الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يأتي الاهتمام بأصول التاريخ الإسلامي في عصوره الأولى من قبيل كون هذا التاريخ هو أخصب المراحل التطبيقية لهذا الدين ، ففي ظل دولة عظمى مثل الدولة الإسلامية لابد من إظهار ومعرفة أنسابها وبطونها ومعرفة بطون القبائل العربية في الإسلام سواء من حيث النسب او رجالها الذين ساهموا في انتشار الإسلام في أرجاء الدولة الإسلامية على مر عصورها ومحاولة للربط بين الحدث وفاعلية ، وإسناد الأمور إلى من قاموا بها وذلك بغرض تعميق المعرفة التاريخية وتأصيل قيمتها ، ومن ثم فقد جاءت هذه الدراسة مزيجا من الأنساب والتاريخ للارتباط الوثيق بينهما . فقد اهتم العرب بأنسابهم ولا نكاد نعرف أمة من الأمم القديمة أو الحديثة عنيت بأنسابها عناية العرب والتفاخر بها ، ولا نكاد نعرف أمة من الأمم عاشت ماضيها في حاضرها كأمة العرب ، يدل على ذلك كثرة المصادر التي تناولت أنساب القبائل وترجمت لمشاهير علماء الأنساب ، كما أن حفظ الأنساب كانت ميزة ومفخرة لأولئك الذين اشتغلوا ب ها فذاع صيت كثير من رجال العرب بسبب حفظهم الأنساب وتناولها . وقد خدمت دراسات الأنساب علم التاريخ ، فد ازدادت العناية بالأنساب مع مجئ الإسلام ، فقد تم وضع الديوان في عهد عمر بن الخطاب ليؤكد على الاهتمام بها ، واهتم خلفاء بنو أمية بهذه الناحية ، فقد قام بعضهم بعمل سجل وافي عن الأنساب . كما أن ظهور الخصومات بين القبائل ، وأثر الأوضاع السياسية على وضع القبائل في الإسلام ، كل هذا ادى إلى الاهتمام بأنساب القبائل وتسلسلها قال الله تعالى ” إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، أن أكرمكم عند الله أتقاكم ” (سورة الحجرات ، آية رقم 12 ) . ونجد ان علم النسب يعلم المرء أن الخلافة لا تجوز إلا في ولد فهر بين مالك بين النضر بن كنانة ، الذي ينتمي إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وفهر هذه يدخل في صميم موضوع البحث ؛ لأن موضوع البحث يتناول بطون بين فهر من حيث النسب ورجاله الذين ساهموا في الفتوحات الإسلامية سواء في المشرق أو المغرب الأندلس . |