Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
جهود عبدالوهاب المسيري (2008م) الفكرية والعلمية /
المؤلف
عبد القادر، عمر إسماعيل فكري.
هيئة الاعداد
باحث / عمر إسماعيل فكري عبد القادر
مشرف / السيد محمد سيد عبد الوهاب
مناقش / سيد عبد الستار ميهوب
مناقش / محمود عبد الرحيم الصاوى
الموضوع
الفلسفة الإسلامية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
348 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/10/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الفلسفة الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 357

from 357

المستخلص

أهدافُ البحثِ:
تهدفُ الدراسةُ إلى:
• 1– بيان الأسسِ المعرفيةِ للفكر عند عبدالوهاب المسيري.
• 2– الكشف عن ماهية المصطلح الصهيوني وجهود المسيري في تفكيكه، والتأسيس لمصطلح عربي بديل.
• 3-الوقوف على مضامين العلمانية عند عبدالوهاب المسيري، وموقف الإسلام منها.
• 4– بيان جهودِ المسيري في مناهضةِ التحيز، والتأسيس للمشروع العربي والإسلامي.
نتائج البحث:
• أولًا: أغنى المسيري المكتبة العربية بعشرات المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، تنوعت بين الموسوعات والدراسات والمقالات، ولعل أبرزها ”موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد” التي تصنف ضمن أهم الموسوعات العربية في القرن العشرين، ومن كتبه البارزة أيضا ”العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة”، و”الفردوس الأرضي”، و”الحداثة وما بعد الحداثة”، و”الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان”، كما ألف عدة قصص وديوان شعر للأطفال، وترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات كالفرنسية والفارسية والبرتغالية والتركية.
• ثانيًا: يمكن أن نقسِّم كتابات عبد الوهاب المسيري إلى ثلاثة مجالات رئيسة. وتُعد مؤلفاته في موضوع الصهيونية أشهرها وأكثرها. بدأ المسيري الكتابة في هذا المجال في عام 1972م بكتاب ”نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني”، أما ثاني المجالات التي اهتم بها المسيري فكان ترجمة الشعر الإنجليزي والدراسات النقدية المتعلقة به، أما ثالث المجالات التي تناولتها مؤلفات المسيري. فقد تعرض في مجموعة من أعماله لمناقشة أبعاد الحضارة الغربية وخصائصها في مرحلة تطورها المعاصرة، محللًا الدور الكبير لنظريات الحداثة باعتبارها التفسير النظري لكيفية وصول هذه الحضارة لما هي عليه الآن من أبعاد إيجابية وسلبية.
• ثالثًا: وفي كتابه ”في الخطاب والمصطلح الصهيوني” أشار المسيري إلى أهم ملامح منهجه، وهو تبنيه لأسلوب الخطاب التحليلي التفسيري، الذي يختلف عن كل أنواع الخطاب الأخرى. وقد تبنى المسيري الخطاب التحليلي التفسيري، لأنه رأى فيه الأداة الصحيحة لتناول الظاهرة الصهيونية، بطريقة تؤدي إلى تعميق رؤيتنا للعدو حتى نعرفه في كل تركيبته، وبالتالي، تزداد قدرتنا على تفسير الظواهر اليهودية والصهيونية وتوقعها، ومن ثم مقدرتنا على التصدي للعدو. فهو الخطاب الذي يجعلنا قادرين على إدراك الوقائع لا كحقائق متناثرة لا يربطها رابط، وإنما ككل متكامل.
• رابعًا: من أهم مميزات عبد الوهاب المسيري في دراساته المرتبطة بموضوع الصهيونية، وهي القدرة على الجمع بين جانبي النظرية والواقع. فهو في معظم هذه الدراسات لا يكف عن تأسيس بنائه النظري القائم على تحليل المصطلحات والأفكار والنماذج، وربطها في الوقت نفسه بالوقائع والأحداث الجارية داخل إسرائيل وفي علاقاتها بفلسطين والعرب والعالم.
• خامسًا: في مؤلفات المسيري التي تناول فيها موضوع الحضارة الغربية، تتسم رؤيته بقدر كبير من الموضوعية والإنصاف. فهو من ناحية لا ينكر فضل الحضارة الغربية وإسهامها الكبير في عملية التقدم الإنساني، ومن ناحية أخرى يجتهد في إبراز نقاط الضعف والقصور التي سادت النموذج المعرفي الذي تبشر به من خلال ما أثبته واقع هذه الحضارة. ففي كتابه ”العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة”، أكد المسيري على وجوب الاعتراف بالقيمة الإنسانية لإبداعات الإنسان الغربي لأنها بتعبيره ”إبداعات مهمة وإسهامات حقيقية للتراث الإنساني معروفة لدى الجميع”، لكنه في الوقت نفسه ينتقد رؤية هذا النموذج المعرفي للتاريخ الإنساني باعتبار أنها ”نقطة القصور الرئيسة” به. إذ يتصور النموذج المعرفي الغربي، في تحليله للإنجازات الحضارية غير الغربية، أن قيمتها الوحيدة تكمن فيما نجحت في تقديمه للحضارة الغربية التي تمثِّل ذروة التطور الانساني.
• سلدسًا: اتجه عبد الوهاب المسيري لتحليل المشكلة بصورتها الشائعة بين المفكرين العرب، والتي تتمثل في استيراد معجم الكتابات الفكرية العربية من الغرب، وهو ما أسفر عن دخول مفاهيم ومصطلحات ذات طبيعة متحيزة على الحركة الفكرية العربية. وقد تعرض لهذه المشكلة في عدد من مؤلفاته كان أهمها ”اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود”. حيث تناول فصله الرابع مشكلة استيراد المصطلحات الغربية. ولعل المثال الأشهر على ذلك هو تقسيم التاريخ العالمي لمرحلة العصور الوسطى والتي يطلق عليها الغرب أيضًا عصور الظلام، والتي جاء بعدها عصور النهضة والتنوير. ويسأل المسيري عن كيفية وصف هذه العصور بالمظلمة بالنسبة للحضارة العربية الإسلامية، التي تتابع عليها في هذه الفترة حكم الخلفاء الراشدين ثم الدولتين الأموية والعباسية وهي الدول التي حققت قدرًا عظيمًا من المنجزات الحضارية. وكذلك هو الحال في واحدة من أعظم الحضارات الشرقية في الصين، والتي بلغت قمة ازدهارها في نفس العصر الذي عاشت فيه أوروبا ذلك الظلام.
• سابعًا: لفت المسيري الانتباه إلى مشكلة استيراد المفاهيم والمصطلحات، ويتمثل في إغفالنا لمصطلحات عربية دقيقة لتحل محلها تلك المفاهيم المستوردة التي لا جذور لها في بنائنا المعرفي. ومن الأمثلة على ذلك دروج المؤلفات التاريخية العربية الحديثة على الحديث عن ”الحروب الصليبية”، وهو ما يخالف الاسم الذي أطلقه عليها المؤرخون العرب المعاصرون لها وهو ”حروب الفرنجة” الذي يأتي إشارة ”للفرانك” أو الفرنسيين الذين شكلوا النسبة الأكبر من جيش الغزاة. أما وصف ”الصليبية” فهو ما حاول قادة ممالك أوروبا الترويج له ليسهل عليهم حشد أكبر عدد من الجنود والأموال بإضفاء القداسة على حربهم غير المشروعة. ومن أثر تطبيقات هذا الاستيراد خطورة ما يتعلق باستيراد المفاهيم المتعلقة بإسرائيل والصهيونية وتعريبها لتكتب كما هي بحروف عربية.
• ثامنًا: دارت فلسفة ”المسيري” أولًا حول ماهية الإنسان، واصفًا إياه بأنه تركيبة معقدة، نافيًا نظرية الحداثة التي تشير إلى تطوير النسل على مر القرون بفعل الطبيعية. وما إن تبدأ في قراءة كتب ”المسيري” حتى تجد نفسك أمام فلسفة من نوعٍ خاص، حيث استمدها من تجارب حياته الشخصية التي أكسبت فلسفته صبغة ”الواقعية الإيمانية”، والتي عادة لا تجتمع مع بعضها لدى محبي الفلسفة وقرائها حول العالم.
• تاسعًا: عمد المسيري إلى بناء مشروع نهضوي ينهض بالعالم العربي والإسلامي -على السواء-؛ ليعيد فيه ثقته بقدراته وإمكنياته التي تكفيه بإنجاز ما أنجزه الغرب، وأن هذا المشروع كانت من وراءه إرهاصات شتى ضربت بعمقها في فكر المسيري، وتجسدت في موقفه النقدي من الحضارة الغربية ونماذجها الحضارية والمعرفية، وفي مقدمتها الحداثة الغربية التي تحيزت للواحدية الصلبة، والتقدم التكنلوجي وعليه عمل المسيري على فك شفرة تحيز عالمنا العربي والإسلامي للعالم الغربي وتحريره من التبيعية له، فترجم جهوده النظرية والفكرية لأجل هذا الحل في كتابه ”إشكالية التحيز رؤية معرفية ودعوى للجتهاد، المقدمة (فقه التحيز)”، وتأسيسه لعلم التحيز، حيث كان هذا الكتاب دعوة لكل العقول العربية والإسلامية ليشاركوا بآرأهم وأفكارهم الإبداعية لبناء مشروع إنساني إسلامي تكون لغته قامة على خطاب جديد ينشر عدم التعصب للذاتية، ويلح على وجوب الانفتاح على العالم في إطار القين الإنسانية المشتركة التي تراعي السلم والعدل والمساواه بين جميع البشر؛ لأنه خطاب إسلامي نوعي موجه بالعقل والروح، وينمي حب التواصل بين الشعوب.
• عاشرًا: فالمشروع الحضاري المستقل عند عبدالوهاب المسيري هو سعي جاهد متسلح بالإيمان الخالص والعلم النافع والعمل الجاد المثمر الصالح لبناء وعي إنسان الأمة العربية المسلمة ليكون قادرًا على القيام بمهام خلافته على الأرض التي تقتضي : حرية الفكر من أي قيد إلا قيد المرجعية القرآنية واستقلال قرار الأمة الخالي من أي استعباد أو استغلال من أي أمة ظالمة، وامتلاك القدرة على استثمار مقدراتها كافة لبناء قدراتها التي تمكنها من الحياة الطيبة الآمنة من الجوع والخوف والانتقاص بكل أشكالهم، والانفتاح على الثقافات والحضارات كافة للاستفادة منها في تحقيق ذلك كله .