Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المهارات الاجتماعية والصلابة النفسية كمنبئين بالتنمر عبر المراحل الارتقائية للمراهقة /
المؤلف
عبد السميع، آمنه محمد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / آمنه محمد السيد عبد السميع
مشرف / إيمـــــان محمـــد صـــبري
مشرف / ســــــــيد أبـــــو زيــــــد
مناقش / ســــــــيد أبـــــو زيــــــد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
461 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 461

from 461

المستخلص

تُعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة، والتي تتسم بالتجدد المستمر والترقي في الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومن الملاحظ عدم اتفاق الباحثين والعلماء المختصين بدراسة التطور الإنساني على فترة زمنية محددة لفترة المراهقة، فتري هيرلوك (Hurlok,1980) أن فترة المراهقة تمتد ما بين (12-18) عام قسمتها إلى مرحلتين فرعيتين، أُطلقت على الأولى التي تمتد ما بين (12-17) عام اسم المراهقة المبكرة، وعلى الفترة القصيرة الممتدة ما بين (17-18) عام مرحلة المراهقة المتأخرة، وقد تبنى لوردس سيشامبرج Schiamberg,1985)) تقسيم مرحلة المراهقة إلى مرحلتين فرعيتين تمتد الأولى التي أُطلق عليها اسم المراهقة المبكرة ما بين (12-16) عام، في حين تمتد الثانية ما بين (17) عام وحتى منتصف أو نهاية العشرينات من العمر، بينما يري كاثلين بيرجر Berger,1988)) أن مرحلة المراهقة تمتد ما بين (10-20) عام، وقامت بدراسة هذه المرحلة كفترة عمرية واحدة دون تحديد مراحل فرعية.
كما اتجه حامد زهران (1986) إلى تقسيمها إلى ثلاث مراحل عمرية، تمتد الأولى منها ما بين (12-14) عام وتسمي المراهقة المبكرة، وتمتد المرحلة الثانية ما بين (15-17) عام وتسمي المراهقة الوسطى، وتمتد المرحلة الثالثة ما بين
(18-21)عام ويطلق عليها مرحلة المراهقة المتأخرة، ولكل مرحلة من هذه المراحل خصائصها ومظاهرها ومطالبها ومشكلاتها التي تتميز بها عن الأخرى
(حامد زهران،1986، 365)
ويكمن الخطر في مرحلة المراهقة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد في التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية، والفسيولوجية، والعقلية، والاجتماعية، والانفعالية، والدينية، والخلقية) وما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة (داخلية وخارجية) عبر مراحلها المختلفة (المبكرة والوسطى والمتأخرة)
(مجدي الدسوقي،2003، 94).
وقد وصف Stanley Hall المراهقة بأنها فترة عواصف وتوتر وشدة تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق، وأن بحوث كثير من العلماء مثل Margret mead ، Ruth Benedict وغيرهما قد أوضحت أن ما يصادفه الفرد من عواصف وتوترات وشدة إنما يرجع إلى عوامل الإحباط والصراع المختلفة التي يتعرض لها المراهق في حياته نتيجة التفاعل مع البيئة الخارجية والمجتمع والأسرة والأقران، كما يتأثر سلوك المراهق أيضاً بالعوامل الداخلية الطبيعية كالتغير الجسمي والعقلي والفسيولوجي والانفعالي له، حيث دلت البحوث على أن صورة المراهقة تعتبر محصلة أو نتاجاً للتفاعل بين العوامل الوراثية الحيوية والنمط الثقافي والمجال النفسي الذي يعيش فيه (حامد زهران، 2003، 291).
وفي ظل حالة عدم التوازن التي يعيشها الفرد في مراحل مراهقته المختلفة، تظهر العديد من الحاجات والمطالب الضرورية التي يحاول المراهق إشباعها، والتي قد يُقابل بعضها بالإحباط نتيجة لبعض العوامل البيئية كالتنشئة الاجتماعية والأسرية أو عندما تُصطدم بعادات وقوانين أو تقاليد المجتمع، أو عندما يتدخل الكادر التربوي والتعليمي الذي يطالب المراهق بالقيام ببعض الأنماط السلوكية العقلانية المقبولة والتي قد تتعارض في أغلب الأحيان مع إتجاهات وميول المراهق النفسية والذاتية، حيث يتعرض المراهق للعديد من المواقف الحرجة والتي لا يستطيع من خلالها التصرف والتعبير عن حريته الكاملة بحيث إذا تصرف كطفل نال اللوم وإذا تصرف كراشد نال النقد أيضاً، وإذا التحق بجماعة الأطفال أصبح محل انتقاد وإذا رافق الكبار طردوه، وهنا تكمن مشكلة الصراعات النفسية الداخلية للمراهق فهو يشعر بأنه بالغ من الناحية الجسمية والعضلية والأخرين يرون أنه لا يمكن الاعتماد عليه كونه طفل ومعتمد على والديه من الناحية الاقتصادية وتوزه الخبرة والدراية والتدريب والمهارة اللازمة، ومن هنا قد يلجأ المراهق إلى استعمال ميكانيزمات دفاعية مختلفة، والتي يمكن أن يكون العدوان أو التنمر أحدها (ناصر الشافعي،2009، 3).
ويُعرف التنمر بأنه شكل من أشكال العنف الشائعة بين الأطفال والمراهقين، وهو يعني التصرف المتعمد للضرر أو الإزعاج من جانب فرد أو أكثر يشعر فيه الفرد بأنه أقوى أو أكبر حجماً أو أكثر تحكماً، تجاه فرد آخر أضعف منه، ولدى الشخص الأقوى رغبة ملحة في إلحاق الأذى بشكل متكرر تجاه ذلك الشخص الضعيف، وقد يستخدم فيه المعتدي أفعال مباشرة أو غير مباشرة للتنمر على الآخرين، ويتمثل التنمر المباشر في العدوان اللفظي أو البدني، كما يتمثل التنمر الغير مباشر في نشر الشائعات والأكاذيب (مجدي الدسوقي،2016، 14).
ولا يرتبط سلوك التنمر بالجنس أو النوع، إلا أنه ينتشر بدرجة أكبر ما بين الذكور في المدارس، ويعتقد الكثير من الناس أن سلوك التنمر سلوكاً طبيعياً ينتشر ما بين الأطفال والمراهقين وأنه ينتهي دون تدخل من أحد، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، لأن سلوك التنمر هو سلوك مُكتسب من البيئة المحيطة ويرتبط بأسباب عدة تؤثر في حدوثه، كما أنه يترك أثراً سلبياً ومشكلات وصعوبات نفسية تؤثر على كل أطراف هذا السلوك سواء كان متنمر أو ضحية أو متفرج، ونتيجة لهذا السلوك يتعرض المتنمر إلى العديد من الآثار، ومنها الانخراط بسلوك الجريمة مثل: السرقة، وتعاطي المخدرات والكحول في مرحلة المراهقة، ممارسة أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة أو المدرسية، بالإضافة إلى الانسحاب من المدرسة، الإساءة للشركاء أو الأزواج أو الأطفال في المستقبل (Albayrak, Yidiz & Erol,2016).
وهناك دراسة أُجريت من قبل مجموعة من العلماء في النرويج في الآثار النفسية طويلة المدى للمراهقين، أشارت نتائج الدراسة إلى أن جميع المتورطين في التنمر خلال فترة المراهقة، سواء من المتنمرين أو الضحايا على حد سواء، عانوا من نتائج عكسية على الصحة العقلية في مرحلة البلوغ، في حين أظهر الضحايا مستوى عالٍ من أعراض الاكتئاب في مرحلة البلوغ، عانت المجموعتان من زيادة خطر الاستشفاء النفسي بسبب اضطرابات الصحة العقلية (نورة القحطاني، 2015، 80).
ويُعد متغيري المهارات الاجتماعية والصلابة النفسية من أهم المتغيرات التي تقي المراهقين من أن يقعوا فريسة لهذا السلوك السلبي، أو أن يكونوا ضحايا له، فمن وجهه نظر الباحثة أن كل من المتنمرين (من يقوم بهذا السلوك)، وضحايا التنمر (من يقع عليه هذا السلوك) هم في النهاية ضحايا له، لأنه يؤثر بالسلب على شخصيتهم وسلوكهم المستقبلي وبالتالي يكونوا أشخاصاً غير أسوياء نفسياً، خاصاً وأن تلك المرحلة تُعد من أهم المراحل التي تكثر بها التغيرات النفسية، وتتشكل فيها هوية المراهق، حيث يتشكل الكثير من معلوماته ومعارفه واتجاهاته وقيمه ومبادئه، ويكتسب ثقته بذاته من خلال مشاركة الآخرين أنشطتهم وتفاعله مع أقرانه.
فالمهارات الاجتماعية تساعد المراهقين على أن يتفاعلوا ويتعاونوا مع الآخرين ويشاركونهم ما يقومون به من أنشطة ومهام وأعمال مختلفة، ويتخذون منهم الأصدقاء وينشأ بينهم الأخذ والعطاء فيكونوا أعضاء فعالين مع مجموعتهم المنتمين إليها، يؤثرون في أعضاءها ويتأثرون بهم.
كما أُشير إلى أن هناك بعض المهارات الاجتماعية التي تحدد الشخصية الاجتماعية للفرد ومن أهم هذه المهارات: مهارة التعبير الإنفعالى، ومهارة الحساسية الاجتماعية، حيث تُسهم هاتان المهارتان في التعامل العاطفي مع الآخرين، والقدرة على التواصل الانفعالي مع الآخرين كفهم الانفعالات، وقراءة المشاعر والعواطف للآخرين، ومن المهارات المهمة أيضاً مهارة التعبير الاجتماعي كالحديث مع الآخرين والبدء بالحوار وإغلاقه عند انتهاء الموضوع بلباقة تامة (أمل حسونة ،منى أبو ناشئ، 2006، 58)
كما تُسهم الصلابة النفسية بأبعادها المختلفة (الالتزام – التحكم- التحدي) من تدعيم إدراك المراهق لأهدافه وقيمه وذاته، وقيم الآخرين وقوانين المجتمع الذي يعيش فيه، وكذلك تدعيم القدرة على التحكم في الأحداث التي يواجهها وتحمل المسؤولية الشخصية لما يحدث له والقدرة على مواجهة المواقف الجديدة وتقبلها والوصول للدرجة المرضية من التكيف الملائم بما يسهم في إحداث الإستجابة المناسبة، وبالتالي في تعمل كوقاية من العواقب الحسية والنفسية للضغوط وتساهم في تعديل العلاقة الدائرية التي تبدأ بالضغوط وتنتهي بالتعب النفسي بإعتباره مرحلة متقدمة من الضغوط
(سيد البهاص، 2002، 391).
وقد أشار (خالد العبدلي،2012) إلى الصلابة النفسية على أنها مركب نفسي هام من مركبات الشخصية التي تقي الفرد من آثار الضغوط الحياتية، وتجعله أكثر مرونة وقابلية للتغلب على تلك الضغوط وحمايته من الاضطرابات النفسية، فهي تعني اعتقاد الفرد حول قدرته على استخدام المصادر النفسية والبيئية المتاحة له، لمواجهة أحداث الحياة الضاغطة.
ولذلك فإن كل من المهارات الاجتماعية والصلابة النفسية يُعدان من المتغيرات الهامة التي تُسهم في تحديد السلوك في مرحلة المراهقة، ومن هنا ونظراً لأهمية هذان المتغيران في تلك المرحلة، فقد تناولتهما الدراسة الحالية في محاولة لإدراك العلاقة بينهما وبين سلوك التنمر، وإمكانية التنبؤ بسلوك التنمر عبر المراحل الارتقائية للمراهقة (المبكرة - الوسطى - المتأخرة)، من خلال متغيري
(المهارات الاجتماعية والصلابة النفسية).