Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مشكلات ترجمة وثائق حرب أكتوبر من العبرية إلى العربية:
المؤلف
محمد ، محمود مجدي محمد
هيئة الاعداد
باحث / محمود مجدي محمد محمد
مشرف / جـــمـــال أحـــــمـد الرفــــــاعـــــــي
مشرف / نــــرمــيــن أحـــــمـد يســــــــري
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
215ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغات السامية )شعبة اللغة العبرية)
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

ويتضح في ختام الدراسة أن الترجمة تُعد واحدة من أكثر الأنشطة التي تلعب دورًا بالغ الأهمية في إثراء معارف الفرد أو الجماعة بالآخر، وهي تلقي الضوء على طرائق تفكير مختلف الجماعات والشعوب.
ولا تهتم الترجمة بنقل معاني المفردات فحسب وإنما تعمل على نقل معاني مختلف الجمل والتراكيب الواردة في النص بل وتعمل أيضًا على كشف المسكوت عنه خلال النص المصدر سواء أكان هذا النص نصًا أدبيًا أو فنيًا أو متخصصًا في مجال بعينه.
وكشفت هذه الدراسة أنه توجد فروق شاسعة بين ترجمة النصوص الخبرية والنصوص المتخصصة. وتتمثل هذه الفروق في أن النصوص الخبرية بطبيعتها نصوص أحادية الدلالة أي أن مفرداتها لا تحمل في ثناياها الكثير من الإيحاءات النفسية أو الإجتماعية. وفي المقابل فإن للنصوص المتخصصة مكانة بالغة الخصوصية. و تتمثل خصوصيتها في أن هذه النصوص بطبيعتها هي نصوص محدودة التداول بين قطاع بعينه من القراء فلا يطلع عليها عامة القراء. وعلاوة على هذا فإن هذه النصوص المتخصصة لا تستخدم مفردات اللغة بدلالاتها المركزية المتداولة وإنما تستخدمها بدلالات شديدة الخصوصية لا يفهمها إلا القارئ المتخصص. وقد كشفت هذه الدراسة عن طبيعة اللغة المتخصصة المستخدمة في الوثائق وكشفت هذه الرسالة أيضًا عن مدى نجاح فريق العمل الذي قاده الأستاذ الدكتور إبراهيم البحراوي في نقل كثير من سمات اللغة المتخصصة المستخدمة في الوثائق العسكرية.
وكان من أهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة أن المترجمين واجهوا صعوبات بالغة في التعامل مع النص المصدر. ولم تقتصر هذه الصعوبات على تعاملهم مع لغة عسكرية متخصصة لا عهد لكثير منهم بها كما يبدو وإنما تمثلت أيضًا في رداءة الخط الذي وضعت به الوثائق. وقد اتضح من خلال البحث أن فريق الترجمة نجح إلى حد كبير في التعامل مع مختلف الصعوبات المحيطة بالنص.
وتمثلت هذه الصعوبات أيضًا في طمس الرقابة العسكرية لأجزاء بعينها من النص الأصلي.
وقد لاحظنا خلال الدراسة أن فريق العمل أعرض عن تقدير الأجزاء التي تم حذفها وكان من الممكن استنتاجها. وقد حرصنا خلال هذه الدراسة على تأويل بعض الأجزاء التي تم حذفها وكان من الممكن استنتاجها من خلال السياق.
ونجح فريق الترجمة في قراءة الأجزاء التي وقعت بها أخطاء كتابية. ويكشف هذا الأمر بالقطع عن مدى إلمام فريق الترجمة باللغة العبرية إلى حد كبير مما مكنهم من التمييز بين الشكل الهجائي الصحيح للكلمة وبين الأخطاء التي وردت في النص المصدر.
وكان من بين الصعوبات التي اكتنفت ترجمة النص أن النص العبري استخدم مستويات لغوية مختلفة، وشكل هذا التباين اللغوي إحدى التحديات التي واجهت فريق الترجمة.
وقد لاحظنا أنه في الوقت الذي نجح فيه فريق الترجمة إلى حد كبير في نقل المفردات الأجنبية في النص العبري إلا أنه حدثت اخفاقات غير قليلة في نقل التعابير الإنجليزية.
ظهرت خلال النصوص الكثير من العبارات المسكوكة. وعلى الرغم من نجاح المترجمين في تقديم ترجمة دقيقة لكثير من هذه العبارات إلا أن بعض المترجمين قد أولوا التكافؤ الشكلي اهتمامًا أكبر من التكافؤ الديناميكي للعبارة المسكوكة مما جعل الترجمة تبدو غريبة وغير مألوفة في لغة النص الهدف.
وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن عددًا ممن شاركوا في ترجمة هذا العمل تنبهوا إلى أن إسرائيل عملت خلال فترة احتلالها لسيناء على تهويد أسماء الأماكن، ومن هنا نجح هؤلاء المترجمون في التعرف على الأسماء الأصلية للأماكن التي عملت إسرائيل على تهويدها وحرصوا على أن تتضمن ترجماتهم إشارة واضحة إلى الأسماء العربية للأماكن التي احتلتها إسرائيل.
وفي المقابل فإن هذه الدراسة كشفت أيضًا عن أن عددًا من المترجمين لم يبذل جهدًا كافيًا في تقديم بدائل عربية حقيقية لمسميات الأماكن التي احتلتها إسرائيل وأطلقت عليها مسميات عبرية.
كشفت الدراسة كذلك عن حرص المترجمين على تقديم ترجمة مطابقة للنص المصدر عند ترجمة أسماء الوحدات دون الوضع في الاعتبار إعادة الهيكلة التي مر بها الجيش الإسرائيلي بعد هزيمته في حرب أكتوبر 1973م. فبعض الوحدات التي ذُكرت خلال النص ليس لها وجود الآن أو تم تغيير اسمها. ولاحظنا خلال الترجمة عدم وجود إشارة إلى ذلك خلال الهوامش أو بين الأقواس.
كشفت الدراسة عن ظهور أسماء العديد من الحروب خلال الترجمة. جاءت أسماء الحروب وفقًا للمصطلح الصهيوني وعلى الرغم من تدارك بعض المترجمين لهذا الأمر إلا أن البعض الآخر لم ينتبه لتلك المسميات وقام بذكر تلك المسميات دون الإشارة إلى دلالتها.
وفي الختام يجب أن نشير إلى أن ترجمة هذا العمل وإن كانت قد شابتها بعض الأخطاء إلا أنها قدمت للقارئ العربي شهادة حقيقية لأهمية النصر الذي حققته القوات المسلحة المصرية في شهر أكتوبر 1973م هذا النصر الذي سيظل علامة فارقة في تاريخ العسكرية المصرية وفي تاريخ وطننا العربي.