Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
آليــات الخطـاب الحجـاجي في ديوان بشار بن برد :
المؤلف
الشرقاوي، إيهاب خالد سعد.
هيئة الاعداد
مشرف / إيهاب خالد سعد الشرقاوي
مشرف / محمد حسن عبد الله
مشرف / ربيـع عبد العـزيز
مشرف / ربيـع عبد العـزيز
الموضوع
Qrmak ديوان بشار بن برد
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
271 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - قسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 278

from 278

المستخلص

يعد الخطاب منظومة لغوية مقعدة وموجهة لتحقيق مقصديات معينة أهمها التأثير في الآخر؛ إذ يستثمر الخطاب عامة -والخطاب الشعري بشكل خاص- إمكانات اللغة وأدواتها التي تدفع المتلقي إلى التأثر والاقتناع والتسليم بالأطروحات التي تعرض عليه؛ لذا تنامى الاهتمام بنظرية الحجاج بوصفها أحد أهم أركان التداولية، ولدورها في مقاربة مختلف الخطابات الأدبية والفلسفية والاجتماعية، إذ أصبحت آلية ناجعة يستند إليها طرفا عملية التواصل؛ بغرض الاستمالة والتأثير والإقناع.
استنادًا إلى هذا المعنى، فإن الحجاج ليس ظاهرة حديثة، بل إن له جذورًا امتدت إلى فلاسفة اليونان ومفكريهم؛ سقراط وأرسطو، وكذلك إلى علماء المسلمين كما عند البلاغيين العرب وأصحاب علم الكلام، ومن هذه الجذور والأفكار تراكمت مبادئ عرفت -مؤخرًا- باسم نظرية الحجاج؛ التي حاولت تحقيق طموحات البلاغيين الذين أرادوا نظرية تتعدى الجانب الشكلي للعبارة إلى دراسة منطقية الأساليب والطرق المعتمدة لإقناع السامع بما يعرض عليه من مواقف وتصورات.
من هنا جاءت فكرة هذه الدراسة، التي تطمح إلى أن تقارب -حجاجيًا- ديوان بشار بن برد، تحت عنوان: ”آليات الخطاب الحجاجي في ديوان بشار بن برد؛ دراسة تداولية”؛ للكشف عن تقنيات الحجاج وطرائقه، وعن تشكلات البنية الحجاجية وأنواعها وعلاقاتها وروابطها المختلفة في ظل استعمالات تداولية حجاجية؛ إذ لا يمكن النظر لمدونة الدراسة بوصفها نظامًا لغويًا معزولًا عن الاستعمال والتداول، وإنما بوصفها نتاجًا ضمن سياق تواصلي يروم لخطابه القدرة على الفعل والتأثير في الطرف الآخر.
أولًا- جدارة الموضوع بالدرس ترجع إلى:
1- عدم وجود دراسات أكاديمية؛ رسائل ماجستير أو دكتوراه في الجامعات المصرية والعربية –على حد بحثي- تناولت آليات الحجاج وتقنياته بصورة مفصلة في ديوان بشار بن برد.
2- خلط بعض القدماء والمحدثين بين الحجاج والجدل، الأمر الذي ترتب عليه تبني مواقف رافضة لقيام حجاج في القرآن والشعر.
3- ما انتهيت إليه من قراءة الديوان؛ حيث تبين لي أن للحجاج فيه حضورًا بارزًا، ممثلًا في مجموعة كبيرة من الأدوات الإجرائية الحجاجية التي شكلت ملامح النتاج الشعري لبشار، ووسعت إمكانية مد جسور التواصل بين الدرس اللساني الحديث والتراث العربي.
4-استحضار بشار للسياق بمجمل عناصره في ضوء خلفياته المعرفية المتشبعة بالفكر والفلسفة واللغة والبلاغة والمنطق؛ مما أتاح له تطويع اللغة لخدمة أسلوبه الحجاجي.
5- غزارة النتاج الشعري لبشار وتنوع أغراضه، بالإضافة إلى تمكنه من اللغة العربية، وقدرته على تطويعها للدفاع عن أفكاره ومعتقداته.
ثانيًا- أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة - على مدار خطتها- إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، وهي على النحو الآتي:
1-بيان الاتصال الوثيق بين الشعر والحجاج؛ ردًا على بعض الرؤى التي ترفض وجود الحجاج في القرآن والشعر؛ حتى لا يخرجا إلى الخطابة، بعد أن تساوى لديهم الحجاج بالجدل، وتفنيدًا لدعوى انفصال الحجاج والشعر؛ بحجة أن الشعر تجربة فردية لا تلقى قبول المستمع الكوني كما في الحجاج.
2-الكشف عن الآليات الإجرائية الحجاجية وأدواتها التي شكلت ملامح النتاج الشعري لبشار على مستوى اللغة والبلاغة ووسائل الإثارة.
3- استعراض أشكال بنية الحجاج داخل المدونة، والوقوف على أثر ثقافة بشار ونزوعه النفسي، فضلا عن ممارسات حياته العملية وسلوكياته في توظيف تلك البنى أو تغليب إحداها على الأخرى.
4- الوقوف على أهم الروابط والعوامل الحجاجية التي وظفها بشار داخل الديوان، وطرائق توظيفه لها والإفادة منها داخل الأبنية الحجاجية.
ثالثًا- البحوث و الدراسات السابقة:
أما عن الدراسات السابقة لهذه الدراسة، فلم أجد –على حد بحثي- مقاربة أكاديمية (رسائل ماجستير أو دكتوراه) تناولت آليات الخطاب الحجاجي في ديوان بشار بن برد بصورة تفصيلية، لكن هناك دراسات تعرضت لأمور جزئية تتعلق بالشاعر والمنهج التداولي بشكل مقتضب، أذكر منها ما يأتي:
1- فاطمة الزهراء ويس: حجاجية الصورة البيانية في الخطاب الشعري، نماذج من ديوان بشار بن برد؛ مقاربة تداولية، رسالة ماجستير، كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة العربي بن مهيدي الجزائر، 2012م. وهي دراسة قوامها (126) مائة وست وعشرون صفحة، مقسمة على مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة بأهم النتائج، ثم قائمة بالمصادر والمراجع، وقد اعتمدت المنهج التداولي، فناقش الفصل الأول مفهوم مصطلح الحجاج ووسائله وآلياته، وأنواع الحجج، وعلاقة الحجاج بالتداولية، في حين تناول الفصل الثاني حجاجية الصورة في بعض القصائد، وذلك باستخراج بعض الصور التشبيهية والاستعارية والكنائية، وبيان قوتها الحجاجية داخل القصائد.
2- هيثم سرحان: الخطاب الحجاجي في شعر بشار بن برد؛ مقاربة سيميائية في تحولات الهوية الثقافية، بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى، العدد: الحادي عشر، 2013م، ويتكون البحث من (33) ثلاث وثلاثين صفحة، حاول الباحث -خلالها- أن يكشف عن بناء الخطاب الحجاجي ومكوناته وآلياته عبر مقاربة سيميائية، وفي سبيل تحقيق ذلك، ناقش الباحث مفهوم الحجاج وعلاقته بالسيميائية، ثم قام بالتطبيق على قصيدة ”هل من رسول مخبر”، فكشف خلالها عن تمثلات الهوية الثقافية والهوية المضطربة لدى الشاعر، وشعوره بالاغتراب نتيجة التحديات التي واجهها، فأدت به إلى درجة قصوى من الخصومة مع الهوية العربية، وقد قسم الباحث مكونات الخطاب الحجاجي إلى الافتخار بالأصول الفارسية، والتعريض بالهوية العربية، الاعتداد بالفرس ودورهم في بناء الحضارة العربية، وتعقب الباحث الدلالات السيمائية الكامنة وراء مفردات كل قسم منها.
3- ناصر شاكر الأسدي: النسق الشعري عند بشار بن برد؛ دراسة تداولية، بحث منشور بمجلة آداب البصرة، جامعة البصرة، العدد: 70، 2014م. جاء هذا البحث في (26) ست وعشرين صفحة، وتناول مجموعة الأنساق التي وظفها الشاعر في ظل المنهج التداولي؛ وهي: الفراغ التداولي وهيمنة النص الشعري، والمركزيات وعبور نسق الذات، والنسق الأعمى في صور بشار، وتداولية الارتجال وكسر أفق التوقع.
ما تختلف فيه دراستي عن هذه الدراسات:
1- أن الدراسة الأولى اقتصرت على حجاجية الصورة البيانية وحسب، بل إنها أغفلت المجاز ولم تعرض له بوصفه ضلعًا رئيسًا في تشكيل الصورة البيانية، وبالرغم من أن البحث قائم على التطبيق، فإن التطبيق لم يأخذ حيزًا كبيرًا؛ حيث شغل إحدى وخمسين (51) صفحة من إجمالي (126) مائة وست وعشرين صفحة، يضاف إلى ذلك: أن الدراسة فصلت التنظير عن التطبيق، فجعلت لكل منهما فصلا مستقلاً، الأمر الذي قد يحدث إرباكًا للقارئ؛ لأنه افتقد النموذج التطبيقي الذي يعد إضاءة للمصطلح أو لأحد عناصر النظرية المطروحة للدراسة.
2- وحاولت الدراسة الثانية أن تكشف عن بناء الخطاب الحجاجي وآلياته عبر مقاربة سيميائية، قامت على محاورة النصوص واستنطاق الدلالات الكامنة وراء الملفوظات، غير أن حديث الباحث عن الحجاج كان مقتضبًا، وسرعان ما يذكر الملفوظ الحجاجي، ثم ينتقل للحديث عن الدلالات السيميائية، يضاف إلى ذلك: أنه لم يقم بالتطبيق والتحليل إلا على قصيدة واحدة كما أشرت من قبل.
3- أما الدراسة الثالثة، فقد قامت على المنهج التداولي، غير أنها لم تتطرق للجانب الحجاجي لا من قريب ولا من بعيد.
4- أما عن دراستي، فقد اعتمدت على المنهج التداولي، مع تفصيل القول في باب الحجاج؛ فتعرضتُ لتقنيات الخطاب الحجاجي وبنيته وتمثلاته، وتناولت مرتكزات الحجاج وأدواته اللغوية في ”ديوان بشار بن برد” دون الاقتصار على قصيدة محددة أو على جزء معين من الديوان، كما أنني زاوجت بين التنظير والتطبيق بالقدر الذي يضيء مبادئ النظرية ومفاهيمها، دون أن يطغى التنظير على التطبيق.
رابعًا- منهج الدراسة:
سوف تعتمد هذه الدراسة على المنهج التداولي بوصفه أقرب أداة إجرائية تظهر أوجه استعمال الحجاج في النص وبنيته وعلاقاته، فإدراج الحجاج في المباحث التداولية أمر قد جرى في عرف الباحثين بوصفه أحد أهم أركان التداولية( )، التي تسعى إلى قراءة الظواهر اللغوية في مجال استعمالها؛ لرصد مختلف التقنيات والأساليب التي يعتمد عليها الأديب في إقناع الآخرين، على مستوى اللغة والبلاغة والموسيقى، وللنظر في بنية الحجاج وعلاقاته الحجاجية كعلاقة التتابع والسببية، وإلى غير ذلك من الروابط والعوامل الحجاجية.