Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تفسير المنظر الطبيعي كمصدر للثقافة في الفن المصري المعاصر /
المؤلف
سليمان، أستر فوزي زكى.
هيئة الاعداد
باحث / أستر فوزي زكى سليمان
باحث / أستر فوزي زكى سليمان
مشرف / محسن محمد عطية
مشرف / محسن محمد عطية
مشرف / إيناس عبد العدل محمد
الموضوع
الفن المصري.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
283 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية التربية الفنية - النقد والتذوق الفني
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 284

from 284

المستخلص

خلفية البحث:
تلعب الفنون والبرامج الثقافية دورا هاما في توفير التعليم حول السياق التاريخي والثقافي للمجتمع وفى توفير فرص المشاركة في الحياة المجتمعية.
كما أن فهم السياق الثقافي بما يشتمل عليه من خصائص المجتمع والتاريخ الثقافي والخصائص الفنية والجمالية للمنظر الطبيعي ولتصميم العناصر المعمارية يساهم في قراءة شاملة للمكان والمجتمع.
أما عن التصور التقليدي لنمط ”المنظر الطبيعي” على مر تاريخ الفن، فهو تمثيل لشيء مرئي، رغم أن الفنانين في القرن التاسع عشر تنوعت رسومهم ”للمناظر الطبيعية” بين مشاهد خلابة ومهيبة تتبع المذهب الرومانسي، ومناظر طبيعية أخرى تكعيبية أو تجريدية استكشفت لغة الشكل تبعاً لمتطلبات التصميم الصناعي، ثم هناك أيضاً أنواعاً عصرية أكثر ديمقراطية تواكب التطور التكنولوجي، وكان قد استخدم مصطلح ”المنظر الطبيعي” لأول مرة في القرن السادس عشر الميلادي. ( )
ثم أصبح مستقلاً في القرن السابع عشر الميلادي في هولندا، على أساس احترام التعبير البصري عن المميزات التي تلتقطها العين وعلى أساسي أن فكرة المنظر الطبيعي من أشجار وأحجار وجبال وأنهار هو مصدر للجمال الطبيعي وأصله، وتطور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مع التطور في عصر الصناعة في إنجلترا وفرنسا، ويتضح ذلك من المناظر الطبيعية التي رسمها الفنان الإنجليزي ” تيرنر” فجلب الجو الرومانسية والمنظور الغامض، مع التأكيد على اللون والبخار والسحاب، وحتى القرن التاسع عشر مع نشأة الانطباعية كان المنظر الطبيعي يمثل وجهات النظر حول الضوء واللون والملمس، والتأكيد على العنصر التصويري بدلاً من الموضوع الواقعي (الفوتوغرافي)، حيث يمثل مزيجاً من الحقائق البصرية والخيالية وعمليات الاختيار والتقييم والرؤية الكلية أما عالم الاجتماع الفرنسي ”إميل دور كهايم” (1917- 1858)، فقد ناقش في كتاباته فكرة العلاقة بين المجتمع والبيئة في ”فن المناظر الطبيعية” وأكد ”سوير Sauer (1963) على ”أن فن المنظر الطبيعي قد ظل مسألة ذاتية أو بالجمالية أو معنوية”( )، وكذلك ميزت البحوث الإنثروبولوجية بين ”المنظر الطبيعي” والمنظر الطبيعي الثقافي” هو أن ”المنظر الطبيعي الثقافي” هو البيئة الذي تدخل في تشكيلها الإنسان وتشكلت فيها ذاته، وفقاً لإمكانيات ثقافاته، وبطرق مختلفة”( )، وفي الحقيقة أنه ومن خلال إستراتيجيات الفنون والثقافة يمكن استكشاف المعني الفريد والقيمة الشخصية للإحساس بالمكان، ويمكن اعتبار الطابع الثقافي لمنطقة من الأرض، بمثابة قصة أو سرد للمكان، ومنه يكتشف السياق الثقافي للمجتمع، وبسبب اختلاف الثقافات وتنوع الاختيارات من خلال مختلفة الحواس، مثل الشعور بالأرض والمعرفة المتصلة بها، يدعو إلى التفكير في التجارب الحسية نحو منظر طبيعي، واختلاف المشاعر تجاه المكان التي تتمتع بطبيعة ديناميكية وخاضعة للتغيير.
إذ أن الأبحار في النهر والارتطام بالمياه، من شأنه أن يحدث شعوراً مختلفاً عما إذا كانت الخبرة لا تتعدي المشاهدة، وفي الحقيقة لا يكفي أن يكون المكان مميزاً بصرياً، طالما يحتمل قيماً ملموسة وأخرى معنوية أو خيالية أو حتى مجازية، فإن دمج الفنون بالثقافة يتحقق بالتوازن بين الطبيعة وقيم الماضي والحاضر والمستقبل، وهذه الرؤية تعزز مبدأ التغير الثقافي والطابع الخاص للمكان، كما أن الناس لا يخلدون في المكان ولا يكتشفون القيمة نفسها نحو المكان وتعريف اليونسكو ”للمنظر الطبيعي الثقافي” هو الذي يمثل عملاً مشتركاً بين الطبيعة والإنسان، و”يرجع استخدام مصطلح ”المنظر الطبيعي الثقافي” لأول مرة في القرن العشرين إلى الأكاديمي ”أوتو شلوتر” Otto Schluter” ( )، على أعتبار أن المنظر الطبيعي الثقافي هو المنظر الذي تشكل بفعل الثقافة الإنسانية، وقد تطورت فكرة المناظر الطبيعية الثقافية، حيث التركيز على البيئة كوسط تعمل من خلال الثقافات البشرية، وأصبح يفهم التفاعل بين النشاط البشري والمشهد الطبيعي الثقافي على نطاق واسع لمفهوم الأنثروبولوجيا، يشمل الأنشطة الحياتية والمعتقدات والمفاهيم والتقاليد الخاصة بالذين يعيشون في نطاق بيئة المنظر الطبيعي الثقافي، فليست المناظر الطبيعية مجرد متنزهات، إنما هي أماكني حيا فيها الإنسان، يحصل منها على احتياجاته وتمثل أحلامه، يتناول النقاد المعاصرون المنظر الطبيعي بالتفسير علي اعتبار انه لا يقتصر للتعبير عن موضوعات ملحمية أو تصوير سحر المناطق الريفية أو الرعوية أو للتعبير عن مسائل روحية أو لاستمتاعي بالتأمل الهادئ أو بالتأثير بمشاعر مروعة أو مرعبة، بل هناك وظيفة لم تدرس بعد متمثلة في المنظر الطبيعي كممارسة ثقافية.
وهدف البحث هنا هو إعادة التفكير في طرق تفسير المنظر الطبيعي وطرح التساؤلات حول علاقة الإنسان بالأرض، واختبار الأفكار النقدية حول قضايا ثقافية متعلقة بالأرض، واستجابة الإنسان نحو البيئة، كما يهدف إلى إعادة النظر في المفاهيم التقليدية عن المنظر الطبيعي، على اعتبار أنه يمثل ظاهرة معقدة تجمع بين الطبيعة المادية والنشاط الإنسان المتشبع بالقيم الثقافية، وبين المكان والزمان والمواقف التي تطورت مع مرور الوقت، ضمن علاقات وتخصصات مختلفة وقيم إنسانية معينة، بل يهدف إلى إعادة دراسة نظرية الفن ونقده وتفسيره وتقديم رؤى فريدة وطرق تفكير كإستراتيجية تفسيرية , وتوسيع مجال النقد الفني في المنظر الطبيعي بتوفير منظور متعدد الثقافات في مجالات التفكير وأساليب التحليل وتطور الوعي النقدي المناسب لممارسة الفن وخلق الأشكال الجديدة.