Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
رسم الشخصية الروائية بين همنجواي ويوسف إدريس
”دراسة مقارنة لأعمال مختارة للروائيين”
/
المؤلف
إسماعيل، أحمد الديداموني محمد .
هيئة الاعداد
باحث / أحمد الديداموني محمد إسماعيل
مشرف / أحمد محمد عوين
مشرف / يحيى كامل السيد
مشرف / محمود الصيغ
الموضوع
الرواية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
260ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
24/7/2022
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 238

from 238

المستخلص

يعد عنصر الشخصية أهم مرتكزات الرواية، وأحد محددات الفن السردي بوجه عام، فلا يقوم النسيج الروائي دون مكون الشخصية؛ وهذا ما يجعل الشخصية الروائية من أهم مداخل النقد الروائي، وهو العنصر الذي يشمل عملية بناء الشخصية، بكل ما تشمله تلك العملية من تحديد لأبعاد الشخصية، وبما تحتوي عليه من خصائص داخلية وخارجية واجتماعية، وطرق تقديم الشخصية، فضلا عن تصنيفها، ودراسة العلاقات الناشئة بينها وبين بقية عناصر البنية السردية.
ويهدف بعض كتاب الرواية أن يجعلوا رواياتهم متسمة بالواقعية الإيجابية نحو مجتمعاتهم؛ بهدف المشاركة في حل المآزق التي يتعرض لها المجتمع، فأصبحت الرواية ذات مفعول إيجابي، ومساهمة فعالة في حل هذه المشكلات، وتبصير الإنسان بقضاياه، وهي تقنيات يستخدمها الكاتب في إنجاح عمله الروائي، فهو يعول في رواياته على الرؤية وقدرته على التخيل، ويعتمد هذا التشكيل على الحدث النامي الذي يتشكل من خلال شخصيات متفاعلة مع الأحداث والوسط الذي تدور فيه هذه الأحداث.
وعند تدقيق النظر في روايات إرنستهمنجواي نجده يهتم اهتماما بالغا بعنصر الشخصية، فيجعله محورا مهما في العمل الروائي؛ لذلك اخترته موضوعا لدراستي في هذا الجانب.
وقد وفق همنجواي في رسم ملامح شخصياته مع تتبع موقفهم من الواقع الاجتماعي الذي يعيشون فيه، فجاءت شخوصه مقنعة يتلقاها القارئ على أنها نموذج حي للشخصية المعاصرة.
أما يوسف إدريس يعد من الأدباء الذين تحملوا مسئوليات مجتمعهم ومشكلاته، فهو ابن زمانه ومكانه، ابن المؤثرات الكبرى التي كونت شخصيته وأحلامه، لكنه استخدم أسلوبًا مختلفًا عن غيره؛ ليشكل ملامح إبداعية خاصة به،وذلك من خلال تطوير رؤيته الخاصة ليصب في النهاية في مصلحة مجتمعه، فأعماله الروائية تفرض نفسها بتميزها، وسحرها الخاص.
والشخصية في روايات يوسف إدريس شخصية خاصة؛ فهو يختار فئة معينة من فئات المجتمع ثم يرصد إيقاع الأحداث اليومية مع رسم ملامح الشخوص ساكني هذه المنطقة، الأمر الذي يؤكد أنه ابن هذا المجتمع، حيث تشبع بعاداته، وامتزج بتقاليده، وتشرب واقعه بكل مرارته وحلاوته من خلال المعايشة المباشرة مع أصحاب هذا المكان.
ومن الملاحظ أيضًا أن يوسف إدريس قد عرض لنا الشخصية المأزومة، والشخصية اللامبالية، والشخصية الجادة القلقة عن طريق واقع اجتماعي متخلخل يسوده الجهل والتحلل من المبادئ والقيم.
كما نجد يوسف إدريس في رواياته يتتبع ملامح هذه الشخصيات وتكوينها بأسلوب متماسك وشيق، فمن خلاله يعكس واقع القيم الأخلاقية التي اهتزت بشدة، كما إنه يرصد مدى توتر العلاقة بين الشباب والسلطة بسبب الإحباطات الشديدة التي تفرضها السلطة على هؤلاء الشباب، فهو يسبح في أعماق شخصياته راصدًا ما يجرى في أعماقها من غليان وإحباطات، ومن الملاحظ أيضا إن كل شخصيات يوسف إدريس تجمعهم الغربة والتمرد الذي غالبًا ما ينتهي إلى إحباط شديد، بسبب اصطدامها بالواقع الخارجي.
والسبب الذي جعل الباحث يجمع بين الروائيين -يوسف إدريس وهمنجواي- أن بينهما الكثير من الأرضية المشتركة:
أولا: قد عمل كلاهما في الصحافة، فيوسف إدريس نشر مقالا في مجلات ثورية حتى سجن وأبعد عن الدراسة، كما إنه أسهم في تحرير مجلة التحرير التي أصدرها الجيش بعد قيام ثورة يوليو 1952م، فضلا عن ذلك كتب عددًا من المقالات في مجلة (صباح الخير)، ثم بعد ذلك كتب في جريدة الجمهورية، وبالطبع كتب فيها عددًا من المقالات وبعضًا من القصص مثل قبر السلطان والمستحيل وقاع المدينة.
أما همنجواي أثناء دراسته للثانوية عمل صحفيًّا في صحيفة Trapez and Tabula في القسم الرياضي وبعد أن تخرج في الثانوية عمل صحفيًّا في جريدة Kanas city Star ،ثم عمل موظفًا في Toronto Star، وعمل صحفيًّا في جريدة In Out Time ، عمل همنجواي مراسلا حربيًّا عام 1941م حيث الحرب العالمية الثانية.
ثانيًا: كلاهما خاض الحروب والثورات، فيوسف إدريس أثناء دراسته للطب اشترك في عدد من المظاهرات ضد المستعمرين البريطانيين وضد الملك فاروق، ثم بعد ذلك انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال ضد المستعمرين الفرنسيين، فأصيب بجرح؛ لذلك منحه الجزائريون وسامًا لتقديرهم لجهوده في سبيل حريتهم، وحينما عاد إلى مصر كتب في جريدة الأهرام سنة 1973م فقد اعترف به كاتبًا مهمًّا من كتاب عصره.
أما همنجوايفقد انضم كسائق إسعاف في الجيش الإيطالي في الحرب العالمية الأولى، وأثناء خدمته فاز بالميدالية الفضية الإيطالية تقديرًا لشجاعته، لكنه أصيب بعدة إصابات دخل على إثرهم المشفى في ميلان.
ثالثًا: عانى كلاهما في بداية حياته من الفقر والفاقة، فيوسف إدريس ولد في فاقوس وكان يعمل فلاحًا بالأجرة مع والده، أما همنجواي ولدفيسيسيرو في شيكاغو، ثم ذهب به والداه إلى شمال ميشيجان في كوخ العائلة، وهناك تعلم الصيد.
رابعًا: كلاهما حصل على عدد من الجوائز تقديرًا لمهارتهم فيوسف إدريس حصل على وسام من الجزائر 1961م، وعلى وسام الجمهورية 1963م، وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980م.
أما همنجوايتوج بجائزة ”بوليتزر” في الصحافة عام 1953 وجائزة نوبل في الأدب 1954، عنرواية ”الشيخ والبحر”، وتحول منزله في كوبا إلى متحف يضم مقتنياته.
خامسًا: إن ”رسم الشخصية ” هو العنصر البارز والمسيطر على أسلوب هذين الروائيين ؛مما سيتيح الفرصة أمام الباحث كي يستكشف جوانب سردية جديدة، مثل استخدام زوايا الرؤية الخيالية والرؤية القولية معًا في إنشاء عالم محكوم بقوانين النسبية . ومثل استخدام التنوع في أساليب رسم الشخصية؛ لرسم صورة متفردة لكل سارد.
سادسًا: إن دراسة هذه الروايات حسب المنهج المحدد، تقدم سندًا على عدم انغلاق النص على قضايا شكلية أو لغوية أو علي أعمال بهذه الجوانب دون سواها؛ فيوسف إدريس وهمنجوايمن أبرز المنادين بتحميل الأدب بالقضايا السياسية والأيديولوجية،وبخاصة في الفترة التي كتبا فيها هذه الروايات، وجاءت هذه الروايات كذلك زاخرة بالفكر الأيديولوجي والرؤى السياسية. ومن هنا ستستطيع أن تثبت هذه الدراسة أن العمل الأدبي لا يتجزأ،وأن المدخل المناسب لدراسة المضمون في العمل الأدبي الروائي هو رسم الشخصيات.
سابعًا: إن دراسة شخصيات هذه الأعمال هي المفتاح الأول لتفسير أي عمل قصصي أو روائي عند الكاتبين؛ وذلك لاهتمامهما بعنصر الشخصية في هذه الاعمال أكثر من غيرها.
ثامنًا: إن الشخصية في هذه الأعمال ليست عنصرًا من عناصر البناء الروائي فحسب، وإنما العمود الفقري الذي تستند إليه باقي عناصر البناء الروائي عندهما.
تاسعًا: إن دراسة الشخصية من كافة جوانبها في هذه الأعمال تفيد في فهمنا للأشخاص الذين نتعامل معهم، وتساعدنا على التنبؤ بسلوك الشخصيات في الأعمال الأخرى.
حدود الدراسة :
- وعند حدود المادة الروائية التي سيعتمد عليها الباحث في موضوع الدراسة فنراها ممثلة في ثماني روايات وهي روايات (البيضاء – الحرام – العسكري الأسود – العيب