الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول الدراسة العلاقات المصرية العُمانية (1970-1991م) ، واختارت الباحثة عام 1970م ليكون بداية لدراستها لأنه العام الذى شهد وصول السادات وقابوس للسلطة فى بلديهما ، وإختارت عام 1991م كنهاية للدراسة لأنه العام الذى يمثل منعطفاً رئيسياً فى العلاقات العربية والدولية خاصة بعد تحرير الكويت ونهاية حرب الخليج الثانية والإجتياح العراقى للكويت الذى مثل طعنة غادرة للنظام العربى لم يبرأ منها أبداً، علاوة على نهاية الحرب الباردة وإنفراد الولايات المتحدة بتوجيه السياسة الدولية بتفكيك الإتحاد السوفيتى وظهور النظام العالمى الجديد الذى يحكمه قطب واحد فقط .دفع الباجثة للتصدى لهذه الدراسة الدوافع التالية :1- التميز الواضح لسياسة زعماء الدولتين ذكاء ودهاء السادات وواقعيته ، وهدوء وبساطة قابوس.2- حرص مصر وعُمان خلال هذه الفترة على تفادى التحديات التى تعوق مسيرة الدولتين وعدم توريط بلديهما فى أزمات تؤدى إلى هدر الإمكانات والتفرغ لبناء أسس الدولة فى مصر وعُمان .3- حيوية المرحلة التاريخية موضوع الدراسة (1970-1991م) التى شهدت تحديات كبيرة حرب أكتوبر 1973م ، ومرحلة السلام المصرى الإسرائيلى (1977-1979م) ، وحرب الخليج الأولى (1980-1988م )، والإجتياح العراقى للكويت (1990-1991م)، وإبعاد مصر عن محيطها العربى ثم عودة مصر إلى واقعها الإستراتيجى ومواجهة عُمان ثورة ظفار والدعم الخارجى لها . 4- التنسيق الواضح فى سياسات مصر وعُمان فكانتا أقرب لبعضهما البعض ، وتشابهت مواقفهما من القضايا العربية والدولية . 5- إعداد دراسة تاريخية مدققة لعلها تمثل إضافة إلى مكتبة تاريخ العرب الحديث والمعاصر .6- تقدير الباحثة لدور الزعامة فى حياة الأمم ورغبتها فى دراسة شخصيتين لعبتا دوراً واضحاً وملموساً فى تاريخ العرب بل والعالم السادات وقابوس ثانياً : أهمية الدراسة : ترجع أهمية الدراسة إلى أهمية المدى الزمنى لها فيما يتعلق بالعلاقات العربية ، وتصاعد الحرب الباردة فى مرحلتها الأخيرة ، وكيف تأثرت المنطقة العربية بغروب شمس هذه الحرب ، ومواجهتها عصر جديد بمعطيات مجهولة غير واضحة ، مما تطلب رؤية واضحة وفلسفة جديدة لحماية العالم العربى من عواصف ما بعد إنتهاء الحرب الباردة ، علاوة على السعى إلى خدمة الواقع العربى إنطلاقاً من تضحيات الماضى ، ومن منطلق أن علم التاريخ لم يعد إسترداد لأحداث الماضى ولا طرح لوقائع الحاضر وإنما يمتد إلى إستشراق آفاق المستقبل بالإستفادة من دروس الماضى والحاضر ووضعها أمام أصحاب القرار السياسى لإتخاذ القرارات المناسبة من أجل مصالح العالم العربى . ثالثاً : تساؤلات الدراسة . تحاول الدراسة الراهنة الإجابة على التساؤولات التالية : 1- ما هى نقاط التشابهة والإختلاف بين واقع مصر وعُمان ؟ وكيف تخلصت الدولتان من السيطرة البريطانية ؟. 2- كيف تزامنت عملية إنتقال السلطة السياسية فى مصر ( تولى السادات خلفاً لعبد الناصر )، وفى عُمان ( تولى قابوس خلفاً لوالدة السلطان سعيد) ؟ ، ومامدى تأثير ذلك على البلدين ؟. 3- ما خطوات التمثيل الدبلوماسى بين مصر وعُمان ؟ 4- ما صحة القول بأن مصر هى رمانة الميزان فى العالم العربى ؟ وعُمان رمز الواقعية فى الخليج العربى ؟ 5- ما الدور المصرى فى إخراج عُمان من عزلتها ؟ وكيف دعمت مصر قبول عُمان فى عضوية الجامعة العربية والأمم المتحدة ؟ 6- كيف تعاملت مصر مع الصراع فى عُمان بين السلطنة والإمامة ؟ وإلى أى مدى تباينت السياسة المصرية تجاه قضية عُمان فى عهدى جمال عبد الناصر وأنور السادات ؟ 7- إلى أى مدى دعمت عُمان مصر فى حرب أكتوبر1973م ؟ ولماذا تغيرت المواقف العُمانية إزاء حروب مصر 1956-1967 فى عهد السلطان سعيد؟ 8- هل يمكن تتبع المواقف العُمانية من خطوات السلام المصرى الإسرائيلى ؟ 9- لماذا تميز دور عُمان وموقفها من توقيع مصر معاهدة السلام 1979م؟ وكيف رفضت مسقط عزل مصر ؟ وكيف كان لها الفضل فى عودة العلاقات المصرية العربية 10- ما مدى إتفاق أو إختلاف المواقف المصرية العُمانية إزاء تطور الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988م) ؟ 11- ما مظاهر السياسة العُمانية المصرية خلال أحداث حرب الخليج الثانية (1990-199م)؟ 12- إلى أى مدى يمكن رصد المواقف المصرية العُمانية من الإجتياحات الإسرائيلية لجنوب لبنان 1982م؟ 13- ما أثر الموقف المصرى من ثورة ظفار على العلاقات المصرية العُمانية ؟ 14- هل يمكن تتبع الدور المصرى فى بناء مؤسسات الدولة العُمانية ؟ 15- ما مظاهر العلاقات الإقتصادية المصرية العُمانية (1970-1991م) 16- إعتمدت الدراسة على المنهج التاريخى بألياته الوصف والتحليل والمقارنة الذى يقوم على عرض الأحداث والوقائع التاريخية بين البلدين وتحليلها وتوظيفها بما يتوافق مع هدف الرسالة ودراسة تطور العلاقة بين البلدين ودراسة السياسة الخارجية للبلدين تجاه بعضهما البعض ، ومتابعة سياسة مصر وعُمان تجاه الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية والساحة السياسية الدولية خلال تلك المدة ، مع الحرص على مراعاة التسلسل الزمنى فى عرض الأحداث والوقائع وأوجه التعاون كما عززت الدراسة بالجداول الإحصائية والمعلومات الرقمية . وقد شلمت الدراسة على مقدمة وخمس فصول وخاتمة وجاء الفصل الأول بعنوان العلاقات المصرية العُمانية قبل عام 1970م وتناول بريطانيا والعلاقات المصرية العُمانية والموقف المصرى من قضية الإمامة فى عُمان كما تطرق إلى موقف عُمان من العدوان الثلاثى على مصر وحرب 1967م كما تمت الإشارة إلى الدور المصرى فى الصراع المسلح فى ظفار حتى عام 1970م. أما الفصل الثانى جاء تحت عنوان مصر وأوضاع عُمان عقب تولى السلطان قابوس الحكم وسلط الضوء على تبادل القيادتين السياسيتين فى مصر وسلطنة عُمان وموقف مصر من تولى السلطان قابوس الحكم والتمثيل الدبلوماسى بين البلدين كما بين الدور المصى فى إنضمام عُمان للجامعة العربية والأمم المتحدة كما بحث الدور المصرى فى القضاء على المعارضة الداخلية فى عُمان . أما الفصل الثالث فجاء بعنوان حرب أكتوبر وجهود السلام فى ضوء العلاقات المصرية العُمانية وقد كرس لدراسة الدور العُمانى فى حرب 1973م وموقف عُمان من مؤتمر جنيف للسلام وإتفاقية فك الإشتباك الأولى والثانية كما بحث زيارة السادات للقدس ومبادرة السلام وموقف سلطنة من مبادرة السلام وإتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام كما تناول تأثير إغتيال السادات على العلاقات المصرية العُمانية وسلط الضوء على الدور العُمانى فى عودة مصر للجامعة العربية . أما الفصل الرابع فجاء بعنوان العلاقات المصرية العُمانية فى ضوء القضايا العربية وقد تناول الإنسحاب البريطانى من الخليج العربى وموقف مصر وعُمان من قرار الإنسحاب كما بحث إحتلال إيران للجزر العربية الثلاث وموقف مصر وعًمان من تلك الأطماع الإيرانية كما بحث مسألة أمن الخليج وتناول الحرب العراقية الإيرانية والتنسيق المصرى العُمانى تجاه تلك الحرب كما بحث المواقف المصرية العُمانية تجاه الإجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان والإجتياح العراقى للكويت. أما الفصل الخامس فجاء بعنوان العلاقات الإقتصادية والثقافية بين مصر وسلطنة عُمان إذ بحث أوجه التعاون المصرى العُمانى فى مجال التربية والتعليم كما بحث التعاون الثقافى بين البلدين والتعاون فى المجال الدينى بين البلدين كما تناول العمالة المصرية فى سلطنة عُمان والتبادل التجارى . 1- تعود العلاقات بين مصر وعُمان إلى حكم محمد على ، وخضعت مصر وعُمان للنفوذ البريطانى للأهمية الإستراتيجية التى تمتعت بها البلدان ، وإن سبقت مصر عُمان فى التخلص من الوجود البريطانى من خلال معاهدة 1936م ، ثم معاهدة الجلاء 1954م، ثم كان الخروج الدامى لبريطانيا بعد حرب السويس 1956م ، بينما شهد عام 1970م الخروج البريطانى من سلطنة عُمان والخليج العربى بصفة عامة . 2- ساندت مصر القضية العُمانية داخل الجامعة العربية والمساعدة فى إدارجها داخل الأمم المتحدة كما ساندت الثوار وقامت بتدريبهم داخل مصر وتزويدهم بالسلاح وقطع غيار الأسلحة، وكان للإعلام المصرى وصوت العرب دور رئيسي فى مساندة القضية العُمانية . >3- اتصف الموقف العُمانى من الحروب التى خاضتها مصر ضد إسرائيل بالسلبية فقد أيد السلطان سعيد العدوان الثلاثى على مصر ، لتأييد مصر قضية الإمامة ، و إعترض على إستخدام سلاح النفط ضد الدول الأوربية المؤيدة لإسرائيل فى حرب 1967م ، فى الوقت الذى ساند الإمام غالب مصر ووضع إمكانيات جبهة تحرير عُمان لخدمة القضية المصرية . 4- اتسمت ثورة ظفار بالطابع الناصرى وحظيت برعاية جمال عبد الناصر ، ونجحت مصر فى إقناع مختلف التنظيمات الظفارية بتكوين جبهة متحدة ووفرت لها مقراً بالقاهرة ، وعندما تأثر الدعم المصرى بأحداث حرب 1967م جلبت مصر راعى جديد تمثل فى الصين الشعبية ، وتغير الموقف المصرى بتولى السادات الذى تخلى عن الجبهة وإنحاز للسلطان قابوس الذى تولى أمور السلطنة فى عام 1970م . 5- تزامن تغيير القيادات السياسية فى كل من مصر وعُمان ، فقد شهد عام 1970م تولى السلطان قابوس العرش فى عُمان بعد الإنقلاب على والده سعيد بن تيمور ، ووصول السادات إلى السلطة بعد وفاة جمال عبد الناصر وتبادلت مصر وعُمان الإعتراف بالنظام الجديد فى البلدين . 6- كانت مصر المحطة الدبلوماسية الأولى لخروج عُمان من عزلتها بعد تولى السادات الحكم فى مصر وتخليه عن السياسة الداعمة لحركات المعارضة ، وأخذ قابوس والسادات فى التقارب حتى زار السلطان القاهرة وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتعيين حسن سالم ليكون أول سفير مصرى فى مسقط ، وسعود بن على أول سفير عُمانى فى القاهرة . 7- كان لمصر الفضل فى تذليل العقبات التى حالت دون قبول عضوية عُمان فى الجامعة العربية خاصة فيما يتعلق بأمر المصالحة مع الإمام غالب ، وإثناء الرياض وعدن عن معارضتهما ، حتى تحقق الأمر بقبول عُمان لتكون العضو رقم (17) فى مجلس الجامعة العربية ، الأمر الذى مهد لقبول عُمان فى عضوية الأمم المتحدة . 8- دعمت مصر الطلب العُمانى بالإنضمام إلى الأمم المتحدة بإقناع الملك فيصل بعدم الرفض، والتوسط لدى الإتحاد السوفيتى لعدم إستخدام حق الفيتو فى الإعتراض على عضوية عُمان ، كما ساندت مصر مسقط فى الإنضمام للهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الأغذية والزراعة وصندوق النقد الدولى وغيرها ، فتخلصت عُمان من عزلتها وأصبح لها شخصية دولية فى المجتمع الدولى. 9- طرح قابوس عقب توليه العرش مبادرة لتسوية المسألة الظفارية تضمنت العفو العام عن أعضائها ، إلا أن الجبهة رفضت هذه المبادرة فإضطر قابوس للإستعانة بالقوات العسكرية الإيرانية ، وقررت مصر إغلاق مقر الجبهة فى القاهرة وأبعدت ممثلها عن مصر ، كما شنت الصحافة المصرية حملة دعم للسلطان ورفض لأسلوب الجبهة ، ورفضت مصر الإستجابة لوجهة نظر إمام عُمان السابق ، وحاولت القاهرة إقناع عدن بوقف دعمها للجبهة ، وباركت مصر وجود القوات الإيرانية فى عُمان وترأست مصر وفد الوساطة العربية لتسوية الأزمة بين السلطان والثوار الظفاريين ، ورحبت مصر بسحب القوات الإيرانية من عُمان ، كما باركت القاهرة نجاح السلطان قابوس فى قمع التمرد الظفارى . |