Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
جدلية العلاقة بين الطبيعة والإنسان :
المؤلف
قاسم، مروه جمال محمود.
هيئة الاعداد
باحث / مروه جمال محمود قاسم
مشرف / نشوى صلاح الدين محرم
مناقش / / محمد مجدي الجزيري
مناقش / وجدى خيري نسيم
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
185ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 185

from 185

المستخلص

الملخص:-
يٌعد الفليسوف الأمريكى من أصل روسى موراى بوكتشين ((Murry Bookchin 1921-2006 ناشطًا وعالمًا راديكاليًا مهمًا، وفيلسوف ورائد من رواد حركة البيئة من مؤسسي الإيكولوجيا السياسية والاجتماعية لقد ربط الإيكولوجيا بالتغير السياسى والأجتماعى؛ كما أن له خلفية أناركية - ماركسية أثرت على تفكيره السياسىي والبيئي، أثرت فلسفته على النظرية السياسية الخضراء والنشاط البيئى على الصعيد الدولى؛ أنتج موراي بوكشين على مدار أكثر من 50 عامًا، تدفقًا ثابتًا من المقالات والمنشورات السياسية والكتب حول القضايا البيئية وثقافة المدن، والحركات السياسية التحررية، والإيكولوجيا الأجتماعية ؛ومع ذلك ظل أحد الشخصيات الرئيسية القليلة في حركة البيئة التي لم تستسلم للتصوف الديني أو لما بعد الحداثة العصرية، لقد ظل وفياً للتقاليد العقلانية للتنوير الراديكالى طوال حياته، كان بوكشين من علماء الطبيعة التطوريين، وكذلك اشتراكيًا تحرريًا - يساريًا وثوريًا.
يقر بوكتشين بحقيقة بأن جميع مشكلاتنا البيئية الحالية تنشأ من مشكلات اجتماعية مستحكمة فلايمكن التعامل مع المشكلات البيئية وحلها دون التعامل بحزم مع المشاكل داخل المجتمع؛ يستخدم بوكتشين مصطلح المجتمع العضوى للدلالة على مجتمع عفوي وغير قسري ومتكافئ مجتمع ”طبيعي” بالمعنى ينشأ من الاحتياجات الإنسانية الفطرية للارتباط والترابط والرعاية؛ أيضٌأ لوصف مجتمعات غنية بالتفاصيل تعزز التواصل الاجتماعي وحرية التعبير والسيطرة الشعبية.
يرى بوكتشين أن العالم ملوثًأ تمـامـا بالتسلسل الهرمي والسيطرة والطاعة ويرفض تلك السلطة التى تجعلنا نرى أنفسنا بوصفنا أشياء يمكن أستخدامها والتلاعب بها، أنعكست هذة الصورة الذاتية لتصور الواقع على الطبيعة ”الخارجية”؛ فلقد قمنا بطبع طبيعتنا الخاصة على الطبيعة الخارجية”. إن فكرة السيطرة على الطبيعة كانت نتيجة الهيمنة الأجتماعية الحقيقية للإنسان من قبل الإنسان في الأنظمة القديمة، والنظام الأبوي، والطبقات الهرمية الأخرى؛ فلم تصبح الهيمنة مرتبطة فقط بهيمنة البشر على البشر، وإنما امتدت لتشمل الرغبة في هيمنة البشر على البيئية الطبيعية وإثبات تفوقهم وسيادتهم عليها؛ وبالتالي إلغاء التوازن والتفاعل، والتكامل الذي استمر على مدار تاريخ طويل بين البيئة الطبيعية والبيئة الإنسانية وقد أدى ذلك إلى تشويه البيئتين. لذلك فإن الحل الذي يقدمه موري بوكتشين هو المجتمع البيئى الإنساني لذي تستعيد فيه التوازن، والتفاعل، والتكامل بين البيئتين. ولكي يحدث ذلك يجب أن تتخلص من الداء، المتمثل في فرض الهيمنة والرؤية الأحادية ونتج عنه تدهور سياسي تمثل في الدولة المركزية التي أصبحت صاحبة السلطة الوحيدة، وبالتالي تم تغييب المواطن ولم يعد له دور سياسي حقيقي في صنع مجتمعه وواقعه؛ وفي هذا الإطار تظهر الدولة المركزية المهيمنة العائق الأساسي الذي يحول بيننا وبين وجود المجتمع المدني ذلك أن الدولة المركزية ليست مجرد مجموعة من المؤسسات البيروقراطية والقهرية، إنها أيضا حالة ذهنية ترسخ العقلانية القمعية.
إن المجتمع الذى ينشدة هو مجتمع مدني لامركزي ليحل محل الدولة المركزية. إنه المجتمع الذي سيكون فيه للمواطن دور حقيقي في صنع سياسة من خلال ديمقراطية حقيقية يتمتع فيها المواطن بكل حقوقه وحرياته التي وأطلق علية البلدية التحررية، وأهم هذه العوائق التحضر المبالغ فيه واللامسؤول والذي له مخاطر کارثية ومن أهم أسباب هذا التحضر الرأسمالية فيجب وضع سياسة أقتصادية تحررية ياستخدام تكنولوجيا من أجل الحياة. لقد كان بوكتشين مناهضا للرأسمالية ومؤيدا للامركزية في المجتمع وفقا لقواعد ديمقراطية وبيئية. ويرى بوكتشين أن اللامركزية ستؤدي إلى” استخدام أكثر حكمة للبيئة” فالمجتمع الذي ينظمه التراحم التلقائي بين الأفراد من شأنه أن يشجع التوازن البيئي بين الأفراد والعالم الطبيعي.
وأطلق بوكتشين على مشروعه السياسي أسم البلديات التحررية؛ وهي سياسة تسعى إلى إعادة إنشاء مجال سياسي أو مدني محلي حيوي من أجل إنشاء مجالس شعبية ديمقراطية مباشرة على مستوى البلديات والأحياء ستتحد هذه التجمعات، وعندما تكتسب القوة، تتحدى الدولة القومية المركزية. حدد بوكتشن مفهوم استقلال البلديات الذاتي التحرري بوصفه العنصر الرئيسي لمبدأ الطائفية. ويعتقد الطائفيون أن استقلال البلديات الذاتي التحرري يمثل الوسيلة التي يمكن من خلالها إقامة مجتمع عقلاني وبنية لهذا المجتمع على حد سواء؛ فقد سعى الى فتح آفق جديد لخلق مجتمع حر متعاون وإعادة بناء إشتراكية غير مستبدة، ولهذا اتجه فى البداية للأناركية التى ترى امكان تحقيق حلم الحرية والتعاون دون تدخلات الدولة؛ فلم يعد موضوع الثورة عند بوكين هو كيفية الاستيلاء على السلطة بل تحللها وتفكيكها.
إن ما ينشدة بوكتشين حقًا هو أسترداد المدينة؛ ولكن كمجتمع فريد من نوعة إنسانياً وأخلاقياً وبيئياً يعيش أعضاؤة فى توازن مع الطبيعة ويخلقون أشكالا مؤسسية لزيادة وعى الانسان الذاتى يعززون العقلانية التى خلقت ثقافة علمانية عززت الفردية وخلقت أشكالا مؤسسية للحرية؛ لقد جادل من أجل البلديات (بدلاً من التأميم الماركسي) للاقتصاد كطريقة لمعارضة النظام الرأسمالي الحالي للملكية والإدارة.
شدد بوكتشين على خلق مجتمع بيئى كبديل للرأسمالية الليبرالية؛ لقد تصور مجتمعًا عقلانيًا قائمًا على التحررية والاشتراكية والبيئية والديمقراطية؛ تأثر بوكتشين بفلسفتى هيجل وماركس، كما قام بإعادة قراءة للفلسفة اليونانية واستلهم منها جوانباً أساسية كثيرة، كما تأثر ايضاً بفلاسفة التنوير.
بوكتشين فيلسوف عقلاني، ينتمى للنزعة الانسانية فى الفلسفة؛ وقد أطلق على افكاره الفلسفية أسم الطبيعة الجدلية، وهو مصطلح يصف من خلاله الأسس الفلسفية لتصوراته عن الايكولوجيا الاجتماعية حيث تكشف الطبيعة الجدلية عن العلاقة المعقدة بين المشاكل الاجتماعية، والنتائج او العواقب المباشرة على التأثير البيئى للمجتمع البشرى؛ وقد عرض بوكتشين الطبيعة الجدلية باعتبارها خلافاً لجدلية الطبيعة عند هيجل التى نقدها من حيث مثاليتها من ناحية، وللمادية الجدلية للاشتراكية العلمية التى تفتقد الحيوية فى كثير من الأحيان.
نجد أن بوكتشين في فلسفتة شدد على جانبين من تاريخ البشرية وهما إرث الهيمنة الذي انعكس في ظهور التسلسل الهرمي وسلطة الدولة والرأسمالية؛ وإرث الحرية الذي انعكس في تاريخ النضالات من أجل التحرر