Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الارجاف فى الفقة الاسلامى :
المؤلف
النموري، مراد تيسير عوض.
هيئة الاعداد
باحث / مراد تيسير عوض النموري
مشرف / محمود محمد حسن
مشرف / محمد على جمال الدين
مناقش / فتحية محمود الحنفى
مناقش / اسماعيل محمد عبدالرحمن
الموضوع
الشرع. الارجاف. الفقة الاسلامى. الشريعة الاسلامى.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (344 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
قانون
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الحقوق - قسم الشريعة الاسلامية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 344

from 344

المستخلص

وإن من الأمور التي حذرنا منها ديننا الحنيف: تهييج الفتن وإذكاءها، ونشر الأباطيل وترويجها، وافتراء الأكاذيب وتلفيقها، وتحريف الحقائق وتزييفها، وإثارة الشبهات والتشكيك في الأحداث المهمة، وإثارة القضايا المدلهمة، وتهويل الأمور الهيِّنة وإثارة المخاوف، وكل شيء من شأنه أن يجعل أمر المسلمين ودينهم وبلادهم في خراب ودمار. وهذه المصائب العظيمة، والبلايا الجسيمة، تجتمع في الإرجاف الذي أضحى سلاحًا فتاكًا في أيدي الأعداء، ينخر في كيان المجتمع الإسلامي من الداخل والخارج، ومن يعاونهم من فسّاق المسلمين وجهّالهم، حتى لا يكاد أن يمر يوم لا تسمع فيه للمرجفين وشاية ولأهل الفتن حكاية، عبر وسائل الإعلام التي كثرت وتنوعت أساليبها واستغلها أعداؤنا بشكل واضح، وأصبح نشر وانتقال الإرجاف إلى كل مكان في يسر وسهولة، فشبكة المعلومات الدولية أصبحت أرضًا خصبة لنشر الإرجاف الذي يكون له الأثر الخطير في الفرد والمجتمع وكذلك في الأمن وفي الدولة بشكل عام. والشريعة الإسلامية هي المنهج الرباني الصالح لكل زمان ومكان، والتي جاءت كل تعاليمها ومنهجها في مصلحة الفرد والمجتمع، ولم تغفل التنبيه على كل ما له ضرر على الفرد والمجتمع، ومن ذلك: الإرجاف، فقد جاءت أحكامه بهذا الشأن بالتحذير والنهي عن ترويج مثل هذا الفعل ووجوب التثبت من الأخبار قبل التحدث بها، وذلك بنص القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً﴾( )، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين﴾( )، فهم يريدون تخذيل المسلمين عن المواجهة، وإماتة النصرة الإسلامية في نفوس المسلمين لإخوانهم، وإيقاف عمل الدعوة والإصلاح والصدقات، وجعل المسلم بعيدًا عن دينه، أسيرًا لهذا الإرجاف، وتشجيع أهل الباطل، وتشجيع أهل النفاق ليظهروا رؤوسهم، ونظرًا لخطورة هذا الأمر، فموضوع الإرجاف طرحه مهم في هذا التوقيت الذي تاهت فيه الأمة عن هويتها وعن عزتها وكرامتها، لقد ابتليت أمتنا الإسلامية على مر الأزمنة منذ الصدر الأول - عهد النبوة - الى وقتنا الحاضر بصنف من الناس قلوبهم مريضة، وأفعالهم خبيثة، وأقوالهم خطيرة، وألسنتهم لاغية، وأخبارهم موهنة، بغرض إحداث الاضطراب، وزعزعة الأمن والاستقرار، فالإرجاف يضرب شتى مناحي الحياة، بل ينحت في بناء الاستقرار النفسي والروحي نحتًا خطيرًا، وينخر في كيان الأمن كما ينخر السوس في العظام من داخلها، ويثير في النفوس والقلوب قدرًا من الأرق والقلق والاضطراب، ويشعر عامة الناس والأجيال الناشئة بأنهم يعيشون في حالات رعب وهلع لما يرون من هذا الإرجاف وهم لا يعرفون أسبابه ودواعيه؛ مما جعلني - وبكل جد وحماس وجرأة وبأس - أخوض غمار هذا البحث؛ لكثرة الإرجاف في عصرنا الحاضر، حيث ابين فيه حكم الشرع واسبابه وآثاره ودوافعه وأشكاله ووسائله وكيف تتم مواجهته؛ حتى ينكشف اللثام عن وجوه اللئام، ساعين بكل ما يمكننا من جهد للوصول الى الحق في قول اللسان وما يخطه القلم، ومتوكلين على الكريم الوهاب وهو الموفق للصواب من خلال بحثي عن الدراسات السابقة لموضوع الإرجاف، اتضح لي - بعد مطالعة - وجود عدد قليل من الكتيبات المختصرة والمقالات أو بعض الخطب المنبرية التي تطرقت لموضوع الإرجاف، وكذلك عدم وجود أي دراسة علمية شاملة تنظر إلى الموضوع من جميع نواحيه، فضلاً عن كونها دراسة مقارنة بين الفقه والقانون. لكن هنا تنبيه ينبغي الإشارة إليه وهو: أن الدراسات السابقة التي تطرقت لموضوع الشائعات، لم تتحدث عن الإرجاف بمفهومه الدقيق والشامل، وأشكاله المتعددة، وعناصره الرئيسة، كونه أحد المفاهيم الأقرب صلة بالإرجاف مع وجود بعض الاختلافات بينهما، وكذلك بعض صور الإرجاف التي قد تدخل في مسمى الشائعات، مع عدم التسليم بهذا الارتباط، وأقرب ما يكون فيها هو التوافق في بعض العناصر المشتركة بينهما، كعنصر للإذاعة والنشر. وهذه الدراسات المتعلقة بالشائعات مهمة جدًا؛ لأن الشائعات لها أثر بالغ على الفرد والمجتمع، وهي سلاح أشدّ فتكًا من الأسلحة النارية بالأمة؛ إذ يفرّق أهله، ويسيء ظن الناس بعضهم ببعض، ويفضي الى عدم الثقة بينهم، بل تؤدي الى الفتنة والوقيعة بين الناس، وتعمل على تعميق الأزمة وتوسيع نطاقها، وبهذا تتضخم وتصبح مؤثرة الى الحد الذي تعجز معها السلطات في الدولة، وكذلك أجهزة الإعلام من مواجهتها والتعامل معها، فهي سلوك غير مرغوب فيه، في أي مجتمع من المجتمعات البشرية، ولها عواقبها الوخيمة عليه، فهذه الدراسات لها الفضل الأكبر في الحد من ظاهرة الشائعات، وتثقيف الفرد والمجتمع في التثبت من الأخبار والمعلومات التي يتناقلها الناس. أما الإضافة العلمية الجديدة التي سيقدمها هذا الموضوع فمن نواح عديدة، من ذلك: إنه يمكن القول من ناحية طرح موضوع جديد لم يبحث من قبل كدراسة علمية شاملة وبتوسع، وكذلك إثراء الموضوع وتجليته بعدة مسائل، كذكر نبذة تأريخيه عنه، والدوافع والأسباب، والوسائل المستخدمة والموصلة إليه، والوقاية منه.