الفهرس 
الفصل الأول: نظرية أفعال الكلاميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 192 |  |  |
| | | from | 192 | | |
المستخلص
تكمن أهمية هذا الموضوع في كونه دراسة متصلة بالقرآن الكريم، وفي كونه تطبيقًا لدراسة نظرية (الأفعال الكلامية) على نص لا ينضب، ولا تقيده حدود الزمان أو حدود المكان؛ حيث وظفت الأفعال الكلامية، وبيَّنتُ دورها في عملية التواصل، كما بينت عدم الاعتماد على المعنى الحرفي لمعرفة مقاصد المتكلم، كما أنه يمكن الوصول إلى المعنى الضمني في أثناء الكلام، وهذا ما أطلق عليه (سيرلSearle ) المباشر وغير المباشر.
أسباب اختيار الموضوع:
أما عن أسباب اختيار هذا الموضوع فيعود إلى التطلع إلى الدراسات التداولية بشكل عام، وأفعال الكلام بشكلٍ خاص، وفيما يخُص اختيار الخطاب القرآني فيعود إلى كونه أرقى الخطابات وأسماها؛ لأنه خطاب ربانيٌّ صادر من الله ـ تعالى ـ أنزله على نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم –؛ ليخاطب الإنسانية جمعاء في كل زمان ومكان، كما يعود أيضًا إلى الرغبة في الكشف عن أصول نظرية أفعال الكلام واستثمارها في فهمه والعمل به.
ويرجع سبب اتخاذ سورة (المؤمنون) مدونة للبحث إلى اتساع السياق فيها بتعدد الموضوعات والقصص، وما تضمنه من وحدات لغوية؛ مما يجعلها ميدانًا خصبًا لدراسة الأفعال الكلامية.
تساؤلات البحث:
وقد جاء البحث للإجابة عن عدد من التساؤلات، هي :
- كيف يتحقق الفعل بالقول؟
- ما حقيقة الأفعال الكلامية؟ وكيف تسهم بشكل مؤثر في العملية التواصلية؟
- ما مدى فائدة تطبيق هذه النظرية في فَهم التراث اللغوي بشكلٍ عام، والقرآن الكريم بشكلٍ خاص؟
- هل القوة الإنجازية المباشرة في الأفعال الكلامية هي المقصودة دائمًا؟
- هل المعنى الحرفيُّ الظاهر وحده قادر على الكشف عن مَقصد المُتَكَلِّم؟
- كيف نتجنب الغموض والإبهام في عملية التواصل؟
- ما أفعال الكلام عند كلٍ من (أوستين Austin)، و(سيرلSearle )؟ ، وكيف تتجسد في خطاب سورة (المؤمنون)؟
- هل توقف البحث في نظرية الأفعال الكلامية بعد (أوستينAustin )، و(سيرلSearle )؟
الدراسات السابقة:
لقد تناولت بعض الدراسات نظرية الأفعال الكلامية في مدونات مختلفة، منها:
1- (الأفعال الكلامية في خطب الحجاج بن يوسف الثقفي ورسائله؛ دراسة تداولية) للباحثة: أماني مروان محمد عياد( )،رسالة لنيل درجة الماجستير، وقد تناولت الدراسةُ الأفعالَ الكلامية، والحجاج في خطب الحجاج ورسائله، وقد جاءت في مقدمة وتمهيد وفصلين، أما المقدمة فقد اتفقت مع دراستي في تعريف التداولية والأفعال الكلامية، واختلفت عنها في ظهور المضامين؛ حيث تناولتُ ظهور فكرة الأفعال الكلامية منذ النشأة إلى ما وصلت إليه الآن.
وأما الفصل الأول فتناولتِ الباحثةُ فيه تعريفَ التداوليةِ والأفعالِ الكلاميةِ، والعواملَ التي أدت إلى ظهور المضامين الخطابية عند الحجاج، والفصل الثاني قسَّمته الباحثة قسمين: قسمًا عن الأفعال الكلامية وفق تقسيم (أوستين Austin)، وقسمًا عن تماسك نصوص الخطب من خلال الإحالة، والتكرار، والوصل، وأسماء الإشارة، وأدوات المقاربة، ثم تناولت الحِجَاجَ في خطب الحَجَّاج بن يوسف الثَّقَفِيّ.
وقد اختلفت هذه الدراسة عن دراستي اختلافًا تامًّا؛ حيث تناولتُ الأفعالَ الكلاميةَ عند (أوستين Austin، وسيرل Searl)، ثم تطرقتُ إلى الأفعال الكلامية المباشرة والأفعال الكلامية غير المباشرة في سورة (المؤمنون) وفق تقسيم (سيرل Searl).
2- (أفعال الكلام في الخطاب السياسي؛ خطابات الرئيس السوري بشار الأسد)، للباحث: نواب بن يوب( )، وهي رسالة لنيل شهادة الماجستير، وقد ذكر الباحث في التمهيد التداولية ومقولاتها، كما تناول في الفصل الأول دور (أوستين (Austin في نظرية الأفعال الكلامية، وصنف أقوال الرئيس بشار الأسد طبقًا لتصنيف (أوستين Austin)، وجاء الفصل الثاني بعنوان: أفعال الكلام في خطابات بشار الأسد وفق تصنيف (سيرل Searl)، وتناول إنجازات (سيرل Searl)، وكيف أضاف وطور في النظرية، وأنه أكمل دور أستاذه (أوستين (Austin.
وقد اتفقت هذه الدراسة مع الدراسة الحالية في تعريف التداولية، ونشأة الأفعال الكلامية، ودور (أوستين (Austin في ظهور النظرية، وإنجازات (سيرل Searl)، ودوره في تطوريها.
واختلفت هذه الدراسة عن دراستي في نوع مادة التطبيق؛ حيث اتخذت الدراسة السابقة (الخطب) مادة للتطبيق، أما دراستي فاتخذت سورة من سور القرآن الكريم، وهي (سورة المؤمنون) مادة للتطبيق وفقًا لتقسيم (سيرل Searl) للأفعال الكلامية المباشرة، والأفعال الكلامية غير المباشرة.
3- (الأفعال الكلامية في سورة الكهف؛ دراسة تداولية) للباحثة: آمنة لعور( )،رسالة لنيل درجة الماجستير ،وقد اتفقت هذه الدراسة مع دراستي في نوع المادة العلمية؛ حيث طُبِّقَت نظرية الأفعال الكلامية على سورة من سور القرآن الكريم، واختلفت معها في تقسيم الفصول وطريقة عرض المادة العلمية؛ حيث تناولت هذه الدراسة الأفعال الكلامية في سورة الكهف وفقًا لتقسيم (أوستين (Austin، أما دراستي فتناولت الأفعال الكلامية وفقًا لتقسيم (سيرل Searl)، وقد كان الفرق الجوهري الاعتماد على منهجين مختلفين ( أوستين وسيرل ) .