الفهرس 
الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 233 |  |  |
| | | from | 233 | | |
المستخلص
يعد الإنسان الكائن الفريد والوحيد الذي استخلفه الله جل جلاله في الأرض، فهو مادة التربية والأخلاق والقيم، فهو به وإليه ينظمها الإنسان، ويقوم عليها وينتفع بها بنو الإنسان، وقد خلقه الله سبحانه وتعالي وركبه في أحسن صورة، وميزه عن سائر المخلوقات الحية بأربع خصائص هي العقل، والوعي، والقدرة علي التعامل مع الاخرين، والقدرة علي التواصل مع غيره عن طريق اللغة، وهذه القدرات بالإمكان أن تنمو وتزدهر لكي تصبح قدرات بالقوة من خلال توفير مقتضياتها ومطالبها في الظهور والتحقق.
إن هذا العصر الذى نعيش فيه الآن يحمل آفاقًا جديدة تتسم بالعلم والمعرفة والثورة التكنولوجية والتغيرات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، عصر تنحصر فيه النزعات القومية ضيقة الأفق وأصبحت القيم الأخلاقية فيه عالمية مما يفرض على المجتمع تحديات مثل الإسهام في تكوين شخصية الفرد الجديد وعقله الذى يحتوي علي هذا القدر من التكنولوجيا والقدرة على التحكم فيها وبنائها مع الاهتمام بالقيم التى يجب أن تكتسب من الطفولة، وأن يحقق التوازن بين الحداثة والتقليد.
لكن الإنسان الذي كرمه خالقه سبحانه وتعالي جاء ليثبت أنه وإن كان مؤهلًا لهذا الاستحلاف بفطرته وخصائص خلقه فإنه بأفعاله وسلوكه لم يصن الأمانة، ولم يكن صادقًا ولم يرتق لمستوى هذا التكريم، إذ تحول تعمير الكون- الذي هو غاية من غايات استحلافه وتكريمه وتميزه- في بعض الأحيان إلى عبث بمعطيات الكون، وإتلاف وتدمير كل ما حوله وعدم التعاون مع الآخرين في حفظ النظام وإرثاء قواعد القيم الأخلاقية .
كما أن مؤسساتنا التربوية والتعليمية بكل مراحلها- وخاصة المرحلة الثانوية الصناعية - مطالبة بأن تجعل من أهدافها الرئيسة تزويد المعلم والمتعلم بالمزيد من الحكمة والفهم والبصيرة بنوعية الاستجابات التي تصدر عنه، وبالاستجابات التي ينبغي أن تصدر عنه في مواجهة بعض السلوكيات التي تعود علي المجتمع بالتفكك، وإكسابه بعض القيم الأخلاقية التي تقود المجتمع إلي التقدم والتطور وتجعل الإنسان قادرًا علي الاستمرار في العطاء مما يوفر حياة طيبة له في حاضره ومستقبله.
وبالتالي تنبع مشكلة الدراسة من خلال احتياج الفرد والمجتمع أن تصبح التربية على القيم الأخلاقية جزءًا لا يتجزأ من كل المواد الدراسية في سياق إستراتيجية تسهم في تقديم مشروع متكامل ورؤية ورسالة واضحتين للمؤسسات التعليمية حتي تكتمل رسالتها فتخرج المتعلم المتوازن الماهر المتقن صاحب الهوية والانتماء والقادر على التطور الذاتي والذي يحمل منظومة من القيم الأخلاقية التي تساعده على بناء جيل يساهم في بناء مستقبل المجتمع مهنيًا وفكريًا وعلميًا.
لذا في ضوء ما سبق تظهر الحاجة لإجراء مثل هذه الدراسة، لكي نحاول التعرف على بعض المؤشرات التي تساعد بشكل أو بآخر في إلقاء الضوء على بعض القيم الأخلاقية ذات الاولوية لدي الطلاب وخاصة طلاب التعليم الثانوي الفني، ونحاول وضع إستراتيجية مقترحة متكاملة للتربية على القيم الأخلاقية في المدارس الثانوية الفنية، لتنمية القيم الإيجابية لدي الطلاب.
أسئلة الدراسة :
من الملاحظ أن الجهود الموجهة نحو التعليم وخاصة التعليم الفني، من أجل الارتقاء به وتنمية القيم الايجابية لدي أفراده من خلال تزويد الطلاب ببعض الإستراتيجيات التي تكسب الطالب قيم اخلاقية يحتاج إليها المجتمع، لكن هناك بعض المشكلات التي تعوق تنمية هذه القيم لذا مواجهة هذه المشكلات والوقاية منها يستدعي سلوكا وتخطيطًا رشيدًا.
وإذا كانت المؤسسات التعليمية في مجتمعاتنا تتعرض لأخطار شتي بفعل عوامل متعددة يأتي في مقدمتها السلوك الخاطئ للإنسان الذي يعد عاملا فاعلا ورئيسا في المجتمع، كيف يمكن تفعيل دور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدي طلاب التعليم الثانوي الصناعي؟
ويتفرع منه الأسئلة التالية :
1- ما الأطر النظرية للقيم الأخلاقية ؟
2- ما واقع التعليم الثانوي الصناعي في مصر؟
3- ما واقع دور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب التعليم الثانوي الصناعي؟
4- ما الإستراتيجية المقترحة لتفعيل دور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب التعليم الثانوي الصناعي؟
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلي:
• التعرف على مدي قيام المعلم بدوره في تنمية القيم الأخلاقية لدي طلاب التعليم الثانوي الصناعي.
• وضع إستراتيجية مقترحة متكاملة تتكون من خطوات علمية لتنمية القيم الأخلاقية الإيجابية في سلوك الاطلاب وبخاصة طلاب التعليم الثانوي الفني.
• رصد واقع دور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب التعليم الثانوي الصناعي في مصر.
• الوقوف على مواطن القوة والضعف في تنمية القيم الاخلاقية من خلال منظومة التعليم الفني في مصر وذلك من أجل تكوين إستراتيجية مقترحة لتطويرها في ضوء الواقع الميداني.
أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:
1. أن هناك حتمية لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب في الوقت الحاضر لإعداد الإنسان الذي يسلك سلوكا راشدا.
2. تعالج موضوعا غاية في الأهمية، إذ يتعلق بكيفية تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب المرحلة الثانوية الصناعية، وهذا الأمر لا يمكن إنجازه إلا إذا تعلم هؤلاء الطلاب أهم القيم الأخلاقية ليكونوا متحضرين في ما يصدر عنهم من سلوكيات تجاه مجتمعهم.
3. تتناول مرحلة تعليمية من أهم المراحل التعليمية في حياة المتعلم، وهي المرحلة الثانوية والتي تقابل مرحلة المراهقة التي لها طبيعتها وخصائصها في حياة الفرد، كما أنها مرحلة تكوين المفاهيم والقيم، ومن خلال التربية والتعليم- وبخاصة المدرسة الثانوية الصناعية - يمكن تنميتهم عقليًا وجسديًا، ونفسيًا، بشكل متوازن يسهم في زيادة وعيهم بالقيم الأخلاقية .
4. محاولة الكشف عن دور المعلم في إعداد الإنسان الذي يتمتع بالقيم الأخلاقية التي تساعد في تقدم المجتمع الذي يعيش فيه.
5. تستمد الدراسة الحالية أهميتها من استهدافها وضع إستراتيجية مقترحة تتكون من خطوات عملية لتنمية القيم الأخلاقية الإيجابية لدي طلاب التعليم الثانوي الصناعي.
6. قد تفيد نتائج الدراسة الحالية المسئولين عن تصميم البرامج التربوية والمناهج التعليمية في مجتمعنًا، في التعرف على الصور المنشودة لتنمية القيم الأخلاقية بالمرحلة الثانوية، بما يتفق مع عصر التطور والعولمة في مجتمعنًا الحالي، فضلًا عن محاولة إفادة المؤسسات التعليمية الرسمية وغير الرسمية في مساعدتها على تبني إستراتيجية تسهم في ترسيخ وغرس القيم الأخلاقية لدي الطلاب.
منهج الدراسة وأدواتها:
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي، فهو أنسب المناهج لتحقيق أهدافها.
أداة الدراسة:
استخدمت الدراسة الاستبانة كأداة لجمع البيانات والمعلومات اللازمة وتحليلها فيما يتعلق بدور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدي طلاب التعليم الثانوي الصناعي.
حدود الدراسة :
حدود موضوعية : تقتصر الدراسة على تحديد مجموعة من القيم الأخلاقية التي يتبناها طلاب التعليم الفني الصناعي في بعض المدارس الحكومية المصرية .
حدود مكانية : اجريت الدراسة في بعض مدارس التعليم الفني الصناعي المصر المختلفة .
حدود بشرية : تم تطبيق استبانة على طلاب التعليم الفني الصناعي في بعض المدارس الثانوية الحكومية المصرية :