الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 207 |  |  |
| | | from | 207 | | |
المستخلص
إن المشكلات البيئية التي هددت الأحياء في السنوات الأخيرة كانت كفيلة لفرض نفسها على التفكير الإنساني، فبعد أن ظلت المجتمعات الصناعية على وجه الخصوص تعامل البيئة على أنها مصدر دائم للموارد لا ينضب؛ تغير الفكر وبدأ التفكير في محاولة فهم أفضل للعلاقة بين المجتمع والبيئة الطبيعية، والعمل على تحقيق التوازن بين تلبية حاجات المجتمع من ناحية، والمحافظة على البيئة من ناحية أخرى بدلًا من التسابق على استنزافها. الأمر الذي دفع العالم إلى محاولة فهم أفضل للعلاقات التي تخص قضايا مثل: الطاقة والمياه والممرات البحرية ومشكلات الفقر والصراعات البيئية وقضايا اللاجئين البيئيين، وغيرها من القضايا السياسية البيئية الشائكة المرتبطة بسلوك الإنسان. ومع تبني مثل هذه المفاهيم، كان لابد من تطوير أُطر فكرية جديدة لتحليل العلاقة فيما بينهما.
من هنا كانت العلاقة وثيقة بين الممارسة السياسية والبيئة التي تُمارس فيها، بل إن الأمر وصل لأبعد من ذلك عندما ارتبطت السياسات الاستعمارية بالموارد البيئية، سواء أكانت بهدف استغلال ثروات البلاد، أم كانت بهدف تأمين إستراتيجي يتعلق بقضايا المياه والممرات المائية مثلاً. لقد تحول الفكر الاستعماري من الاستعمار الكلاسيكي القديم الذي اعتمد على القوة العسكرية، إلى استعمار من نوع آخر من خلال التقنيات الحديثة يفرض السيطرة تحت شعارات التنمية والديمقراطية.
وأمام كل هذه المشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها في عصرنا الراهن، والتي أصبحت تهدد البشرية بأكملها، قفز إلى الحياة الفكرية علم البيئة، أو ما يعرف بـاللاتينية ( الإيكولوجيا Oecologia)، الذي يعني على الصعيد السياسي البحث في المشاكل البيئية، بمعنى عواقب التغير البيئي ومدى تأثيره على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.