الفهرس 
إرهاصات جائحة كورونايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 241 |  |  |
| | | from | 241 | | |
المستخلص
قد تسبب فيروس كورونا بمعدل انتشاره السريع وظهوره المفاجئ في عجز العالم عن علاجه، وبناء عليه تحولت حياة الملايين من البشر على وجه الأرض إلى حجر صحي قسري، مما أدى إلى في تعطيل، أو حتى التوقف التام، لمعظم الأنشطة الاقتصادية في العالم، وأدى ذلك أيضاً إلى إثارة... مجموعة كبيرة من الأسئلة الفلسفية ذات الأبعاد العلمية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الأخلاقية. يبدو أن فيروس كورونا هو إحدى اللحظات الكبرى والمهمة وربما المحورية في تاريخ البشرية والتي تتطلب قراءة واسعة على المستوى العلمي والفلسفي. من الناحية العلمية، لا يزال أصل فيروس كورونا موضع شك، وسلوكه غامض. وتم رصد تحركات الفيروس، مما أكد أن الفيروس يتصرف مثل أي ميكروب لم تره البشرية من قبل، بينما خلص علماء آخرون إلى أن فيروس كورونا الجديد المسبب للوباء لم يتم تصميمه أو علاجه في المختبر، وكان نتيجة قفزة حيوانية طبيعية. على الرغم من ادعاءات علماء بارزين بأن فيروس كورونا ظهر بشكل طبيعي بلا شك، إلا أن أسباب ظهور هذا الفيروس التاجي تظل سؤالاً ملحًا ومفتوحًا. ومن ناحية أخرى، فإن الوباء، من وجهة نظر فلسفية، يفرض تحديا فكريا على الجميع، لأنه يجب علينا أن نتصرف مع مراعاة محدودية معرفتنا، وخاصة الحكومات أيضا. وعليهم أن يتخذوا قراراتهم مع الأخذ في الاعتبار المعرفة المحدودة لعلماء الفيروسات الذين ينصحونهم، وهذا الأمر الذي سيكون له لاحقًا تأثير إيجابي على الوعي العام. ولا شك أيضاً أن صدمة وباء كورونا كشفت زيف العالم الذي نعيش فيه، وأظهرت مدى هشاشة العولمة التي اختزلت إلى شبكة معاملات دون تضامن، واعتمدت بشكل كبير على التكامل والتكامل. التواصل التقني والاقتصادي بين العالم، لكنها أهملت بناء جسور التفاهم بين الشعوب، وهكذا سقطت فضائل الصداقة والتسامح. والتعاون. وفي هذا الصدد، يضعنا وباء كورونا اليوم أمام أنفسنا وأمام حقائق تتعلق بهويتنا الإنسانية في عالم استهلاكي وحشي.