Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة أثرية للحياة السياسية في الإمبراطورية الرومانية
(منذ أواخر القرن الثالث الميلادي – وحتى بداية القرن السابع الميلادي) /
المؤلف
دسوقي, لبني فوزي محمود.
هيئة الاعداد
باحث / لبنى فوزي محمود دسوقي
مشرف / سماح محمد الصاوي
مشرف / إيمان محمد عبد الخالق
مناقش / ماري ميساك
مناقش / ماري ميساك
الموضوع
اثار يوناني.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مج. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
14/8/2022
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم الأثار و الدراسات اليونانية و الرومانية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 527

from 527

المستخلص

دراسة اثرية للحياة السياسية في الإمبراطورية الرومانية
(منذ أواخر القرن الثالث الميلادي – وحتى بداية القرن السابع الميلادي)
السياسة هي كل ما يتعلق بفن حكم الدولة وأسلوبه, وإدارة شؤونها الداخلية, وتنظيم علاقاتها الخارجية مع غيرها من الدول المجاورة, وتعتبر الإمبراطورية الرومانية من أعظم الامبراطوريات التي ظهرت على مر التاريخ نظرًا لتمتعها بتاريخ سياسي حافل بالأحداث الهامة التي أثرت على غيرها من جوانب الحياة داخل الإمبراطورية.
ومن خلال الدراسة اتضح أنه خلال الفترة منذ أواخر القرن الثالث الميلادي وحتى بداية القرن السابع الميلادي تتابع على حكم الإمبراطورية الرومانية عدد كبير من الأباطرة الذين تولوا الحكم في تلك الفترة, كما ظهرت عدة نظم للحكم تنوعت فيما بين:
- نظام الحكم الفردي: وهو نظام للحكم ينفرد من خلاله إمبراطور واحد بحكم الإمبراطورية الرومانية كاملًة, وقد ظهر هذا النظام خلال فترة الدراسة مرات عديدة على فترات زمنية متفاوتة.
- نظام الحكم الثنائي: هو نظام للحكم يقضي باشتراك اثنين من الحكام معًا في حكم الإمبراطورية يحمل كل منهما لقب أوغسطس, ويعتبر هذا النظام من أكثر نظم الحكم شيوعًا في الفترة محل الدراسة.
- نظام الحكم الرباعي: هو نظام جديد للحكم شرعه الإمبراطور دقلديانوس عام 293م ويقضي هذا النظام بوجود أربعة حكام وعلى أساسه كان يتم تقسيم الإمبراطورية إلى أربعة أجزاء؛ لكل جزء إمبراطور يحكمه ومع ذلك ظلت الإمبراطورية الرومانية وحدة سياسية واحدة, وعلى الرغم من نجاخه إلا أنه لم يستمر طويلًا.
- نظام الحكم الثلاثي: نظام سياسي يشترك فيه ثلاثة من الأشخاص معًا في الحكم, وقد ظهر هذا النظام خلال فترة الدراسة لأول مرة بعد وفاة قسطنطينوس وتقسيم الإمبراطورية بين أبنائه الثلاثة ومع ذلك فإنه لم يكن شائع الظهور في الإمبراطورية.
وبما أن السياسة عبارة عن مجموعة من العلاقات الداخلية والخارجية فقد تطرقت الباحثة لعدد من موضوعات تلك العلاقات وكيفية تصويرها في الفنون المختلفة:
وفيما يخص مظاهر السياسة الداخلية فقد تنوعت فيما بين احتفالات سياسية تمثلت في مشاهد الخطاب الإمبراطوري, ومواكب النصر التي تضمنت مشاهد دخول الإمبراطور منتصرًا إلى المدينة ثم تقديمه للقرابين للآلهة كطقس شكر, هذا إلى جانب الاحتفال بتنصيب القناصل كأهم منصب سياسي في الإمبراطورية حتى ولو اقتصر في الفترة الأخيرة على كونه لقبًا شرفيًا؛ فقد اتضح من خلال البحث أنه كان يتم الاحتفال به على حسب شخصية القنصل نفسه, هذا بالإضافة إلى مشاهد العنف السياسي والصراع الداخلي والتي تنوعت فيما بين حروب أهلية والتي نشبت وبكثرة خلال فترة القرنين الثالث والرابع الميلاديين والتي أدت بدورها إلى تدهور كافة الأوضاع في الإمبراطورية, وتعتبر معركة جسر ميلفيا الحرب الأهلية الوحيدة التي تم احياء ذكراها عن طريق تشييد قوس نصر يحمل على جوانبه تصوير مشاهد الحرب كاملًة بدايًة من مشهد الحصار مرورًا بمنظر القتال واظهار انتصار جيش قسطنطينوس على جيش ماكسينتيوس, زمن ضمن مشاهد الصراع الداخلي أيضًا مشاهد التعذيب جاءت نتيجة للاضطهادات الدينية خاصة بعد انتشار الدين المسيحي والتي لم تقتصر على أتباع الديانة المسيحية بل أيضًا الوثنيين, وقد اتضح من خلال الدراسة أنها من أكثر الموضوعات المحببة للفنان المسيحي.
أما عن مشاهد السياسة الخارجية؛ فقد انقسمت علاقات روما بجيرانها من القبائل البربرية إلى علاقات سلمية وأخرى حربية, بالنسبة للعلاقات السلمية؛ فقد جمعت بين روما والقبائل المجاورة علاقات ودية في أوقات السلم وقد جاءت تلك العلاقات عن طريق المعاهدات والتحالفات وكذلك علاقات الصداقة في بعض الأحيان, وقد كان يسمح للبرابرة بالعيش داخل حدود الإمبراطورية الرومانية إما عن طريق منحهم قطعة أرض يقومون باستصلاحها وزراعتها مقابل دفع الضرائب للحكومة الرومانية, أو عن طريق الخدمة العسكرية بالجيش الروماني والتي من خلالها تمكن عدد من هؤلاء البرابرة من الوصول إلى المناصب المرموقة داخل الإمبراطورية, كما تمكن أيضًا عدد منهم من الوصول إلى العرش ولكن بطرق غير شرعية ولذا لم يستمر حكمهم طويلًا, وقد صور الفنان هذه العلاقات السلمية في شكل مشاهد احتفالية تصور استقبال الإمبراطور لأعضاء هذه الأسر البربرية التي انتقلت للعيش داخل الإمبراطورية, كما صورت أيضًا في شكل مشهد مختصر يصور جندي روماني يصطحب بربري من كوخه إلى مكانه الجديد داخل الإمبراطورية.
وأما عن العلاقات الحربية؛ فقد اتضح من خلال الدراسة أنها لم تكن في كثير من الأحيان من أجل التوسع بل كانت إما للدفاع عن حدود الإمبراطورية أو لاستعادة المناطق التي استولت عليها الشعوب المجاورة والتي كانت في الأصل ملكًا للإمبراطورية, ونظرًا لتعدد مظاهر تلك العلاقات فقد قسمتها الباحثة إلى مشاهد حروب ومشاهد ما بعد الحروب:
أما عن مشاهد الحروب؛ فقد جاء تصويرها في الفنون المتعددة سواء الكبرى أو الصغرى بأساليب فنية متنوعة ويرجع ذلك إلى رغبة الفنان الملحة إلى اظهار مدى قوة الإمبراطور الحربية وتفوقه العسكري.
وأما بالنسبة لمشاهد ما بعد الحروب فقد جاءت في شكل موضوعين أساسيين:
- تصوير الأسرى ومشاهد الخضوع: والتي كانت من الموضوعات المحببة للفنان الروماني؛ إذ اتضح من خلال البحث أنها أكثر موضوعات السياسة الخارجية تمثيلًا في الفن والتي جاءت مصورة بأساليب فنية متعددة سواء في فن النحت أو على ظهر الكثير من العملات مما يدل على كثرة الانتصارات الرومانية في تلك الفترة, وقد صورت إما في شكل موضوع سردي كما جاء في فن النحت, أو بصورة مختصرة كما جاء على العملات.
- تصوير المفاوضات ومشاهد تقديم الجزية: والتي لم تكن شائعة الظهور في الفن خلال الفترة محل البحث؛ فقد اقتصر تصويرها على فن النحت فقط وخاصة اللوحات المعمارية على قوس نصر الإمبراطور جاليريوس, إحدى تلك اللوحات تصور مشهد التفاوض والأخرى تصور موضوع تقديم الجزية والهدايا من قبل الفرس إلى الإمبراطور جاليريوس.
ومن خلال الدراسة اتضح أن الحياة السياسية لم تكن قاصرة على الرجال فقط؛ بل ظهرت عدة شخصيات نسائية كانت لها دورًا هامًا وبارز ليس فقط في الجانب السياسي بل أيضًا في كافة الجوانب الحضارية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وغيرها؛ وقد تمكن عدد منهن من الوصول إلى العرش وتولى الحكم بعدة طرق كان أهمها الوصاية بأن تكون وصية على ابنها الصغير الذي لم يبلغ سن الرشد مثل الإمبراطورة جالا بلاسيديا التي كانت وصية على ابنها فالينتينيانوس الثالث, أو أخيها الأصغر منها كما حدث مع الإمبراطورة بولخيريا والتي تولت الوصاية على أخيها ثيودوسيوس الثاني, وفي بعض الأحيان تكون وصية على زوجها الإمبراطور نفسه مثل الإمبراطورة صوفيا التي أصبحت حاكمة للإمبراطورية عن طريق وصايتها على زوجها جوستينوس الثاني بعد أن اختلت قواه العقلية, هذا إلى جانب أنها كانت تحمل لقب أوغستا أو إمبراطورة بعد زواجها من الإمبراطور مباشرة أو بعد تولي زوجها منصب الإمبراطور, وقد تمثل الدور السياسي الأهم للإمبراطورة في انجاب ورثة العرش حتى تضمن استمرارية حكم الأسرة.
ومن خلال الدراسة اتضح أن أسرة الإمبراطور ثيودوسيوس كان لها النصيب الأكبر من حيث عدد السيدات الإمبراطوريات المؤثرات في سياسة الإمبراطورية خلال تلك الفترة.