Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اليقظة الاستراتيجية كمدخل لتحقيق التميز الإداري لدى القيادات الجامعية
”دراسة حالة على جامعة الفيوم” /
المؤلف
محمود، شيماء سيد عبد الموجود.
هيئة الاعداد
باحث / شيماء سيد عبد الموجود محمود
مشرف / إبراهيم عباس الزهيري
مشرف / سميحة علي محمد مخلوف
مناقش / سميحة علي محمد مخلوف
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
391 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
8/3/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية التربية - الإدارة التربوية وسياسات التعليم
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 391

from 391

المستخلص

يشهد العالم في الوقت الراهن العديد من التغيرات والتحديات التي تتسم بالتعقيد
والتغيير بما انعكس على أداء المؤسسات وخاصةً المؤسسات الجامعية، ومن أبرز هذه
التحديات عولمة الإدارة فكرًا وتطبيقًا، والتقنيات الجديدة للاتصال، وزيادة معدلات التغيير،
وغير ذلك من التغيرات التي أنتجتها ثورة المعرفة، والتي قد تؤثر على فاعلية المؤسسات
الجامعية وكفاءتها إن لم يكن لديها قائد قادر على مواجهة تلك التغيرات بما يسهم في تطوير
الجامعة، وتحقيق الميزات التنافسية التي تمكنها من مواجهة حدة المنافسة وتحسين وضعها
التنافسي محليًا وعالميًا.
13
ويعد السعي إلى التميز الإداري من أكثر الموضوعات أهمية وحداثة في مجال الإدارة
وهذا بدوره يتطلب من القيادات الجامعية أن تكون قيادة رشيدة تعمل على تشجيع وتوجيه
الأفراد وإيجاد ظروف عمل ملائمة وبذل الجهود المكثفة لتحقيق النجاح وإحراز التقدم
والتفوق بالاعتماد على السرعة والمرونة والابتكار خاصةً في ظل التحديات العالمية،
فتطوير أداء الجامعات يتطلب توجيه القيادات نحو تعلم المعارف والمهارات والاتجاهات
التي تعمل على تحسين قدرتها على الأداء وتحويلها إلى قيادات مبدعة ذات رؤية بعيدة قادرة
على إحداث التغيير المنشود بما يتناسب مع التطورات التي تواجهها الجامعات، فالعلاقة بين
القائد والعمل الذي يؤديه تحتاج إلى تنشيط وتجديد؛ لأنها إذا تركت على نفس الوتيرة قد
يترتب على ذلك ضعف قدرة الجامعة على ملاحقة التطورات. ( 1 )
وينظر إلى التميز الإداري على أنه أهم ملمح من ملامح القيادة الإدارية الفعالة التي
تسعى للاستثمار الإيجابي لموارد المؤسسة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف بأعلى مستوى
ممكن من التميز، فالتميز الإداري سمة أساسية من سمات المنظمات الإدارية الناجحة ويشير
إلى قدرة الفرد على إنجاز نتائج غير مسبوقة وتجنب قدر الإمكان الوقوع في الخطأ من
خلال الاعتماد على وضوح الرؤية وتحديد الأهداف والتخطيط والتنفيذ السليمين والتقويم
المستمر، ( 2 ) فهو يعبر عن حالة من الإبداع والتفوق التي تحقق مستويات عالية من الأداء،
ويتطلب إحداث تغييرات جذرية في المناخ التنظيمي السائد في المؤسسة، ووجود هياكل
مرنة، وتدريب الموارد البشرية بالمؤسسة بهدف بناء ثقافة التميز بها، ووجود إدارة واعية
ذات كفايات متعددة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع تغيرات العصر. ( 3 )
وفي ظل التغيرات السريعة لم يعد التخطيط الاستراتيجي كافيًا للتنبؤ بالمستقبل،
فالتطور السريع لتقنية المعلومات أدى إلى تداخل المصالح بين الدول والتأثير المتبادل فيما
بينها، هذا الوضع العالمي المعقد جعل من الصعب الاعتماد على الخطط الاستراتيجية
والاعتقاد أنها كافية لمواجهة هذه التغيرات، فليس باستطاعة أي مجتمع أن يتحكم ويسيطر
بنسبة كبيرة على مجريات الأمور وأن يحقق أهدافه التي رسمها، فكلما كانت الأهداف بعيدة
المدى كان ذلك أدعى أن تعترض الخطة تغيرات كثيرة لم تكن في الحسبان، وهذا لا يعني
إلغاء التخطيط الاستراتيجي ولكن القصد هنا عدم الاعتماد الكلي على الخطط الاستراتيجية
وافتراض أن ما وضع من أهداف وآليات سيتحقق لأن البيئة غير مستقرة وينتابها التغيير. ( 4 )
ويعد مدخل اليقظة الاستراتيجية من المداخل الإدارية الحديثة التي نشأت وتطورت
وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمراقبة البيئة المحيطة بالمؤسسة وتحليل ما بها من تغيرات، ومن ثم
فهي تعد بمثابة رادارًا للمؤسسة يساعدها على مراقبة محيطها الداخلي والخارجي مما
يساعدها على فهم الأحداث بشكل استباقي والتنبؤ بها والاستعداد لمواجهتها من خلال
خطوات محددة ومدروسة بدايةً من تحديد نوعية المعلومات المطلوبة وجمعها والتحقق منها ومعالجتها وتحليلها وتخزينها ونشرها، مما يؤدي إلى زيادة كفاءة عمليات التخطيط وحل
المشكلات واتخاذ القرارات واستغلال الفرص المتاحة وتجنب المخاطر المحتملة بما يؤدي
إلى ضمان بقاء المؤسسة وتعزيز مكانتها على كافة المستويات. ( 5 )
وانطلاقًا من الدور الفعال للقيادات الجامعية في عصر المعلومات، باعتبارها المحرك
الأساسي لطاقات جميع العاملين بالجامعة ولها تأثير واضح على حركة التغيير والتطوير في
المجتمع؛ لذا عليها مواكبة أفكار وتقنيات العصر بتبني مداخل إدارية جديدة للوصول إلى
المعلومات التي تساعد في اتخاذ القرارات الرشيدة وذلك من خلال رصد التغيرات السريعة
التي تحدث حولها، وفهم العلاقة القائمة بينها وبين محيطها، ومعرفة مكوناته الأساسية
وأبعاده المستقبلية واكتشاف الفرص واقتناصها والتقليل من المخاطر والتهديدات المحتملة،
ومن ثم تجنب الأضرار التي قد تتحقق في حالة التخلف عن المنافسين. ( 6 )
وينظر للجامعة بوصفها مؤسسة مستقلة لها إدارتها المنفصلة، فالمؤسسة الجامعية
نظام يتألف من مجموعة من العناصر التي تتفاعل فيما بينها وتتفاعل مع الأنظمة الأخرى في
البيئة المحيطة بها، ومن ثم يقع على الجامعة العبء الأكبر في تزويد المجتمع بالكوادر
البشرية المؤهلة، الأمر الذي يدعو إلى التفكير في تحديث الأساليب الإدارية لتطوير أداء
القيادات الجامعية وجعلها قيادة أكثر فاعلية. ( 7 )
فالقيادة هي جوهر العملية الإدارية وترجع أهمية مكانتها ودورها من كونها تقوم بدور
أساسي يشمل جميع الجوانب المرتبطة بأداء المؤسسات، وتعد عنصرًا أساسيًا لتوجيه سلوك
الأفراد وتمكينهم من تحقيق أهداف المؤسسة ومحورًا مهمًا ترتكز عليه مختلف أنشطتها،
فعلى القيادات الجامعية العمل بفكر استراتيجي إبداعي يناسب تغيرات المستقبل المتلاحقة،
وبذلك تغير مفهوم القيادة وفلسفتها من إدارة تقليدية لقيادة إبداعية تعمل باستراتيجية بدلًا من
الارتجالية، وتتحول من مجرد إعداد وتنفيذ استراتيجيات إلى وضع رؤية تسعى لتحقيقها،
ومن جمود إلى تغيير ومن سلطة إلى مشاركة. ( 8 )
لذا وجب على الجامعات المصرية التركيز على استراتيجية مؤسسية، واختيار القادة
لمهارتهم القيادية فضلًا عن براعتهم الأكاديمية، وصياغة الأهداف وتحديد الأولويات
والاستراتيجيات في ضوء موارد الجامعة المادية والبشرية، وفي ضوء احتياجات البيئة التي
تعمل في إطارها، وضرورة إعادة النظر في نمط وأساليب الإدارة الجامعية بحيث تتلائم مع
أهداف الجامعة وتوجهاتها الاستراتيجية
ومن هذا المنطلق فإن لليقظة الاستراتيجية دورًا هامًا في تحقيق التميز الإداري
للقيادات الجامعية، من خلال مراقبة العمليات الداخلية، ورصد تغيرات البيئة الخارجية،
واغتنام الفرص وتقليل المخاطر المحتملة، ووضع التصورات المستقبلية، حتى تتمكن
الجامعة من تحقيق أهدافها، وتنفيذ خططها، وتطوير أدائها، ويتسنى لها بلوغ المستويات
العالمية.
مشكلة الدراسة:
انطلاقًا من واقع أداء الجامعات المصرية ـــــ ومنها جامعة الفيوم ـــــ بصفة عامة
وأداء قيادات تلك الجامعات بصفة خاصة يلاحظ أنها تعاني من بعض المعوقات التي تقف
حائلًا دون تحقيق التميز الإداري لقيادات تلك الجامعات، وترتبط هذه المعوقات بعدة جوانب
أهمها: ممارسة القيادات الجامعية الأعمال بشكل روتيني نمطي خوفًا من الوقوع في
الأخطاء، تبني معظم القيادات الجامعية أسلوب واحد لحل المشكلات، ضعف الرغبة
والحماس في التغيير والتجديد والتمسك بما هو موجود ومجرب، قلة المعلومات الإدارية
وضعف نظم الاتصال وافتقارها إلى التكنولوجيا الحديثة، كثرة الأعباء الإدارية والأعمال
الروتينية الملقاة على عاتق القيادات الجامعية، نقص الدعم والإمكانات اللازمة لإنجاز العمل
داخل المؤسسة الجامعية، والافتقار إلى القيادات الجامعية الفعالة ذات التخطيط والتفكير
الاستراتيجي. ( 10 )
ومن السلبيات في ممارسات القيادات الجامعية بمصر غياب الثقافة المستقبلية لدى
بعض القيادات الجامعية، وشيوع مناخ فكري عام مضاد للتخطيط والتفكير المستقبلي بعيد
المدى، ( 11 ) وغياب التوجه الاستراتيجي لدى العديد من القيادات الجامعية لغموض الرؤى
والسياسات وضعف استقلال الجامعات المصرية، وندرة مواكبة التقنيات الحديثة، وابتعاد
المنظومة الإدارية بالجامعات المصرية عن مستجدات التقنية الفكرية والمتمثلة في تطبيق
أحدث المداخل الإدارية والقيادية في إدارة الجامعات المصرية، ( 12 ) وضعف تهيئة القيادات
للمناخ الإداري المشجع على الإبداع والتجديد والابتكار، وكثرة القيود التنظيمية
والبيروقراطية والمركزية التي تحد من المبادرات الفكرية والعلمية، ومقاومة بعض القيادات
الجامعية لأي محاولة للتغيير والتطوير؛ إما خوفًا من تأثير ذلك على مكانتهم ومناصبهم أو
لنقص إدراكهم لمعطيات المستقبل. ( 13 )
وأكدت بعض الدراسات أن هناك انخفاضًا في مستوى أداء القيادات الجامعية وضعف
امتلاكهم المهارات الإدارية اللازمة لنجاح إدارة المؤسسات الجامعية، وأهم هذه المهارات
تنوع أساليب حل المشكلات وتبادل الاتصالات الإدارية الفعالة، والقابلية للتغيير، وتوظيف
الموارد المادية والبشرية، ( 14 ) وانخفاض فعالية نظم تقييم أداء القيادات الجامعية بالمستويات