Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة :
المؤلف
الشيخ ، أسامه حامد إبراهيم
هيئة الاعداد
باحث / أسامه حامد إبراهيم الشيخ
مشرف / صالح سليمان عبد العظيم
مناقش / حنان محمد حسن سالم
مناقش / أمل حسن فراج
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
180ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 180

from 180

المستخلص

جاءت هذه الدراسة بعنوان: دور وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة في ضوء المقولات الأساسية لكتاب نظام التفاهة ” آلان دونو” والتي اعتمدت على مقولاته الأساسية وتوجهاته النظرية في الكتاب، والخاصة بدور وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة. من خلال دراسة ميدانية على تطبيق التيك توك. دراسة سوسيولوجية.
ويرجع اختيار دور وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة، لأننا إذا أردنا أن نصف المرحلة الحالية التي تعيشها المجتمعات الإنسانية فلن نجد أدق من وصفها بـ (مرحلة وسائل التواصل الاجتماعي) فقد أصبحت تلك الوسائل تطغى على مختلف مناحي الحياة بفضل الشاشة سواء شاشة الحواسيب أو الهواتف الذكية، ولم تعد الثقافة الجماهيرية تقتصر على شاشة السينما والتليفزيون.
كما لم يعد يكتمل الفعل الاجتماعي إلا عبر ربطه بهويات رقمية من خلال هذه الوسائل ، إذ تسهم في تحديد اتجاهات الأفراد والمجتمعات تجاه مختلف القضايا، كما فرضت نفسها بوصفها بديلًا لمؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية (الأسرة-المدرسة- دور العبادة) توجه الأفراد نحو سلوكيات تخالف قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، ما أدى الى نشر ثقافة جديدة يمكن أن نطلق عليها ثقافة التفاهة.
وأصبحنا نعيش بين نوعين من المجتمعات، المجتمع الواقعي المعيش، والمجتمع الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤثر كل مجتمع في الآخر ويتأثر به . وأصبحت جزءًا كبيرًا من ثقافتنا، ومتأصلة في حياتنا اليومية، تعيد إنتاج المجتمع لنفسه ثقافيًا، من خلال الانفتاح الثقافي على العالم الذي أسهم في تغيير الثقافة والهوية الشخصية، في ظل الحرية المفرطة التي تتميز بها ، وغياب الضوابط الأخلاقية الموجهة لسلوك الفرد وسهولة الدخول إلى هذه المواقع، وغياب سلطة تقرر الصالح من الطالح ما أنتج لنا أشكال متعددة من الانحراف الأخلاقي، والابتذال، والوقاحة، والتفاهة.
ومن هنا تأتي ضرورة التعرف على الناتج الحاصل من هذه العلاقة من حيث الثقافة الحاصلة وتأثيراتها على الفرد والمجتمع كنتيجة لهذا التفاعل والتواصل بين المجتمعين، إذ لم يعد يقتصر هذا التفاعل على جيل الشباب فقد تمكّنت وسائل التواصل الاجتماعي من جلب المزيد من فئات المجتمع بمختلف أعمارها، كما تؤكد ذلك العديد من الإحصائيات.
كما طرحت واقعًا جديدًا من التفاهة يفرض علينا أن نتأمل وقائعه والأسباب التي أدت إليه والافتراضات القادرة على تفسيره للوصول الى تعميمات كافية وصادقة لخفض معدلاتها والسيطرة عليها.
وفي ضوء المقولات الأساسية لآلان دونو التي ركًز فيها على دور الرأسمالية المتوحشة في إنتاج نظام التفاهة، ورؤيتها الاقتصادية التي ترد كل شيء الى المال بوصفه قيمة وحيدة (حيث لا ترى غضاضة في إنشاء بيوت البغاء كمشروع إنتاجي، فإذا حقق فائضًا اقتصاديًا فهو مشروع جيد) ودور الإعلام الجديد بصفة عامة في هذا الإطار وفي القلب منه وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة ونشره وترسيخه. ومن هنا انطلقت الدراسة لإلقاء الضوء على هذا الدور من خلال تطبيق التيك توك كنموذج.
وتتمحور إشكالية الدراسة في التساؤل الرئيسي حول الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في إنتاج نظام التفاهة؟
ولمعالجة الإشكالية المطروحة انبثق سؤالان فرعيان هما:
ما مضامين المحتوى المنشور على موقع التيك توك؟
ما دور المحتوى المنشور على موقع التيك توك في إنتاج نظام التفاهة؟
واعتمدت الدراسة على المنهج الإثنوجرافي بشقيه الوصفي والتحليلي للخروج بنتائج كيفية باعتباره الأنسب لفهم واقع مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الملاحظة بالمشاركة وانغماس الباحث في المجتمع الافتراضي، والاعتماد على تحليل المضمون للمحتوى المنشور من عينة عمدية تم اختيارها من محتوى موقع التيك توك.
لنصل إلى مجموعة من النتائج التالية: من خلال تحليل محتوى حسابات تطبيق التيك توك التي اعتمدنا عليها في الدراسة، لاحظنا أنَّ هناك عنفًا يمارسه الموقع على العقل الجمعي من خلال التعرض اليومي، واستهداف لا يتوقف، وحرب مباشرة على المستخدم نفسه لفرض أنماط زائفة عليه لإخضاعه.
-يتكون مجتمع التيك توك من مستخدمين مختلفين ثقافيًا واجتماعيًا، يتفاعلون ويتشاركون عالمًا من الصور والفيديوهات يحتوي رسائل ومضامين مختلفة ومتنوعة (رقص-عرى-تقليد ومحاكاة) متاحة لمختلف الأعمار، وبدون حدود زمانية أو مكانية، في ظل تدفق هائل يجعل المستخدم في حالة تأهب للفيديو التالي في دائرة لا يخرج منها.
-استخفاف بالعقل الجمعي واستغلاله، وتغيير لنظام القيم والأفكار، والتعامل مع الجمهور من خلال الإثارة في محاولة لإخضاعه وغسل دماغه، وجعل المستخدم يسعى خلف وجبة من الصوت والصورة يتوهم من خلالها تحقيق ذاته وإشباع رغباته، وتعميم حالة من التفاهة، والرداءة، والسطحية، والقبول بالأذواق الدنيا في مختلف مجالات الحياة.
-غالبية المضمون تشجع على الرقص والتعري، والتقليد، والمحاكاة، والأنماط الغريبة والشاذة، والمس بكرامة الأشخاص، والقيم، والأفكار المرفوضة، وأدى النشر العشوائي لها إلى تحولها إلى عادة يومية تترسخ شيئًا فشيئًا، وأن غالبية المحتوى المقدم يعمّق ثقافة التفاهة.
توصيات الدراسة:
-من المفيد التفكير في ما ستسلبه منا وسائل التواصل الاجتماعي في مقابل استخدامها. وهل أصبحنا أفضل حالا معها؟ فالفرد موضع الاحترام والاحترام يهيئ الوعي، والوعي يعطي الفرصة، والفرصة تستوجب المسئولية، وللفرد حينها أن يحدد خياراته، وعلى كل عاقل أن يرى أين يضع نفسه.
- عدم الامتثال لهذا الواقع الاجتماعي، حتى وإن لم تستطع إثبات أهمية القيم كمحرك للسلوك (رغم أن الجميع يدعيها)، أو تقديم حلول قابلة للتطبيق أو التعزيز من الآخرين، حيث إن التفاهة والانحطاط تبدأ عندما يقبل الأفراد العبث، واللا معنى، والانشغال باللاشيء وفقدان القيمة ورفع السفهاء وتقديرهم، والتعامل مع الوضع الراهن كرها أو على أنه العادي والمألوف.
- يرى الباحث أن مواجهة التفاهة تتم من خلال إطار ثقافي شامل يقوم على إحياء الثقافة المحلية وإبراز قيمها ومعانيها. وتفعيلها إجرائيًا بما ينعكس على الفكر والسلوك داخل المجتمع.
-يعد التفكير النقدي هو السلاح الفعَال ضد التفاهة، وبدونه نكون عرضة للتأثير لكل الأكاذيب والتفاهات المنتشرة علي وسائل التواصل الاجتماعي. والتفكير النقدي هو إعادة مراجعة الأفكار والأفعال وتقييمها.
-ضرورة مراقبة الأسرة للمضامين الثقافية التي يتعرض لها الأبناء من خلال شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، ذلك الدور الذي بدأ في التراجع لصالح وسائل التواصل الاجتماعي. مع العلم أنه في كثير من الأحيان ما تشجع الأسرة أبناءها على التفاعل مع وسائل التواصل، بل ومشاركتهم في التفاعل معها وإنتاج المضامين التافهة. وهذا ما اتضح لنا من خلال عملية الرصد وأيدته العديد من الدراسات السابقة.