الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 311 |  |  |
| | | from | 311 | | |
المستخلص
إن موضوع الأخرويات من الموضوعات التي شغلت الكثير من العلماء والفلاسفة حيث أنها كانت ستار استتر خلفه كثير من الأدعياء الذين يحاولون الاعتداء على الإسلام والطعن في أصوله فبعضهم ينكر أن هناك عالماً للغيب الذي أخبرنا به الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ، فأنكروا وجود العالم الآخر بما يحتوي عليه من فناء للكون وبعث وحشر وحساب لثواب الصالح وعذاب الكافر من جنة ونار وغير ذلك من المسائل التي تقع جميعها في عالم الغيب .
لذا استوقفني البحث للاطلاع على ما جاء في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد من ناحية ومقارنته بما جاء في القرآن الكريم كخاتم للكتب السماوية من ناحية أخري ووجدت أن هناك تحريف في الكتاب المقدس لا ينطبق مع ما جاء في القرآن الكريم وذلك بالمقارنات التي عقدتها حول مفهوم الألوهية في كل دين كأساس عقائدي يرتكز عليه الدين السماوي . وإذا كان الأساس باطلاً فلابد أن يكون البناء الذي بني عليه باطلاً وهذا ما وجدته في المفاهيم المترتبة على مفهوم الألوهية في كلا من الديانتين اليهودية والمسيحية وظهر ذلك من خلال مفاهيم الموت والبعث والحساب ، هذا بعكس ما جاء في الإسلام من خلال القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل والذي كان الإيمان فيه هو الغيب على رأسه الإيمان بالقمة الغيبية وهو الله سبحانه وتعالي وبالتالي الإيمان باليوم الآخر من بعث وحساب للجزاء والعقاب .
ومن أجل ذلك قسمت هذا البحث إلي ثلاث أبواب كل باب يحتوي على ثلاث فصول ، الباب الأول : تناولت فيه فلسفة الأخرويات في الدين اليهودي وقد قسمته إلي ثلاثة فصول ، الفصل الأول: أ - مفهوم الألوهية عند اليهود ووجدت فيه أن الإله عند اليهود ليس إلها مجردا من كل نقص بل إنه إله يشبه في كثير من أحواله الجنس البشري وذلك راجع إلي حبهم الشديد للتكسير المادي والمشاهدة المصورة بالعين وبعدهم عن التجريب .
ب – مفهوم الموت عند اليهود وفيه وجدت ارتباط الموت بخطيئة آدم الأولي وقد فندت هذا المفهوم لأن آدم أخطأ وتاب الله عليه.
الفصل الثاني : مفهوم اليهود للأخرويات والبعث وفيه تناولت مفهومهم كشعب الله المختار حيث ترتب على هذا المفهوم مفهومهم للبعث وأن بعثهم سيكون في أرض أورشليم التي أهداهم الله بها لأنهم شعب وأبنائه المختارين .
ونظرا لخلو التوراه من مفاهيم الجنة والنار فلم أتناول موضوع الحساب عندهم وتناولت آراء بعض الفرق اليهودية حول مفهوم البعث .
الباب الثاني : فلسفة الأخرويات في الدين المسيحي وقد قسمته إلي ثلاثة فصول الفصل الأول : أ- مفهوم الألولهية عند النصاري وفيه عرضت لعقيدتهم الإيمانية الثالوث المقدس الإبن والآب والروح القدس.
وعرضت ما جاء في القرآن الكريم من إنكار لهذه العقيدة من خلال الآيات التي وردت في ذلك .
ب – مفهوم الموت عند النصاري وفيه عرضت لمفهوم الخطيئة التي يعتقد النصاري أن مفهوم الموت ترتب عليها بل أن التاريخ بأكمله ظل مفتوحاً من أجل التكفير عن خطيئة آدم الأولي .
الفصل الثاني : مفهوم الأخرويات عند النصاري وتصورهم للبعث حيث جاء مفهوم الأخرويات عند النصاري بالكلام في الأمور المختصة بمستقبل النفس ونهاية العالم ومجئ المسيح الثاني كما جاء مفهوم البعث مرتبطاً عند النصاري بقيامة المسيح في اليوم الثالث بعد موته وصلبه وعرضت الآيات التي وردت في العهد الجديد وقد قمت بالرد عليها من خلال القرآن الكريم .
الفصل الثالث : أ- تصور اللاهوتيين والمفكرين المسيحيين لمفهوم الأخرويات وعرضت فيه بعض آراء اللاهوتيين والمفكرين المسيحيين لمفهوم للآخرة .
ب – مفهوم الحساب عند النصاري: والذي اتضح من خلاله أن المسيح سوف يحاسب الناس يوم القيامة وهو مفهوم عكس ما جاء في القرآن الكريم وأن الله وليس غيره سبحانه وتعالي هو المحاسب المجازي للبشر .
الباب الثالث : فلسفة الأخرويات في الدين الإسلامي وقد قسمته أيضاً إلي ثلاث فصول : الفصل الأول أ – مفهوم الغيب في الإسلام عرضت فيه معني الغيب ومفهوم الغيب عند بعض الأئمة والمتكلمين من المسلمين باعتبار أن هذا المفهوم هو الركيزة الأساسية لإيمان المسلمين وباعتبار أن الإيمان بالله سبحانه وتعالي هو القمة الغيبية .
ب – مفهوم الموت حيث ورد الموت في الإسلام بأنه فراق وانتقال إلي العالم الآخر للثواب والعقاب ولم يكن مفهوما مترتباً على مفهوم الخطيئة كما جاء في اليهودية والمسيحية .
الفصل الثاني: مفهوم البعث في الإسلام : حيث ارتبط البعث في الإسلام بنهاية العالم وخرابه في سياق متشابه بين النهاية الدنيوية والبداية الأخروية حيث كلاهما كان نتيجة الإيزان بالنفخة فكانت النفخة الأولي لخراب العالم بينما كانت النفخة الثانية هي بداية البعث والحساب في العالم الآخر.
الفصل الثالث : مفهوم الحساب في الإسلام وفيه عرضت لمفهوم الحساب وما يتعلق به من أمور سمعية كالحشر والصراط والميزان والجنة والنار . ثم الخاتمة عرضت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البعث وهو وجود تحريف في العهدين القديم والجديد لا يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم وإلي جانب هذا التحريف الموجود وجود تناقض لآراء اليهود والنصاري أنفسهم في الرد علي غيرهم.