيؤ ، وترك العلائق ، ومجاهدة النفس ، والارتقاء عبر مقامات التجربة المختلفة ، ومكابدة سفرها الشاق ؛ فاستطاع – من خلال تمثله لهذه الرحلة الشاقة – أن يحمّل تجربته الصوفية الخاصة حيرته وقلقة الوجودى ، وإحساسه بالضآلة والمحدودية إزاء وجود مطلق لا محدود ؛ فكانت التجربة الصوفية سبيلا لخلاصه من فخ الحيرة الكبرى ، راغبا فى معرفة وجوده الحق ، كما كان تمثله للتجربة الصوفية سبيلا للتعبيرعن وجهة نظره الخاصة ، لتحديد موقفه من نفسه ، ومن العالم الجبار الذى وجد فيه0

4.مثلما رأت العرفانية الصوفية الخيال برزخا يفصل بين عالم الحس وعالم المثال ؛ كذلك رأى بعض شعراء الرابطة القلمية ، كجبران ونعيمه وعريضه ، فالخيال وحده هو القادر على تمثل أرض الحقيقة أو عالم المثل ، متى وصل العارف درجة خاصة من الاستعداد بعد التجرد والتخلى عن الدنيا ، واتباع أساليب من الرياضة الروحية. ولأن الرحلة الصوفية تكون داخل النفس لا خارجها ، فمحاولة الفناء أو الاتصال بالنفس الكلية يكون بالخيال لا بالجسد ، وقد عبر بعض شعراء الرابطة القلمية عن الرحلة الصوفية ، وبلوغهم أرض الحقيقة ، تاركين آثارا شعرية ونثرية تشهد على خيالهم الخصب ، وتعبيرهم الفنى الرائع0