الفهرس 
الغلافيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 423 |  |  |
| | | from | 423 | | |
المستخلص
مستخلص الدراسة:
كان للتقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات والازدهار الكبير لتقنيات ووسائل الاتصال الرقمي، وشيوع استخدام الإنترنت وتداخلها مع حياة البشر في ظل سيطرة إنترنت الأشياء، وشيوع فكرة الملكية الفكرية والاهتمام الذي تحظى به، أعظم الأثر على حياة الناس والرقيّ والتقدُّم الإنساني. ومع ارتباط سطور اللغة الرقمية بكافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية، والتعليمية بل والطبية، صارت الأجهزة الرقمية تتابع الحالة الصحية للبشر عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتشخص حالته، بل وتتخذ القرار نيابة عنه، وتداخلت خيوط تكنولوجيا المعلومات مع مبادئ الملكية الفكرية مكونة عصراً جديداً هو العصر الرقمي. لذلك فقد اتجهت أنظار مجرمو التقنية الحديثة إلى إمكانية تحقيق أرباح طائلة من التعدي على الملكية الفكرية في العالم الرقمي، بل واستخدام تلك التكنولوجيات الحديثة كأحد أهم أسلحة الجيل الرابع من الحروب لهدم الدول دون الدخول في مواجهات عسكرية معها، من خلال الهجمات السيبرانية، والتلاعب بمخرجات تكنولوجيا المعلومات لتزييف وعي المواطنين. ولقد اهتم المجتمع الدولي بمكافحة هذا النوع الجديد من الجرائم فعُقدت الاتفاقات والمعاهدات التي تؤسس لمواجهة جرائم تقنية المعلومات والتعدي على الملكية الفكرية، وانبرى المشرعون وجهات إنفاذ القانون في مختلف دول العالم لمواجهة هذا الخطر القادم من الفضاء المعلوماتي، فتم إصدار القوانين الوطنية التي ترسخ سبل المواجهة.
وقد أدى هذا التطور التكنولوجي وما أفرزه من تغيير في الفكر القانوني ليواكب تحديات إنفاذ القانون بصفة عامة وحقوق الملكية الفكرية بصفة خاصة في العالم الرقمي، إلى إظهار الحاجة الملحة لدارسة التحديات التي تواجهها حماية الملكية الفكرية عبر الوسائط الرقمية كأحد صور جرائم تقنية المعلومات، وصولاً لكيفية مواجهة تلك التحديات ومنح الملكية الفكرية الحماية التي تستحقها، اعتمادا على النظام القانوني لحق المؤلف، والقواعد الخاصة بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.