Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المؤثرات الشرقية في الوجود والمعرفة والنفس عند أفلاطون :
المؤلف
الشربيني، دنيا خاد كمال عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / دنيا خالد كمال
مشرف / عبدالقادر البحراوي
مشرف / باسمه غنيم
مناقش / ميلاد زكي غالي
الموضوع
فلسفه إسلاميه.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
138ص ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 138

from 138

المستخلص

إن التفكير الفلسفي قد بدأ في صوره شعائر دينية ومعتقدات تربط بين الطبيعة والآلهة ، فنجدهم قد ربطوا الفلسفة بالدين ولم يفصلوهما عن بعضهما مثلما فعل فلاسفة اليونان، فقد كان مفكرو الشرق يلجئون إلى تفسير كافة الظواهر علي أساس ديني علي العكس من فلاسفة اليونان الذين اتجهوا إلى الأساس العقلي في التفسير، فنجد أن النظريات الأفلاطونية تتقارب من النظريات الشرقية في كثير من المواضع، ويتضح ذلك في نظرية الوجود ونظرية المعرفة عند أفلاطون وما يشابهها عن المصريين القدماء ونظرتهم للآلهة ، وعندما تناولنا تلك النظريات وبالمقارنة بينهم قد اتضحت جوانب التأثير والتأثر التي تجعلنا لا نرد هذا التشابه إلى الصدفة ليس أكثر، خاصة أن أفلاطون نفسه قد ذكر أن علم المصريين القدماء قد سبق علوم اليونان وأشاد بما قدموه وما إستفاده منهم، وقد جاء ذكر مصر في إحدى محاوراته ”محاوره طيماوس” التي جاءت بحديث بين صولون وكاهن مصري، وجاء فيها أن القوانين التي دعا إلى أفلاطون في جمهوريته تتناظر وتتطابق مع ما وجد عند المصريين القدماء وفي هذه المحاورة اعتراف من أفلاطون بإن القوانين والساسيات التي اتبعت في مصر وحتي نظام الطبقات، كل هذا قد سبق الإغريق وسبق طموحه في إنشاء مدينة فاضلة ، فقد سبقت الحضارة المصرية العلوم اليونانية ونظرياتهم وهذا ما أكده أفلاطون نفسه في محاوراته، فنجده قد إنبهر بعلوم مصر وتباهي بحكامها وآلهتها خاصة في كتاب الحروف، وذهب إلى أنها الأعلي منزلة في العديد من المجالات، فكانت الحضارة المصرية تفوق كافة الحضارات الأخرى سواء الحضارات الشرقية الأخرى أو اليونانية، فقد كان لها تأثير واضح على أفلاطون بشكل خاص ويظهر ذلك في نظرياته وأفكاره الفلسفية ، ونجد أيضا التأثير البابلي علي أفلاطون واضحا وخاصة في علوم الفلك ويظهر ذلك في نظرياته في الدورة الفلكية التي ترجع في الأصل إلى أصول بابلية، وأيضا هناك الأساطير التي ذكرها هو نفسه علي التأثير البابلي عليه ومنها اسطورة أطلنطس في محاورة طيماوس والتي تشبه قصة الطوفان عند البابليين، كما نجد اسطورة المعادن وتأثيرها في هزيود أولا ومن ثم أفلاطون ، كما نجد أن هناك من الاكتشافات في علم الفلك لم يسبق أحد البابليين فيها، فمثلا ما توصلوا إليه من مدارات ونجوم قد ساعدهم علي تقسيم السنة والساعة واليوم، كل هذه الإكتشافات كانت السبب في دعم التقدم العلمي للفلك، ذلك التقدم الذي استفادت منه البلدان الأخرى فيما بعد سواء كانت بلدانا شرقية أو يونانية وغربية ، ونجد أن ذكر أفلاطون لزرادشت يبرهن علي معرفته بديانات الفرس ومعرفة مبادئهم، ونجده قد أثني علي كل من كان له دور في تربيه الفيلسوف الحق، ونجد تأثر أفلاطون بالزرادشتية واضحا في مبدأ الخير والشر الذي نجد صورته عند الزرادشتية في القول بإله للخير وإله للشر ، ولم يكن التأثير من الشرق علي اليونان فقط أو العكس فنجد أن الحضارة الهندية قد أقامت بعض النظريات من أصول صينية مثل فكرة وجود العالم المرئي والعالم اللامرئي، وقد كان هذا التأثر نتيجة للتبادل التجاري بين الهند والصين ، وربما كان الاتصال بين الهند والإغريق وبين الإغريق والصين هو الذي جاء بأفكار الشرقيين من الهنود إلى الإغريق، والاطلاع علي طقوسهم الدينية والاستفادة منها في المجال العلمي حيث توصلوا من خلالها إلى فلسفة تأملية هادفة هدفها الأسمي هو تحقيق الخير، وهو الأمر نفسه بالنسبة لأفلاطون وما سعي إلى تحقيقه، وقد ساعد الإتصال بين الإغريق والصين علي تعرف الإغريق علي مختلف علوم الصين والإستفادة منها، وخاصة المفكر الصيني كونفشيوس الذي كان له من الآراء السياسية والأخلاقية والاجتماعية ما سبق آراء أفلاطون ومن سبقه، ونجده قد سبقه في الجمع بين الأخلاق والسياسة وضرورة احترام القانون وكلها من أهم المبادئ التي قامت عليها فلسفة أفلاطون السياسية، فنجد أن الشرقيين قد سبقوا اليونان في العديد من النظريات.
فالمهتم بدراسة الفلسفة وأصولها يجدها قد بدأت من الشرق ثم انتقلت إلى اليونان وعادت إلى الشرق مرة أخرى بعد صياغتها في نظريات فلسفيه عرفت باسم الفلسفة الإسلامية ، وهذه الفلسفة لم تكن يونانية خالصة بل ساهم فيها شعوب عديدة كالهنود والفرس والمصريين وغيرهم وديانات عديدة أيضا، فلم يكن لليونانيين وحدهم الفضل في صياغة تلك الفلسفة، وتلك الفلسفة الإسلامية نقصد بها فلسفة الفارابي وابن سينا والكندي وإخوان الصفا وغيرهم من فلاسفة الإسلام الذين حاولوا التوفيق بين ما جائت بيه الفلسفه وبين الدين الإسلامي، فنجد أن الفكر الشرقي ما يميزه أنه قد بدأ فلسفته بالربط بين الفلسفة والدين وانتهى بالفلسفة الإسلامية التي تربط بين كليهما أيضا، وذلك على الرغم من مرورها بالفكر اليوناني الذي حاول الفصل بين الأفكار الفلسفية والديانات.