الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 405 |  |  |
| | | from | 405 | | |
المستخلص
هذا البحث في موضوع (التحصين في القرآن الكريم دراسة موضوعية)، وتظهر أهميته في توضيح أنواع التحصين الواردة في القرآن الكريم، والكشف عن تفسير المتشابه اللفظي في آيات التحصين، وربط آيات التحصين بالسياق التي اتت به،
وقد قسمت هذا البحث، حسب ما اقتضته طبيعته إلى تمهيد، وثلاثة فصول، صدّرته بمقدمّة بَيَّنْتُ فيها: سبب اختيار البحث، ومشكلة البحث، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وذيلته بخاتمة تناولت فيها ما أفاض الله علىَّ به ـ سبحانه ـ من نتائج، ثمّ تلى ذلك الملاحقُ.
وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها:
ـ أن التحصين بالتوحيد هو إسلام الوجه لله، وإفراده بالعبادة ليَرتقي المؤمن في خُلُقه، وتفكيره، فيُنقذه من زيغ القلوب، وانحراف الأهواء، وظلمات الجهل، وأوهام الخرافة، ويُنقذه من المحتالين، والدجالين، وأحبار السوء، ورُهبانِه، ممن يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا.
ـ إن التحصين بكل أنواعه يجعل المسلم على اتصال دائم بالله عز وجل؛ لأنه يذكره على العمل بالطاعة، والإخلاص في النية، وإذا تمكن الإخلاص من القلب أصبح الإنسان يبتغي مرضاة الله ورضوانه في كل عمل يقوم به، ويجعل الله رقيبًا عليه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16].
ـ التحصين ينمي الفضائل، والأخلاق الحميدة في نفوس الأفراد، ويتضح ذلك من خلال حديثنا عن صفات التحصين حيث وجدناها تتصف بصفات أخلاقية، وقيم عليا إذا تحققت في الفرد المسلم أصبح في قمة شَامخة ينظر نظرة إنسانية إلى جميع القضايا التي تواجه الناس جميعًا.
ـ التحصين يشحن الأفراد بالتقوى، ومعرفة الله، ويعزز في نفوسهم الثقة، والأمل بالمستقل المستمد من نصر الله، وثوابه للمؤمنين، فينطلق المؤمن بشحنات إيمانية مستمدة من الله سبحانه وتعالى تدفعه إلى فعل الخير، والبر، والإحسان، وبالمقابل محاربة الفساد، والمنكر وكل ضارٍّ في المجتمع.
ـ إن صاحب التحصين الذي يتبع ما أمر الله، ونهى يحقق بأسلوبه وسلوكه كل الأهداف، والأسس، والأساليب، التي يقوم عليها المجتمع الحسن؛ فكان الرسول الكريم بسلوكه الشخصي هاديا، ومربيا للبشرية بأكملها بالإضافة إلى القرآن، والسنة، كما أن سيرة الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين تعد نموذجا لبناء المجتمع المسلم.
ـ أهم ميادين التحصين: الأسرة والمدرسة، لذلك كانت الأسرة محط نظر الإسلام كونها اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فلابد للطفل من التحصين بوالديه، وأسرته لتنطبع في نفسه المبادئ، والقيم الإسلامية، ومما لا شك فيه أنه إذا وجد الطفل التحصين بوالديه، وفي معلمه حذا حذوهم، وأصبح من الميسور تربيته طبقا لشريعة الإسلام، لقد ذكر لنا القرآن الكريم حرص الأبناء البررة على اتباع الآباء المخلصين، قال يوسف عليه السلام: ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ﴾ [يوسف:38]، وفي المقابل ذكر القرآن الكريم حرص الآباء المخلصين على هداية أبنائهم، وإرشادهم كما جاء في بعض وصايا لقمان لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ أقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أصَابَكَ إنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان:17].