Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبي قائم على التنظيم الذاتي في تحسين مهارات التعلم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية /
المؤلف
محمد، هالة سيد عبد المقصود.
هيئة الاعداد
باحث / هالة سيد عبد المقصود محمد
shalo8609@gmail.com
مشرف / أحمد فكري بهنساوي
مشرف / طه محمد مبروك
الموضوع
التعلم.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
167 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
3/6/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 180

from 180

المستخلص

يعتبر علم النفس الإيجابي أحد فروع علم النفس الحديث الذي يسعى إلى تقديم منظور جديد إلى قضايا الإنسان النفسيَّة؛ إذ يُركِّز على دراسة أوجه النماء والاقتدار والفضائل التي تُمكِّن الفرد والجماعات من الانطلاق وتحقق مكاناتها، وهو بهذا يُشكل المنظور الموازن والموازي لعلم النفس العيادي الذي يُركِّز على الأسباب المرضية.
ويندرج تحت مظلّة علم النفس الإيجابي العديد من المفاهيم؛ منها التعلُّم اليقظ الذي يُعدُّ من المفاهيم التي جذبت الباحثين إليها في السنوات الماضية، ونظرًا لنتائجها الإيجابية والفعَّالة. (مصطفى حجازي، 2012، ص78).
ووفقًا (kabat- zin، 2003) فإن التعلُّم اليقظ يلتمس الخبرات التي تعيشها في الوقت الحاضر، وإدراك المشاعر والأفكار بوعيٍ كامل وكلي، دون إصدار أي حكم؛ بحيث يسمع الفرد ما يدور حوله دون تشتت؛ وبالتالي يدرك الفرد الخبرة دون الحكم والتفكير، وبمعنى آخر إحساس الفرد بالذات، ولا يتضمَّن التفكير أو التخطيط أو الحكم، وإذا استطعنا ذلك فإنه سيكون بمقدورنا أن نتقبَّل حقيقة هذه الخبرة، ومن ثَمَّ التعلُّم منها، وبالتالي الاستمرار.
ويُشير (نائل أخرس، 2016، ص309) إلى أن ممارسة التعلُّم اليقظ أو التدريب عليها يُعزز قدرات التعزيز العاطفي من خلال تغيير علاقة الفرد بعواطفه؛ فتمتع الفرد بمستويات مرتفعة من اليقظة العقلية يُمكنه من التعبير عن مشاعره دون إفراط فيها، وهذا بدوره يُعزز من رفاهيته النفسية، ومن هنا يمكن القول إن اليقظة العقلية ترفع من المرونة الذهبية لدى الأفراد، وتُحفز الأفراد على إظهار ما لديهم من قدرات، دون التقيُّد بالأفكار الجامدة.
إن ممارسة التعلُّم اليقظ بوصفه استراتيجية تؤدي بالفرد إلى تغيير في أساليب التفكير التي يمارسها؛ بحيث يدرك أن الأفكار السلبية اللاعقلانية التي تتزامن مع المزاج السيء لا تُمثِّل سوى أفكار وليست انعكاسًا حقيقيًّا للموقف، لا يتطلب من الفرد سوى إرادة ذاته بصورة واعية.
ويمكن من خلال التدريب على التنظيم الذَّاتي التحسُّن في مستوى التعلُّم اليقظ؛ حيث أشار فنج (2010، 515، fung ) إلى أن التنظيم الذَّاتي يُؤثر على فكر وسلوك المراهق في نواحي كثيرة؛ فعلى سبيل المثال فالمراهقون ذوو فاعلية الذات المرتفعة تكون لديهم القدرة على التنبُّؤ بالأحداث، ووضع الوسائل المناسبة للتحكُّم في تلك الأحداث التي تُؤثر في حياتهم، وكذلك فإنهم يرون أنفسهم قادرين على تحقيق الأهداف الصعبة، ويضعون لأنفسهم خططًا للنجاح، والوصول إلى سلوك إيجابي، ولديهم توقُّعات بأن بعض الطرق ستؤدي إلى نتائج معينة.
وكذلك فإن التنظيم الذَّاتي له تأثير على مستوى الطموح لدى الفرد؛ فمعتقدات الأشخاص حول فاعلية الذات تُحدد مستوى الطموح لديهم، كما تنعكس من خلال المجهودات التي يبذلونها في أعمالهم، والمدة التي يصمدون فيها في مواجهة العقبات، وأنه كلما زادت ثقة الأفراد في فاعلية الذات زادت مجهوداتهم، وزاد إصرارهم على تخطِّي ما يقابلهم من عقبات، وعندما يواجه الأفراد الذين لديهم شكوك في مقدراتهم الذَّاتية مشكلات يقللون من مجهوداتهم؛ بل ويحاولون حلَّ المشكلة بطرق غير ناجحة.
ويتَّضح من ما سبق أهمية التنظيم الذَّاتي في تحسين التعلُّم اليقظ، وهذا ما تهدف الدراسة الحالية إلى التحقُّق منه.
مشكلة الدراسة:
أشار (Matric،2018) إلى أن مفهوم التنظيم الذَّاتي يُوفر للأفراد العديد من الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف؛ سواء كانت أهدافًا خاصة أو أهدافًا عامة؛ فمن خلال التنظيم الذَّاتي يتمكَّن الفرد من تحقيق ذاته، وأن التعلُّم المنظم ذاتيًّا يساعد المتعلمين على تحقيق أهداف أكاديمية أعلى؛ لأنها تمنحهم التحكُّم في عملية التعلُّم لديهم؛ ولذلك فإن الطلاب بحاجة إلى المعرفة بعمليات التنظيم الذَّاتي.
ولقد أكَّد (الردادي، 201) على أن معظم الباحثين يتفقون على أن تحقيق أهداف العملية التعليمية يتطلب من الطلاب تنظيم جوانبهم المعرفية، والدافعية، والبيئية؛ ليكون تعلمهم ذا معنى، وهذا الأمر هو نفسه الهدف من التعلُّم المنظم ذاتيًّا؛ فهو عملية مخططة، وتقييمية، وتكيفية مكونة من عمليات واستراتيجيات؛ حيث يقوم الطلاب بالبدء فيها، وتنظيمها بطريقة مخططة؛ مما يساعدهم على التعامل بفاعلية أكثر مع المهام الدراسية؛ حيث يسعى الطلاب عادة ليكونوا ناجحين داخل الفصل الدراسي، وهذا الأمر يحتاج إلى أن يكون لديهم مهارات، وهذا ما يقوم به التعلُّم المنظم ذاتيًّا.
ومن خلال عمل الباحثة في مدارس المرحلة الإعداديَّة لاحظت أن بعض الطلبة يفتقرون إلى القدرة على الانتباه أو التركيز في أعمالهم، ويتميزون بضعف القدرة على الاندماج في أكثر من عمل واحد، وأنهم يؤدون أعمالهم بدون وعي منهم، ويتصفون بشرود ذهني داخل الفصل الدراسي، وليس لديهم القدرة على استخدام خبراتهم السابقة من أجل حلِّ ما يواجههم من مشكلات جديد، وتتلخص مشكلة الدراسة الحالية في الإجابة عن السؤال البحثي الرئيس التالي:
ما فعالية برنامج تدريبي قائم على التنظيم الذَّاتي في تحسين التعلُّم اليقظ لدى طلاب المرحلة الإعداديَّة؟
ويتفرَّع من السؤال البحثي الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية:
1- ما فعالية برنامج تدريبي قائم على التنظيم الذَّاتي في تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة؟
2-هل تستمرُّ فعالية برنامج تدريبي قائم على التنظيم الذَّاتي في تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
إعداد برنامج تدريبي يساعد على تحسين مهارات التعليم اليقظ؛ وذلك من خلال:
4- ما الفروق بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس مهارات التعلم اليقظ بعد استدراك البرنامج القائم على التنظيم الذاتي.
5- ما الفروق بين متوسط رتب تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التعلم اليقظ بعد استدراك البرنامج القائم على التنظيم الذاتي.
6- ما الفروق بين متوسط رتب تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس مهارات التعلم اليقظ بعد استدراك البرنامج القائم على التنظيم الذاتي وبعد انتهاء فترة المتابعة.
أهمية الدراسة:
1- الأهمية النظريَّة:
تكمن الأهمية النظرية للدراسة الحالية في التنبُّؤ بمستوى تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
لذا تستمدُّ أهمية هذه الدراسة مما يلي:
1) ندرة الدراسات المحلية في هذا المجال؛ وبصفة خاصة في تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
2) مجاولة المساهمة في إثراء الدراسة العلمي في مصر، وسدِّ النقص في البحوث العلمية في هذا الجانب.
3) إلقاء الضوء على مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
4) أهمية هذه الدراسة لارتباطها بمرحلة دراسية مهمة؛ وهي المرحلة الإعداديَّة.
الأهمية التطبيقية:
في ضوء ما قد تُسفر عنه هذه الدراسة من نتائج؛ فقد انبثقت أهمية الدراسة التطبيقية على النحو التالي:
1) تقديم مساعدة، وإن كانت قليلة للمؤسسات التربوية التي تطالب بالتطوير، ولعلَّ أُولى الخطوات نحو ذلك تكمن في التنبُّؤ بمستوى تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
2) المساعدة في وضع البرامج، والخطط التي من شأنها تُحسِّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
3) المساعدة في وضع البرامج التدريبيَّة لتحسن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
4) يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة من قبل المسئولين والمتخصصين القائمين على العملية التربوية.
5) تُعدُّ هذه الدراسة مساهمة علمية لإثراء المكتبة المحلية والعربية بالمعلومات عن تحسُّن مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة؛ حتى يستفيد منها طلبة الدراسات الجامعية، وطلبة الدراسات العليا.
6) تقديم توصيات هذه الدراسة قد تفيد في تحسين البيئة المدرسية، وبناء شخصية التلاميذ.
أدوات الدراسة:
سوف يستخدم الباحث الأدوات الآتية لجمع البيانات:
برنامج تدريبي قائم علي التنظيم الذَّاتي (من إعداد الباحثة).
مقياس مهارات التعليم اليقظ (من إعداد الباحثة).
حدود الدراسة:
تتحدَّد الدراسة الحالية بالحدود الآتية:
الحدود الموضوعية: اقتصر هذا الدراسة على تناول فعالية برنامج تدريبي قائم على التنظيم الذَّاتي في تحسين مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
الحدود البشرية: تمَّ تطبيق البرنامج على عينة من طلاب المرحلة الإعداديَّة؛ بواقع (150) طالبًا، تمَّ تقسمهم بواقع (50) طالبًا عن كل فرقة دراسية (50) طالبًا في السنة الأولى الإعداديَّة، و(50) طالبًا للسنة الثانية الإعداديَّة، و(50) طالبًا للسنة الثالثة الإعداديَّة.
الحدود الزمنية: يتمُّ تطبيق الجانب الميداني لهذه الدراسة خلال الفترة الزمنية في الفصل الدراسية للعام 2023 -2024.
الحدود المكانية: سوف تُجرى هذه الدراسة في: (معهد الإعدادي الثانوي بنين)، كما تتحدد الدراسة بالأدوات، والأساليب الإحصائيَّة المستخدمة، ويمكن تعميم نتائج هذه الدراسة في ضوء هذه الحدود.
منهج الدراسة:
تستخدم الباحثة المنهج شبه التجريبي، ويمكن من خلال هذا المنهج الحصول على معلومات تتعلق بالحالة الراهنة للظاهرة موضوع الدراسة؛ لتحديد طبيعة تلك الظاهرة، والتعرُّف على العلاقات المتداخلة في حدوث تلك الظاهرة، ووصفها وتصويرها، وتحليل المتغيرات المؤثرة في نشوئها ونموها، كما اعتمدت الباحثة على المنهج شبه التجريبي، والذي يقوم بشكل رئيس على دراسة الظواهر الإنسانية، كما هي في الطبيعية دون أن يقوم الإنسان بالتدخُّل فيها، أو يعرف بأنه دراية العلاقة بين متغيرين على ما هما عليه في الواقع، دون أن يتمَّ التحكُّم في المتغيرات.
وعندما يكون الباحث عاجزًا عن استخدام المنهج التجريبي؛ فإنه يقوم بتصميم النماذج الشبه تجريبية؛ والتي من خلالها سوف يقوم بدراسة الظاهرة التي يرغب في معرفة نتائجها، ودون أن يترك أي أثر ضارٍّ على عينة الدراسة، وللتصاميم الشبه تجريبية مجموعة من الرموز، ومن بين هذه الرموز الاختبار القبلي، الاختبار البعدي، والمجموعة التجريبيَّة، المجموعة الضابطة، بالإضافة إلى إدخال المتغير المستقل.
فروض الدراسة:
للإجابة عن أسئلة الدراسة، تمَّ مراجعة أدبيات الدراسة التي تناولت متغيرات الدراسة الحالية بناءً على ذلك، تمَّ ترجمة أسئلة الدراسة إلى الفروض التنبئية التالية عند مستوى (0.05)
الفرض الأول: يوجد فروق ذات دِلالة إحصائيَّة بين متوسطي درجات مجموعتي الدراسة على مقياس التعلُّم اليقظ في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبيَّة.
الفرض الثاني: يوجد فروق ذات دِلالة إحصائيَّة بين متوسطات درجات المجموعة التجريبيَّة على مقياس التعلُّم اليقظ في القياسين القبلي والبعدي لصالح البعدي.
مصطلحات الدراسة:
التنظيم الذَّاتي:
يُعرِّفه (حسين،2009م) بأنه: مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد المتعلم على تكوين، واكتساب مجموعة من المفاهيم، ينتج عنها تفاعل المتعلم مع ما حوله من أشياء وموضوعات، وما لديه من خبرات سابقة للوصول إلى فهم لموضوعات التعلُّم الجديدة.
وتعرفه الباحثة إجرائيًّا بأنها: الاستراتيجيات التعليمية التي تُركِّز على المتعلم ذاته لا على المحيطين به. وبناءً على ذلك فهو لا يحسن تحصيل المتعلم فقط؛ بل يساعده في تقييم تقدمه، وتوجيهه للقيام بالتغيرات اللازمة لتحقيق أهدافه؛ حيث يُعدُّ التعلُّم المنظم ذاتيًّا أحد الاستراتيجيات الحديثة والمهمة.
التعلُّم اليقظ:
هو الوعي الكامل بالمؤثرات التي يتفاعل معها الطالب، وتُحفز الانتباه لديه دون إصدار أحكام أو الانشغال بخبرات ومشاعر الماضي.
يُعرِّفها (الهاشم، 2017) بأنها: مجال مرن للقدرة العقلية يكون غير مرتبط بوجهة نظر خاصة، ويسمح برؤية جيدة ومنفتحة على كل الخبرات العقلية والحسية للشخص، ومن دون إصدار أحكام.
كما تعني (المحاسنة، 2011) أنها: حالة من الوعي المتوازن الذي يجنب الفرد النقيضين من التوحُّد الكامل بالهوية الذَّاتية، وعدم الارتباط بالخبرة، ويتبع رؤية واضحة لقبول الظاهرة النفسية والانفعالية كما تظهر، وكما تعني أيضًا الانفتاح على عالم الأفكار والمشاعر والأحاسيس المؤلمة والخبرات غير السارة لدى الفرد، ومعايشة الخبرة في اللحظة الحاضرة بشكل متوازن.
وتُعرَّف أيضًا بأنها: طريقة في التفكير تُحفِّز الانتباه إلى المتغيرات البيئية من غير إصدار أحكام إيجابية أو سلبية تجاهها، مما يُمكِّنه من التفكير بواقعية (كما وحسن،2017). وأبعادها هي:
الملاحظة (observation): وهي ملاحظة، أو حضور الخبرات الداخلية والخارجية؛ مثل: الأحاسيس، والإدراكات، والمشاعر، والأصوات، والروائح.
1- الوصف (Describing): وهو القدرة على وصف الخبرات الداخلية بالكلمات.
2- التصرُّف بوعي (Acting with awareness): والمقصود هنا هو أن يكون الشخص حاضرًا في نشاطاته الآنية؛ بحيث لا يقوم بأعماله بشكل آلي في حين يكون تركيز الانتباه لديه في مكان آخر، في حالةٍ تُعرَف بـ (الطّيّار الآلي).
3- عدم إصدار الأحكام (Non Judgement): أي عدم إصدار الأحكام على الخبرة الداخلية من خلال اتّخاذ موقف تقييمي نحو الأفكار والمشاعر الداخلية.
4- عدم التفاعل (non reactivity): أي عدم التفاعل مع التجربة الداخلية؛ بمعنى الميل للسماح للأفكار والمشاعر أن تأتي وتذهب دون التفاعل معها.
البرنامج التدريبي:
يشمل البرنامج التدريبي مهارات التنظيم الذَّاتي؛ حيث شملت جلسات البرنامج مهارات التنظيم الذَّاتي العاطفي والمعرفي، وما تمخَّض عنها من استراتيجيات وأنشطة تعليمية قامت الباحثة بصياغتها في إطار برنامج تدريبي مكوَّن من ثماني عشر جلسة (21) لتنمية مهارات التنظيم الذَّاتي في تحسين مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
وقد احتوى البرنامج على مجموعة من المواقف والأنشطة التدريبيَّة، تمَّ بناؤها في ضوء استراتيجيات التنظيم الذَّاتي، وتحسين مهارات التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة، ويتضمَّن البرنامج عددًا من الجلسات التدريبيَّة؛ متمثلة في (21) جلسة، تبدأ بجلسة تمهيديَّة، وتنتهي بجلسة ختاميَّة، وهذه الجلسات قامت الباحثة بتوزيعها على عشر أسابيع؛ بواقع جلستين أسبوعيًّا، وزمن كل جلسة 60 دقيقة.
وقد توصَّلتِ الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات على النحو التالي:
النتائج والتوصيات والبحوث المقترحة:
النتائج:
اتَّضح أن هناك فروق دالة إحصائيًّا بين المجموعتين على مقياس التعلُّم اليقظ في التطبيق البعدي، وذلك على مستوى كل مجال والمجال الكلي؛ حيث كانت قيمة (Z) = (-4.245) للكلي، وعند الرجوع إلى المتوسطات الحسابية يُلاحظ أن متوسطات أداء أفراد المجموعة التجريبيَّة أعلى من متوسط أداء أفراد المجموعة (الضابطة) لكل مجال وللمجال الكلي للمقياس؛ مما يُشير إلى فاعلية البرنامج التدريبي في تنمية التعلُّم اليقظ لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة، كما يؤكِّد حجم الأثر المحسوب؛ والذي تراوحت قيمه بين (80% - 94%) الذي يدلُّ على وجود أثر كبير للبرنامج في تحسين التعلُّم اليقظ على تلاميذ المرحلة الإعداديَّة.
كما تبيَّنَ لنا أنه عند استخدام اختبار (مان وتني) للعينات المستقلة للكشف عن وجود فروق بين أفراد المجموعتين: (الضابطة، التجريبيَّة)، كما تمَّت عملية التحقُّق من شروط استخدام مثل هذا النوع من الاختبارات من خلال فحص اعتدالية التوزيع للبيانات؛ باستخدام مؤشر معامل الالتواء، واختبار (لكولموجروف- سميرنوف) (Komogrove-smirnove Test)، وكذلك اختبار ليفين لفحص تجانُس التباين بين المجموعات.
كذلك بالنسبة للأبعاد الخمسة؛ فقد تبيَّنَ عدم وجود فروق جوهرية ذات دِلالة إحصائيَّة في درجات أبعاد التعلُّم اليقظ الوصف، وعدم الحكم على الخبرة الداخلية، وعدم التفاعل مع الخبرة الداخلية) لدى طلاب المرحلة الإعداديَّة؛ مما يعني أن طلاب المرحلة الإعداديَّة باختلاف مراحلهم لديهم مستوى متقارب من أبعاد اليقظة العقلية، وتعزو الباحثة هذه النتيجة إلى أن الطلاب يتمتعون بنفس التعليم، ونفس التجارب ونفس المجتمع، وبالتالي فإن مستوياتهم متقاربة من اليقظة العقلية؛ لأن اليقظة العقلية تُكتسب بالتجارب والدورات العلمية والندوات، وأن هذه الفئة غالبًا لم تتلقَّ هذه الدورات والتجارب.
التوصيات:
في ضوء النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة تُوصي الباحثة بما يلي:
 يجب إعداد برامج تدريبية لدى الطلاب تهدف إلى التعرُّف على اليقظة العقلية، والعمل على رفع مستواها.
 ضرورة العمل على تقديم أنشطة تربوية وأكاديميَّة لدى تلاميذ المرحلة الإعداديَّة، وتعميمها لدعم التلاميذ، وتنمية المهارات لديهم.
 عقد ورش عمل، وندوات للطلبة عن أهمية التعلُّم اليقظ، والعمل على اكتسابهم المهارات المتنوِّعة.
 ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس والأخصائيين الاجتماعيين في المعاهد الأزهرية الإعداديَّة لتطوير وتنمية مهارات التعلُّم اليقظ؛ وذلك من أجل مساعدة الطلبة لتخطِّي العملية التعليمية بنجاح.
• توفير مهارات التعلُّم اليقظ في التعليم الإعدادي؛ لتُسهم في زيادة قدرة الطلاب على التفكير العقلي، والمبنيّ على أُسس علمية، والعمل على تطبيق ما تمَّ تعلُّمُه في المواقف المختلفة من أجل تحسين التحصيل الدراسي لديهم.
البحوث المقترحة:
1) تقترح الباحثة ضرورة إيجاد بحوث مستقبلية للبحث والتحليل عن كل من اليقظة العقلية والتفكير التأمُّلي.
2) تقترح الباحثة ضرورة إيجاد بحوث مستقبلية عن البرامج التدريبيَّة لدى الطلاب في كافة المراحل تهدف إلى التعرُّف على اليقظة العقلية، والعمل على رفع مستواها.
3) تقترح الباحثة ضرورة إيجاد بحوث مستقبلية عن البرامج التدريبيَّة لأعضاء هيئة التدريس في المعاهد الإعداديَّة الأزهرية؛ لتطوير وتنمية مهارات التعلُّم اليقظ؛ وذلك من أجل مساعدة الطلبة لتخطِّي العملية التعليميَّة بنجاح، ودون ضغوط نفسيَّة.