Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اِسْتِدْعَاءُ التُّرَاثِ
فِي شِعْرِ ابْنِ فُرْكُون الأنْدَلُسِيِّ /
المؤلف
مصطفى ، إبراهيم صالح محمد .
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم صالح محمد مصطفى
مشرف / مرسي السيد مرسي الصباغ
مشرف / أحمد محمد محمد عطـا
مشرف / حمدي أحمد محمد حسانين
الموضوع
العشر الاندلس.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
350ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
12/3/2022
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادبها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 367

from 367

المستخلص

الشاعر هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان القُرشي( ) المعروف بابن فُرْكون، وأبو الحسين اسمه لا كنيته، ويبدو أنه كان من المشهور عند الأندلسيين التسمية بما يشبه الكُنية( )، ولأبي الحسين بن فُركون بعض إشارات في ديوانه تعضد ذلك الرأي منها قوله:
أيَا يوسُفًا في الحُسنِ أم في المُلْكِ
أُزيلُ به صَرْفَ الخُطوبِ الحُلْكِ
نظامي كَدُرٍّ رائقٌ في السِّلكِ إذ قُلْتَ أبو الحُسَيْنِ عبدي مِلْكي( )
كان والدهأبو جعفر أحمد بن فُركونأحد تلاميذ لسان الدين بن الخطيب، وعمل بالكتابة في ديوان الغَنِيِّ بالله بترشيح من أستاذه ابن الخطيب وقد أثنى عليه ابن الخطيب في بعض كتاباته، ثم ذَمَّه في ( الكتيبة الكامنة) بعد أن انقلب أبو جعفر أحمد بن فركون ضده وانضم إلى ابن زمرك والنباهي في التحريض على ابن الخطيب ومعاداته في محنته التي انتهت بمقتله.
وقد حَلَّ هذا الوالدُ محلَّ ابنِ الخطيبِ في بلاط الغني بالله، وخلال عهد ابنه يوسف الثاني، وحفيده محمد السابع _ الذي بطش بابن زمرك – لكن ذلك الوالد قد استطاع بذكائه أن يهرب من الدسائس بترك الكتابة وتولِّي القضاء، وظل به حتى آخر حياته حيث مات بعد أن تجاوز السبعين في عهد الملك الناصر أبي الحجاج يوسف الثالث ، مخدوم ولده الشاعر أبي الحسين بن فركون
وكان لهذا الوالد بعض الأشعار التي ذكر بعضها ابن الخطيب، وذكر بعضها ابنه الشاعر أبو الحسين ابن فركون في كتابه:” مُظْهِر النُّور الباصِر في أمداح المَلِكِ الناصر”، الذي جمع فيه مدائحه ومدائح معاصريه في مخدومه يوسف الثالث.
وقد وُلد أبو الحسين بن فُركون حوالي 781ه حسب ترجيح محقق الديوان، وورث عن أبيه ذكاءه الحاد ونبوغه المبكر، وامتلك كثيرًا من مؤهلاته كجَمال الخط، وجَودة الإنشاء وإتقان الشعر، وهي مواهب مدحه بها بعض معاصريه على نحو ما نرى في قصيدة وجهها إليه الفقيه القاضي أبو الفضل بن جماعة حيث يقول:
فأنتَ الذي فُقْتَ الأنامَ براعةً فَنَظْمٌ تَوَدُّ الزُّهْرُ ناصِعَ دُرِّهِ ونَثْرٌ يَودُّ الزَّهْرُ رونقَ حُسنِهِ وخَطٌّ يُباهي الروضَ غِبُّ حيائِهِ
فأنتَ فَريدُ العصرِ غيرَ مُنازَعٍ
وأضحى إياسٌ عن ذكائكَ مُنْحَطًّا على نَحْرِها سِمْطًا وفي أُذْنِها قُرْطا إذا لقِيت مِن وابلٍ هاطِلٍ قِسْطا فإنْ خَطَّ فالوَشْيَ اليَمانِيَّ قد حَطَّا
وَمُنكِرُ ذا عَينَ الحقيقةِ قد غَطَّى( )
مما جعله يتطلع وهو لم يزل شابا يافعا إلى الانخراط في ديوان الإنشاء، ويبدو أن الأمر قد تأخر عليه بعض الشيء، مما حدا ببعض معاصريه من الوجهاء الذين كانوا يعترفون له بالسبق، ولوالده بالفضل، إلى نُصحه بالصبر حتى تأتيه الفرصة التي يصبو إليها، ومن ذلك ما وجهه إليه قاضي الجماعة الشريف أبو المعالي السبتي حين قال:
أبا الحُسَيْنِ رُوَيْدًا سوفَ تَنْهَلُ مِن

وِردِ الأماني غَمْرًا غيرَ ما ثَمَدِ






وتَبلُغُ الغايةَ القُصوَى على مَهَلٍ
إلى ذُرى رُتَبِ العَلياءِ فاتئدِ( )
وجاءته الفرصة عندما مات محمد السابع، وبويع يوسف الثالث، الذي كان قد ذاق مرارة السجن وهُدِّد بالاغتيال، حيث نصحه بعض أعلام عصره بأن يتقدم إلى السلطان الجديد ببعض مدائحه، فكتب عدة قصائد يهنئ فيها السلطان الناصر أبا الحجاج يوسف الثالث بجلوسه على العرش وخَلاصِهِ من السجن، ويمدحه مديحا نال إعجابه، فيُقَرِّبه السلطان، ويصبح ابن فُركون شاعره الأثير، والمؤرِّخ لأيامه بشعره، حيث لم يترك صغيرة ولا كبيرة مما جرى في عهد الناصر إلا سَجَّلَها، وكان لتقريب الملك إياه - بالإضافة إلى أَدَبِه - أكبر الأثر في احتلاله مكانة مرموقة في المجتمع الغرناطي في تلك الحقبة من تاريخه، ولم تذكر لنا المصادر ما آل إليه حال