Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تنمية الجدارات القيادية لتحسين الأداء المدرسي بمرحلة التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية على ضوء منهجية الديكام ( DACUM ) /
المؤلف
محمد، فاتن رمضان عبده.
هيئة الاعداد
باحث / فاتن رمضان عبده محمد
مشرف / يوسف عبدالمعطي مصطفى
مشرف / سميحة علي محمد مخلوف
مناقش / سميحة علي محمد مخلوف
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
235 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية التربية - قسم الإدارة التربوية وسياسات التعليم
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 295

from 295

المستخلص

الفصل الأول
الإطار العام للدراسة
المقدمة
هناك العديد من التحديات والتطورات التي يشهدها العالم اليوم ، والتي تؤثر بشكل كبير على
المؤسسات التعليمية باعتبارها مرآة للمجتمعات ، ومنها الغزو الثقافي ، التنافسية العالمية ، الانفجار المعرفي
، الأزمات البيئية والصحية العالمية ، تغيرات المناخ ، الفقر ، التحول التكنولوجي ، الانفجار السكاني ،
العنف والتطرف بكل صوره وأشكاله ، وهذه التحديات تشير إلى وجوب عدم انعزل مؤسسات التعليم عن
مجريات الأحداث وأن تحاول من خلال عناصرها ووسائطها التربوية المختلفة بناء الشخصية الخلاقة التي لا
تتابع كل جديد فحسب بل تعمل على صياغة مستقبل أفضل وتجد لها مكانًا في عالم الإبداع .
«وللقائد التربوي دور مهم في مواجهة الغزو الثقافي؛ حيث يساعد الأبناء على البحث لأنفسهم عن
الذاتية والهوية الثقافية لمواجهة الغد، مما يتطلب منه أن يكون قادرًا على التعامل مع أدوات التكنولوجيا
المتقدمة وآلياتها، وحل المشكلات بالطرق المناسبة، واستيعاب القيم القومية والإنسانية، والتكيف مع
المتغيرات الحضارية، والقدرة على التخطيط وتدريب الطلاب وشركاء العمل على مثل هذه الأمور، والأهم
من ذلك أن يكون قادرًا على القيام بأدوار قيادية كالإسهام في عمليات التغيير الاجتماعي نحو الأفضل» ( 2 ) ،
وهكذا أصبحت المدارس بحاجة شديدة لقائد تربوي بمواصفات وجدارات معينة تتناسب مع ما هو مطلوب
منه من مهام في ظل التحديات سالفة الذكر لتحسين الأداء المدرسي الذي وضع مؤشرات في مصر له من
خلال الهيئة العامة لضمان جودة التعليم والاعتماد التي تعد إحدى الركائز الأساسية للخطة القومية لإصلاح
التعليم في مصر والتي وضعت مبادئًا أساسية مأخوذة من النظم والممارسات الجيدة منها : " الاهتمام بالطالب
والحرص على تحقيق مستوىات عالية من رضاه ، القيادة والحوكمة الموجهة بالفكر والتخطيط الاستراتيجي
والموضوعية والشفافية والعدالة ، نمط الإدارة الديمقراطية التي تعتمد على المشاركة الفعالة لكافة الأطراف
وتستخدم التفويض والتمكين والإبداع والابتكار بهدف التغيير والتحسين والتطوير المستمر ، الاستقلالية بما
يضمن احترام المؤسسة التعليمية ، التعلم المستمر المعتمد على الخبرات المتراكمة ، الارتقاء بالعمليات
التشغيلية والفنية في المؤسسة والتي تقوم بإنتاج الخدمات التعليمية والبحثية والمجتمعية ، الاهتمام بالتغذية
المرتدة والحرص على جمع المعلومات وتوثيقها لتفهم ردود الأفعال والإفادة منها لتحسين وتطوير مخرجات
النظام المؤسسي " ( 3 ) وبطبيعة الحال فإن ذلك يؤثر على مهام القادة التربويين ليوسع نطاق مسئوليتهم ويلقي
على عاتقهم عبء التحسين المدرسي مما يعيدنا لضرورة اتصافهم بصفات جديدة وجدارات إبداعية وتقنية
وفعالية شخصية وسلوكية وإنسانية .
وقد أدركت الدول المتطورة في شرق آسيا وغيرها أهمية تنمية الجدارات القيادية لتحسين الأداء
بصفة عامة ولا سيما المدرسي لموظفيها بقطاع التعليم ، فجاءت توصيات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في
التعليم لتشير لأهمية الجدارات من خلال عدة توصيات ، أهمها : ( 4 )
- ضرورة مواكبة الجدارات المستهدفة لتحديات العصر ومتطلباته كالعولمة والتطور العلمي
والتكنولوجي والاتجاهات العالمية.
- ضرورة اعتماد تعليم الجدارات على فكرة التعلم مدى الحياة .
- ضرورة اتخاذ تدابير تقييم متنوعة لقيادة تيسير تعلم جدارات القرن الحادي والعشرين وتعزيزها ، وهو
ما يتطلب إعادة النظر في تحديد القوى الدافعة في اختيار الكفاءات ووضع الممارسات وأنظمة الدعم
اللازمة .
- وجوب التركيز على استكشاف مسارات تطوير مهني وجعل برامج التدريب القائمة على الجدارات
أكثر فاعلية للمعلمين في جميع المراحل وعلى كافة المستوىات .
2 )) طارق عبد الرؤوف محمد عامر (2020). احتياجات المجتمع وتحديات المستقبل، تصور مقترح لتطوير كلية التربية جامعة الأزهر. الأردن، عمان: دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع. 232- 235
3 )) جمهورية مصر العربية ، الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد (2011) . وثيقة معايير ضمان الجودة والاعتماد لمؤسسات التعليم قبل الجامعي .
الإصدار الثالث . القاهرة : الهيئة العامة لضمان الجودة والاعتماد . 9 - 11
( 4 ) مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز (2016) . التعليم من أجل المستقبل التجربة العالمية لتطوير مهارات وكفاءات القرن الحادي والعشرين .
مؤسسة قطر بالتعاون مع جامعة بكين للمعلمين . 31 يوليو 2016 . الصين . جامعة بكين .
الفصل الأول الإطار العام للدراسة
12
وقد اعتمدت هذه الدول منهجية تعرف بالديكام لتنمية هذه الجدارات، وهي منهجية تعتمد على تحليل
الوظائف لتحديد الجدارات التي يجب تناولها في المناهج التدريبية لفئات القادة التربويين وغيرهم بدءًا من
إعداد الهيكل التنظيمي للمؤسسة المبني على رسالتها وغايتها ثم التوصيف الوظيفي وتحديد الاحتياجات
التدريبية ثم التعرف على إجراءات المؤسسة وسياساتها، ثم إعداد نظام لتقييم الأداء وتصميمه، ثم تحديد
الاحتياجات التدريبية للعاملين، ثم تصميم البرامج التدريبية لهم في ضوء هذه الاحتياجات وانتهاءً بتقييم
مستوى الخدمات المقدمة، كما أثبتت التجارب والدراسات نجاح هذه المنهجية في تنمية الجدارات المختلفة
ولا سيما القيادية منها ( 5 ) ، وأنها منهجية توفر الاحتياجات التدريبية المختلفة للعاملين بحيث تنمي جدارتهم
ومهاراتهم للوفاء بمتطلبات وظائفهم ( 6 ) وأنها تحقق هذه الكفاءة في أقرب وقت قياسًا بغيرها من منهجيات
تنمية الجدارات المختلفة ( 7 )
وتعد مرحلة التعليم الأساسي من أهم المراحل التعليمية ؛ لأنها القاعدة الأساسية التي ينطلق منها
الطالب إلى الحياة ؛ لذلك اهتم بها القانون المصري وجعلها حقًا لجميع الأطفال المصريين وألزم الدولة
بتوفيرها لهم مجانيًا ، " وقد أصبح التعليم الأساسي لصيقًا بقضايا التنمية الشاملة الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية وأصبح آلية من آليات تنمية المجتمعات ووسيلة للحراك الاجتماعي والاقتصادي والآن ونحن نخطو
نحو المستقبل تبدو الحاجة ملحة لتطوير التعليم الأساسي بنظرة علمية واعية تقوم على معالجة مشكلاته
الراهنة بأساليب غير تقليدية ورؤية جديدة تكفل إقامة نظام تعليمي حديث ينشئ المستقبل ويوجهه " ( 8 ) لذا
يجب على قادة هذه المرحلة مراعاه أهميتها والنظر لها بعين الاعتبار والعمل على تحسينها بما يحقق أهدافها
وبناء على ما سبق فإنه يمكن القول أن المدارس ولا سيما مدارس مرحلة التعليم الأساسي في حاجة
لجدارات قيادية متميزة تسعي لتحسين الأداء المدرسي وفقًا للمعايير والمؤشرات التي تبنتها سياسة الدولة
والتي ركزت على تنمية رأس المال البشري المصري وذلك عبر منهجية جديدة مقترحة لذلك هي الديكام
DACUM.
مشكلة الدراسة
بالرغم من توجهات الدولة المصرية نحو الأخذ بكل ما هو جديد بمجال تحسين الأداء المدرسي إلا أن
منظومة التعليم مازالت تعاني من " ضعف قدرة إدارة المدرسة المصرية على استثمار أفكار عملية معاصرة
لتحسين الأداء المدرسي ، كما أنها لا تضع خططًا أو برامج زمنية لتنفيذ الأفكار الجديدة في العمل ، ويندر
تشجيعها للعاملين لطرح حلول ابتكارية للمشكلات والأزمات المدرسية مع افتقادها لأساسيات الإدارة الفعالة بما
يؤثر على الأداء المدرسي بالإضافة لنقص المرونة الضرورية للتكيف مع التغيير وانتشار الأنماط القيادية التي
تعيق مسار التطور ، وغياب المناخ التربوي المناسب ، وقلة مشاركة العاملين في الإدارة وغياب تفعيل أنظمة
المساءلة الإدارية بالإدارات ، وعجز متخذ القرار فيها عن الإلمام بجميع الحلول الممكنة للمشكلات القائمة " ( 9 ) .
كما أثبتت بعض الدراسات التربوية " معاناة مدارس التعليم الأساسي بمصر من عدة معوقات منها :
ضعف مشاركة القيادات المدرسية فيها في تحديد وسائل تحقيق رؤية المدرسة ورسالتها بسبب ضعف
جداراتهم مع صعوبة تناسب السلطة المخولة للمديرين والوكلاء مع المسئوليات الملقاة على عاتقهم ، وتخوف
بعض المديرين من تفويض السلطة وبالتالي ضعف المساهمة في بناء صف ثان من القيادات داخل المدارس
، مع ندرة الدورات التدريبية المخصصة لتنمية الجدارات القيادية لمديري مدارس التعليم الأساسي ووكلائها
وضعف متابعة أثر هذه التدريبات إن وجدت ، وبعد تصميم هذه التدريبات عن الاحتياجات الفعلية لهم
واعتماد نظام الترقي على الأقدمية فقط دون مراعاة للجدارة " ( 10 ) ، وكذلك " بعد اتفاق أبعاد التنمية المهنية
للقيادات داخل مدارس التعليم الأساسي بمصر مع التحديات المستقبلية واتصافها بالعمومية ، وقلة ارتباطها
( 5 ) سعيد بن محمد على مزهر (2016). واقع تصميم البرامج التدريبية في المؤسسات الأمنية وسبل تطويرها في ضوء متطلبات منهجية الديكام DACUM
مجلة الفكر الشرطي. القيادة العامة لشرطة الشارقة. مركز بحوث الشرطة. 25(98)
6 )) بسام سمير عبدالحميد (2015). دراسة إمكانية تطبيق آلية الديكام في تنمية الموارد البشرية في شركات السياحة المصرية - رسالة دكتوراه غير منشورة -
جامعة السادات . كلية السياحة والفنادق
( 7 ) Covert,B,R(2016).The Leadership Competencies Considered Most Important For The Successful
Administration Of An Independent School As Ranked By Executive Recruiters - Unpublished PhD thesis - Oral
Roberts university
8 )) محمد صادق إسماعيل (2011) . تطوير التعليم الأساسي كمدخل لإصلاح التعليم العربي . مصر ، القاهرة : العربي للنشر والتوزيع .7
9 )) عماد حمدي خميس محمد (2020) . الممارسات القيادية لمديري مدارس التعليم الأساسي بمصر . جامعة كفر الشيخ . مجلة كلية التربية .2(2) . 276.
10 )) عادل إبراهيم محمد (2017) . التمكين الإداري للقيادات الإدارية بمدارس التعليم الأساسي في مصر . جامعة عين شمس . كلية البنات للآداب والعلوم
والتربية . مجلة البحث العلمي في التربية .5(18) .421.
الفصل الأول الإطار العام للدراسة
13
بالأهداف الفعلية لخطط التنمية في مصر مع ندرة ارتباط أبعاد التنمية المهنية باحتياجات التنمية المهنية
المستدامة ، ومركزية القرارات واللوائح وضعف التنسيق بين الإدارات التعليمية والإدارة المدرسية في وضع
خطط التنمية المهنية ، بما يتطلب استخدام أساليب متنوعة للتنمية المهنية تلائم قيادات مدارس التعليم
الأساسي بمصر ." ( 11 )
وكذلك توصلت دراسات أخرى إلى « قلة الكفايات الإدارية الخاصة بمديري مدارس التعليم الأساسي
بمصر مع قلة البرامج التدريبية المخصصة لتنميتها» ( 12 ) «وضعف رغبة مدارس التعليم الأساسي بتطوير
الأداء الفني والإداري، وقلة توافر القدرة على التوافق ما بين موارد التطوير المتاحة بمدارس التعليم الأساسي
وإمكاناتها، ندرة اهتمام إدارة مدارس التعليم الأساسي بدوافع واحتياجات العاملين عند اتخاذ القرار، ضعف
تأهيل القائمين على إدارة المدرسة للقيام بمهامهم الإدارية والتنظيمية، قلة الاعتمادات المالية المخصصة
لتحسين الأداء الإداري بمدارس التعليم الأساسي» ( 13 ) بما يؤكد وجود قصور في أداء القيادات التعليمية داخل
المدارس مما يستدعي تحديث منظومة الإدارة المدرسية وتطويرها عبر اختيار وتدريب قيادات مدرسية
تحقق أفضل مستوى من الكفاءة والفاعلية.
ويتفق ما سبق مع ما جاء بالخطة الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعي 2014 - 2030 من " قلة إلمام
العاملين بالتربية والتعليم بمهامهم ومسئولياتهم وسلطاتهم ، وأن أسلوب اختيار القيادات التعليمية قائم على
الأقدمية وليس الكفاءة مما يؤدي لغياب مفهوم القيادة التعليمية ، قلة وجود آلية واضحة لتبادل الخبرات
والمعلومات بين المستوىات القيادية المختلفة إضافة لتضارب المسئوليات والاختصاصات والسلطات على
جميع المستوىات الإدارية وعلى المستوىين المركزي واللامركزي وكذلك ضعف الاستغلال الأمثل لتدريب
العاملين بوزارة التربية والتعليم وغياب التنسيق في المتابعة والتقويم بسبب قلة وجود هيكل تنظيمي يحدد
الواجبات والمسئوليات عبر المستوىات الإدارية المختلفة " ( 14 )
وهنا جاءت التوصيات " بضرورة وضع نموذج للكفايات والسمات المرتبطة بالجدارات القيادية في
المؤسسات التعليمية للنهوض بأداء الموارد البشرية وتوجيه سلوك الآخرين نحو الأهداف بكفاءة وفاعلية " ( 15
) والتي كان من الضروري اختيار منهجية مناسبة لها كمنهجية الديكام ( (DACUM التي هي أحدى المناهج
الحديثة في توصيف الوظائف وتحديد الجدارات والاحتياجات التدريبية ، وهي بمثابة خريطة مختصرة
للمهارات والمعارف والقيم الوظيفية التي علي الموظف امتلاكها ليؤدي وظيفته بالشكل المطلوب وعلي أكمل
وجه ، ولإعداد العاملين ذوي المعرفة لمواكبة التطورات والتغيرات ، وتقوم فلسفة الديكام (DACUM)
علي أن العاملين في الوظائف هم أقدر من غيرهم علي وصف ما يقومون به من مهام وبكل دقة ، وأن
تعريف الوظيفة بدقة ينبغي أن يتضمن وصفًا للواجبات والمهام المرتبطة بها ، وأن كل المهام يتطلب إنجازها
معلومات ومعارف وجدارات وأدوات وقيم وسلوكيات محددة وهذا يجعلها الأنسب في تنمية الجدارات
المطلوبة والواجب توفرها في مديري المؤسسات التعليمية وقادتها .