الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الأدب الشعبي هو ذلك الإبداع الشعبي بأنماطه المتنوعة والمتعددة التي تتخذ الكلمة وسيلةً لها ، سواء كانت نثراً فنياً كالحكايات والحواديت والأمثال والألغاز والسير الشعبية ، أو شعراً منظوماً كالملاحم وشعر الرباب والأساطير الشعرية ، والأدب الشعبي التركي فيه من فنون الأداء القولي أشكال كثيرة ، منها ما يصاغ في قالب نثري ، ومنها ما ينظم في قصائد شعرية على وزن الهجا (Hece vezni)أو المثنوي (Mesnevi) أو غيرهما من الأشكـال الشعرية التركية . وإذا طالعنا العلوم الإنسانية نجد أن لعلم المأثورات (الفلكلور) والأدب الشعبي مكانةً متميزة بينها ، ذلك لأن الأدب الشعبي يعبر تعبيراً حياً وصادقاً عن واقع الخبرة الثقافية للإنسان داخل مجتمعه وأمته ، ونقصد بالخبرة الثقافية كلَّ معرفةٍ وخبرة يمارسها الإنسان في صنع الحياة في بيئته الجغرافية من سلوكياتٍ وأنماطٍ معيشية ، وعاداتٍ وتقاليد ، ونظم اجتماعية ، وتذوق جمالي ، وتفسير ذهني وعقلي لكل ما يحيط بالإنسان أو يؤثر في وجوده. إن ثقافة كل أمة تتكون من شقين أساسيين ، يكمّل كل منهما الآخر ، الأول هو التراث الحضاري المدون أو ما حافظت عليه الأجيال ، وحفظته وشكّل تاريخها وحضارتها ، والثاني هو التراث الشفاهي الذي تتناقله الأجيال شفاهةً من جيلٍ إلى جيل ، بما يحمله من خبرات وموروثات وأساليب في صنع الحياة ، ويضيف كلُّ جيلٍ أشياءً ، ويحذفُ أشياءً ، حتى يتوافق الموروث الثقافي مع واقع الحياة التي يعايشها الإنسان في عصره . |