الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد كتب كثيرون عن التبعية من أوجه مختلفة ، فهناك التبعية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وكلها هدفت إلى توضيح علاقة التبعية ، تلك العلاقة التى تؤدى إلى نفى الاستقلال الذاتى وتثبيت البنية التابعة التى تظهر فيها بوضوح عوامل التخلف ، وأصبحت مظاهر التبعية الاقتصادية فى العالم الثالث واضحة للجميع ، إلا أن مظاهر التبعية الثقافية لم يتم الكشف عنها إلا بشكل محدود ، وفى سياق الاهتمام بدراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ، لذلك كان من الضرورى دراسة قضية التبعية الثقافية، فإذا كانت التبعية الثقافية تعد من أهم القضايا الملحة فى العالم الثالث ، فإنها تعد أكثر أهمية وخطورة فى المجتمع المصرى الذى عرف تاريخاً طويلاً من التبعية بدأ منذ الحملة الفرنسية على مصر فى عام 1798 ، والتى حاولت فيها فرض النموذج الثقافى الأوربى على المجتمع المصرى ، وكان طبيعياً أن يعايش المجتمع المصرى تفاعلات هذه الصدمة - بفعل التقابل بين - الثقافتين المصرية والأوروبية - مما أدى إلى وجود تيارات ثقافية متباينة ومتعددة أخذ المجتمع المصرى يموج بها ، ثم كانت فترة محمد على وجذور التبعية الثقافية ، ثم جاءت ثورة 23 يوليو 1952 ليشهد المجتمع المصرى خلالها تراجعاً واضحاً لعناصر التبعية الثقافية ، ويخطو أولى خطواته على طريق التخلص من هذه الظاهرة. غير أن المجتمع المصرى عاد مرة أخرى للتبعية الثقافية فـى ظـل سياسـة—الانفتاح – السبعينات التى ساعدت على تغلغل وترسيخ التبعية الثقافية فى المجتمع المصرى. |