Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التهجير القسري في بلاد الشام عصر الحروب الصليبية
(1098- 1291م/ 491-690هـ) :
المؤلف
عبد الرحمن، عمرو عثمان عبد الرحيم.
هيئة الاعداد
باحث / عمرو عثمان عبد الرحيم عبد الرحمن
مشرف / حسن أحمد عبدالجليل البطاوي
مشرف / ســرور على عبد المنعم
مشرف / ياســر كامـل محمود
الموضوع
الحروب الصليبية - تاريخ- العصور الوسطى.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
171ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
10/04/2023
مكان الإجازة
جامعة الوادى الجديد - كلية التربية الرياضية - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 171

from 171

المستخلص

التهجير القسري موضوع ليس مرتبط بفترة زمنية محددة من التاريخ الأنساني، أو هو موضوع يمكن دراسته في فترة زمنية من تاريخ البشرية دون غيرها، ولكنه موضوع في حقيقة الأمر مرتبط كل الأرتباط بتاريخ البشرية على مر العصور التاريخية، فاينمأ وجدت القوة لدى بعض الدول فانها تتذرع بالعديد من الأسباب والحجج التي تمكنها من التدخل في شئون الدول الأضعف بغرض السيطرة على كل مقومات تلك الدول الضعيفه، وطرد وتهجير سكانها،لأحلال عناصر سكانية جديدة محلهم، وذلك عن طريق أستخدام الأسلحة المتاحه مع ما يتناسب من تقدم حضاري وتكنولوجي في كل عصر.
فنجد أن ما يعانيه العالم اليوم ليس ببعيد عن الفترة موضوع الدراسة خلأل فترة الحروب الصليبية، ولكن مع بعض الأختلافات في المسميات والطرق التي تتدخل بها الدول المعتدية على جيرانها من الدول الأضعف، فنجد أن ما يحدث في بلاد الشام اليوم وخاصة في سوريا وفلسطين من عمليات تهجير قسري للسكان الوطنيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين نتيجة الحروب الأهلية، أو لفرض دولة قوتها على دولة أضعف منها؛ بغرض تهجير سكانها بقوة السلاح أو أساليب الضغط النفسي، لتفريغ الأرض من سكانها وإحلأل عناصر سكانية جديدة محلهم.
وأن ما يحدث اليوم في روسيا وأوكرانيا من حروب نتيجة المصالح الشخصية لكل دولة، وما ينتج عن تلك الحروب من عمليات تهجير قسري للسكان ورغبة تلك العناصر المُهجرة في الفرار بأرواحهم وأبنائهم دون النظر الى ما يمتلكونه من عقارات وأموال، وما يترتب عليه منه سوء أوضاعهم في بلاد اللجوء التي تستضيف تلك العناصر المهجرة، وتلك الحالة توضحها وسائل الأعلام اليوم وما تعانيه تلك العناصر المهجرة من مشقات أثناء التوجه الى بلاد اللجوء، أما فترة الدراسة فقد أهتم المؤرخون بأيراد الأحداث السياسية والعسكرية دون الأهتمام بالأحوال الصحية والأقتصادية والدينية والأجتماعية للعناصر المهجرة نتيجة تلك الحروب، الأ بعض الأشارات التي يمكن من خلالها أستنتاج ما وصلت الية أحوال تلك العناصر في بلاد اللجوء وموقف تلك الدول من العناصر المهجرة، فما أشبه اليوم بالأمس.
فقد أسفرت الحملة الصليبية الأولى عن تأسيس أربع إمارات صليبية على ثرى التراب العربي، هي على الترتيب: الرها، وأنطاكية، وبيت المقدس، وطرابلس، وقد استغلت الجيوش الصليبية حال الإنقسام السياسي، وتردي الأوضاع الاجتماعية فى بلاد المشرق الإسلامي؛ فأقدمت منذ أن وطأت أقدامها أراضي العالم الإسلامي على استخدام أسلوب بث الفزع بين أهاليها الأمنين، وارتكاب مجازر جماعية وحشية بحقهم، فضلا عن ممارسة أساليب الضغط النفسي من خلال حملات الاستفزاز وعمليات التنصير والتضييق على السكان لمنعهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية وحملهم على الفرار والهجرة.
وشهدت بلاد الشام وفلسطين بوجه خاص هجمة شرسة قادها الغرب الأوروبي في العصور الوسطى ضد المسلمين في المنطقة العربية, واتخذوا من الدين شعاراً لهم يخفي أغراضهم الحقيقية المتمثلة بالاستعمار والاستيطان والسيطرة الاقتصادية, فنجد أن الحروب الصليبية وعمليات التهجير القسري, انها حركة ذات طابع دموي تعصبي تتكرر فيه المذابح التي اقترفها الصليبيون ضد أعدائهم خاصة المدنيين, وخلال ذلك تم الفتك بعشرات الالاف من أعدائهم, وجاء ذلك في وسط موجة عارمة من العداء والكراهية, والرغبة الجامحة في القتل لكل من لا يدين بالنصرانية على المذهب الكاثوليكي, فقد حدثت عمليات إبادة جماعية سواء للمسلمين أو اليهود حتى أن المسيحيين الوطنيين الذين كانوا يشبهون العرب في طباعهم لم يسلموا أثناء تلك المذابح, كما أنهم طردوا وهجروا من وظائفهم والأماكن المهمة في الدولة المحتلة وعوملوا كغيرهم ما داموا لا يدينون بالمذهب الكاثوليكي.
ووصلت الجيوش التي أعدها الغرب الأوروبي لكي ترى حالة التمزق التي كانت عليها جيوش الشرق, وقد سهلت هذه الحالة على تلك الجيوش المهمة التي خرجت من أجلها, حيث عاست تلك الجيوش فساداً في بلاد الشرق مرتكبة أبشع المجازر على طول الطريق من أنطاكية الى بيت المقدس, ووصلت الى ذروتها في المدينة الأخيرة, حيث جرت مذبحة مروعة, ولم تراعى تلك الجيوش حرمة أي مكان مقدس احتمت فيه هذه الجموع المغلوبة على أمرها, ولم تراعي التفرقة بين كبير ولا صغير ولا أخضر ولا يابس عام 1099م, ثم في أعقابها الاستيلاء على المدينة, ثم تواصل العدوان الصليبي على فلسطين, وثم احتلال معظم المدن الفلسطينية باستثناء عسقلان التي تم احتلالها في سنة 548هـ / 1153م.
ونفذ الصليبيون عملية بناء المستوطنات من خلال تطبيق النظام الاقطاعي الأوروبي, وليس من شك أن عملية الاستيطان لم تتم بسهولة, ودون مقاومة من أصحاب البلاد الأصليين الذين قاوموا وتصدوا لعمليات مصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات, وكانت النتيجة أن تعرضوا للقمع والتنكيل والتهجير, كل ذلك دعا تلك الشعوب الى هجر أراضيها للفرار بأرواحهم وأبناءهم تاركين خلفهم كل ما ورثوه عن آباءهم وأجداهم ودفعهم الى ذلك أيضاً عدم وجود جيوش موحدة تستطيع الدفاع عنهم, ولكن كانت هناك جيوش متفرقة لا تهتم سوى بمصالحها الشخصية, وتقديم الهدايا لجيوش الصليبيين لتجنب الاصطدام مع قوة الصليبيين.
وقد عاش المهجرون فى بلاد اللجوء ظروفًا صحية واجتماعية واقتصادية ودينية عصيبة، نتيجة لكثرة عدد المهجرين فى بلاد اللجوء، وتفشي الجوع والأمراض بينهم.
ثم ما لبثت أن ظهرت حركة الإفاقة والجهاد الإسلامي على أيدي عماد الدين زنكى، ونور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبى، ثم المماليك، التي حدثت على أيديهم عملية التطهير والتحرير، ورد المهجرين إلى بلادهم الأصلية، ثم طرد وتهجير الصليبيين.




أهمية الموضوع:
أما عن أهمية الموضوع, فإنه من الملاحظ أن معظم الدراسات المتعلقة بتاريخ الحروب الصليبية قد انصبت على معالجة النواحي السياسية والحربية دون الاهتمام ببقية الأوضاع الأخرى بما فى ذلك ما يتعلق بعملية التهجير القسري في تلك المرحلة المهمة من تاريخ بلاد الشام خاصة، والشرق بشكل عام, على الرغم من أن التهجير القسري طال جميع عناصر السكان بوجه عام دون استثناء (مسلمون – مسيحيون – يهود – صليبيون).
كما تتجلى أهمية الموضوع في أنه يسعي لتوضيح دور التهجير القسري في تغيير البنية السكانية في بلاد الشام, من خلال عمليات المذابح والتهجير والاستيطان, وإعادة التوطين, فضلاً عن تبادل السيادة على بعض المناطق بين المسلمين والصليبيين، مما أدى إلى تغيير الخريطة الطبوغرافية للسكان. وكذلك توضيح دور التهجير في بناء بعض المدن الجديدة التي كان لها دور كبير في حركة الجهاد الإسلامي مثل مدينة الصالحية على سبيل المثال.
وتكمن أهمية الموضوع كذلك في تحذير المسلمين وشعوب الشرق الإسلامي من الحروب الأوروبية، التي لا تقف خطورتها عند حد الاحتلال العسكري فقط. وتوضيح الفرق بين طرق التهجير من جانب الصليبيين للمسلمين, ومن جانب المسلمين للصليبيين.
* أسباب اختيار الموضوع
أما عن الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا الموضوع، فيأتي فى مقدمتها محاولة الباحث دراسة عمليات التهجير القسري فى بلاد الشام عصر الحروب الصليبية. ومن الأسباب أيضًا التي دفعت الباحث إلى اختيار هذا الموضوع للدراسة خلو المكتبة العربية لتاريخ العصور الوسطى من عمل علمي مستقل عن التهجير القسري فى بلاد الشام عصر الحروب الصليبية، إذ إن جُلّ ما قدمته الأعمال العربية عبارة عن دراسات عامة اقتصرت على جزئية معينة عن التهجير القسري فى بلاد الشام.
* صعوبات الدراسة:-
أما فيما يتعلق بصعوبات الدراسة، فقد صادف الباحث عدة صعوبات ومنها:
- تناثر المادة العلمية بين ثنايا المصادر والمراجع المختلفة، وعدم الإشارة المباشرة لعمليات التهجير القسري التي تعرض لها السكان بصورة مباشرة.
- تداخل الأحداث وتشابكها في بلاد الشام في الفترة موضوع الدراسة، مما يستلزم جهدًا في جمعها وتبويبها ونقدها وتحليلها.
- ومن العقبات أيضًا اهتمام المصادر في تلك الحقبة بإيراد الأحداث السياسية والعسكرية, دون الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والصحية للمهجرين قسريًا في بلاد اللجوء.
* الدراسات السابقة:
أما عن الدراسات السابقة، فلقد خلت المكتبة العربية من وجود دراسة مماثلة عن موضوع الدراسة، اللهم إلا دراستين عربيتين قد مستا الموضوع، وقد أفاد الطالب منهما. الدراسة الأولى، هي للدكتور جلال سلامة بعنوان: ”التهجير القسري لسكان فلسطين في العهد الصليبي في الفترة الواقعة بين (492 – 551هـ / 1099 – 1159م), مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات, العدد الثالث عشر, يونيو, 2008م, وقد ركزت الدراسة على منطقة واحدة من مناطق بلاد الشام، وهي فلسطين خلال النصف قرن الأولى من الحروب الصليبية. كما اقتصرت الدراسة على التهجير القسري الذي قام به الصليبيون ضد المسلمين فقط.
أما الدراسة الثانية فهي للباحثة سعداء بشير على العنزى وعنوانها: ”الحملة الصليبية الأولى وهجرات السكان فى بلاد الشام 490-520هـ/1097-1126م” والمنشورة بمجلة الشرق الأوسط، العدد43، سنة 2017م. وقد ركزت الباحثة على التهجير إبان الحملة الصليبية الأولى فقط.
أما موضوع دراستي فيتناول التهجير القسري في بلاد الشام كافة خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أي طوال فترة الحروب الصليبية, وفيه أتناول التهجير القسري من كافة الجوانب, دون الاقتصار على جانب واحد، مع التعرض لكل العمليات التهجيرية من جانب كافة العناصر, ومحاولة التزام الحياد والموضوعية أثناء سرد الأحداث.
أما عن الدراسات الأجنبية،فتوجد دراسة لسيفان ايمانويل: اللأجئون السوريون - الفلسطينيون زمن الحملات الصليبية، ترجمة حسن عبد الوهاب حسين،بحث ضمن كتاب مقالات وبحوث في التاريخ الاجتماعي ، دار المعرفة الجامعية، 1997م.
وأما عن المنهج المتبع في الدراسة، فهو المنهج التاريخي القائم على التحليل والمناقشة؛ للاقتراب من الحقيقة التاريخية قدر الإمكان.
وقد اقتضت دراسة هذا الموضوع تقسيمه إلى تمهيد وثلاثة فصول:-
يتضمن التمهيد تعريف التهجير القسري لغةً واصطلاحًا, والدلالات التاريخية للتهجير القسري في بلاد الشام عصر الحروب الصليبية, ثم دوافع التهجير القسري، وتتضمن أيضًا وسائل الدعاية للحروب الصليبية, وجهود البابا أوربان الثاني لإنجاح الحملة الصليبية الأولى.
أما الفصل الأول فقد جاء بعنوان ”وسائل الصليبيين في تهجير السكان المحليين في بلاد الشام”، ويتناول الفصل وسائل تهجير الصليبيين للمسلمين, والتهجير بالإرهاب والقتل, العسف المادي للمسلمين, وسلوكيات الصليبيين ودورها في عملية التهجير, والتنصير ودوره في عملية التهجير.
كما تضمن وسائل تهجير المسيحيين الشرقيين, إلى جانب عزل المسيحيين الشرقيين من مناصبهم الدينية, وعملية العسف المادي للمسيحيين الشرقيين.
كما تناول الفصل أيضا، تهجير اليهود، والمذابح التي تعرض لها اليهود على أيدي الصليبيين.
أما الفصل الثاني والذى بعنوان ”التهجير في عصر تفوق المسلمين ” فقد تناولت فيه تهجير المسلمين للصليبيين في عهد الدولة الزنكية، ثم في عهد صلاح الدين الأيوبي وخلفائه, وتهجير المسلمين للمسلمين في عهد صلاح الدين وخلفائه، وكذلك التهجير في عهد الدولة المملوكية.
أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان ”بلاد اللجوء ” وضم بلاد اللجوء الإسلامية وفيه تناولت الصعوبات التي واجهت المهجرين المسلمين أثناء السير إلى بلاد اللجوء الإسلامية, وأحوال المهجرين والصعاب التي واجهتهم في بلاد اللجوء الاسلامية, (الصعاب الصحية, الاقتصادية, الدينية, الاجتماعية), ثم دور المهجرين المسلمين في الجهاد ضد الصليبيين, ودور المهجرين المثقفين والعلماء في مقاومة الوجود الصليبي, كما تضمن المهن والمناصب التي زاولها المهجرون المسلمون في بلاد اللجوء الإسلامية, كما تناولت أحوال المهجرين المسلمين بعد عودتهم إلى بلادهم الأصلية في ظل الحكم الإسلامي.
”وبلاد اللجوء الصليبية” وفيه تناولت الصعاب التي واجهت المهجرين أثناء السير إلى بلاد اللجوء الصليبية, ودور المهجرين الصليبيين في الدفاع عن بلاد اللجوء الصليبية, إلى جانب المهن التي زاولها المهجرون الصليبيون في بلاد اللجوء الصليبية, ثم أحوال المهجرين الصليبيين في بلاد اللجوء الصليبية.