Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في حرب الإستنزاف :
المؤلف
مراد، فاطمة عمر محمد مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة عمر محمد مصطفى مراد
مشرف / محمد خيري طلعت
الموضوع
حرب يونيو 1967م - مصر.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
402 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 414

from 414

المستخلص

إن دراسة الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في حرب الإستنزاف فيما بين 1967-1970 هو موضوع له أهمية كبيرة لتوضيح المواقف العربية والدولية التي كانت تسعي إلى وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل ، فبعد حرب 5 يونيو 1967 كانت الاحداث متضاربة والصراع على أشده بين مصر وإسرائيل ، وكانت مصر مصممه علي أخذ الثأر واسترداد الأراضي المحتلة فكانت استنزافاً لقدرة إسرائيل ، وسعت الدول العربية والدولية إلى إنهاء هذه الحرب بكافة الوسائل والطرق ، ولكن إسرائيل كانت تريد فرض شروطها علي مصر ولكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض الإستسلام والرضوخ لإسرائيل .
وقد قمت بهذه الدراسة تفصيلاً من خلال الوثائق الامريكية ومذكرات القادة السياسيين والعسكريين ، كما استخدمت المصادر والمراجع العربية والمترجمة والأجنبية لعرض هذا الموضوع .
الفترة الزمنية ومنهج البحث:
لقد اخترت بحثي هذا ما بين عامي 1967 -1970 محدداً ذلك ببعد زمني تاريخي حيث مثّلَ عام 1967 بداية الدراسة ؛ لأن هذا العام شهد الهجوم الإسرائيلي علي الدول العربية وترتب علي ذلك احتلال إسرائيل لاجزاء من الدول العربية منها سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان ، وانتهى البحث عام 1970 لأنه شهد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر بناء علي الجهود الدولية التي قامت بها الدول لوقف هذه الحرب التي نتج عنها خسائر كبيرة للطرفين .
اعتمد الباحث في تناول موضوع الدراسة علي منهجين هما:
1- المنهج الإستردادي : ويقصد به إسترجاع الأحداث التي وقعت تاريخياً ، وكان المنهج الأساسي في الكتابة وذلك لصعوبة الفصل بين الأحداث التاريخية وتشابك وتسلسل الاحداث وتداخلها .
2- المنهج الوصفي التحليلي : ويقصد به وصف الظاهرة التاريخية وتحليلها .
وقد واجهت في بحثي العديد من الصعوبات أذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
- تركيز أغلب المراجع العربية علي عدوان 5 يونيو 1967 وإهمال حرب الإستنزاف بأحداثها ، والبعض اكتفى بالإشارة المختصرة عن الموضوع ، مع كثرة المصادر والمراجع الأجنبية والمذكرات الشخصية للقادة التي تحدثت عن الموضوع والتي اعتمدت عليها بشكل أساسي .
- عدم قدرة الباحث على ترجمة العديد من المصادر والمراجع الانجليزية بشكل كلي مما إضطرني إلى الإستعانة بمكاتب الترجمة المتخصصة .
- صعوبة الحصول على الوثائق الكافية من الخارجية المصرية ودار الوثائق نظراً لما كانت تمر به البلاد من إغلاق كلي بسبب أزمة كورونا وصعوبة السفر ولذلك اعتمدت على الوثائق الأمريكية .
وقد قسمت الرسالة إلى تمهيد الدراسة وثلاث فصول وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع وملحق للخرائط والوثائق ، وكانت على النحو التالي أولاً : تمهيد الدراسة ويناقش اسباب ومراحل حرب الإستنزاف 1967-1970 .
وتناول الفصل الأول : معارك حرب الإستنزاف 1967-1970 وموقف بعض الدول من هذه الحرب ،واهم المعارك التي حدثت في الحرب .
وجاء الفصل الثاني بعنوان :- الموقف العربي ومباحثات السلام بين الأردن وإسرائيل في حرب الإستنزاف 1967- 1970 ، وقد تناولت فيه المؤتمرات والقمم العربية ، والمساعدات المالية والإقتصادية والعسكرية من الدول العربية ، وموقف الدول العربية من مبادرة وزير الخارجية الامريكي وليام روجرز، والموقف السياسي الأردني ، وزيارة الملك حسين لواشنطن ، ومقترحات مبعوث الامم المتحدة جونار يارنج للأردن وموقف إسرائيل ، وجهود الملك حسين السياسية بعد 5 يونيو 1967 ، ودور الأردن في الحوار مع الولايات المتحدة ، ورفض الولايات المتحدة تسليح الاردن نوفمبر 1969 .
وقد جاء الفصل الثالث بعنوان : موقف الولايات المتحدة من وقف إطلاق النار 1967- 1970 ، وتناولت الباحثة فيه العلاقات المصرية الأمريكية ، وموقف الرئيس ليندون جونسون لوقف القتال ، وموقف الرئيس ريتشارد نيكسون لوقف القتال ، الولايات المتحدة والوجود السوفيتي في مصر ، وجهود وزير الخارجية الامريكي وليام روجرز 1969 ، ومبادرة وليام روجرز 1970 ، ووقف اطلاق النار .
أما الفصل الرابع فجاء بعنوان : موقف الإتحاد السوفيتي وإسرائيل والأمم المتحدة من وقف إطلاق النار 1967-1970 ، واحتوى على الدعم الأمريكي لإسرائيل ، وموقف الرئيس ليندون جونسون تجاه إسرائيل ، إسرائيل تريد المفاوضات المباشرة ، ورفض إسرائيل قرار مجلس الأمن 242 ، وموقف إسرائيل من مبادرة وليام روجرز ، وموقف إسرائيل من جهود جونار يارنج ، وموقف الإتحاد السوفيتي من قرار رقم 242 ، وموقف الإتحاد السوفيتي من مبادرة وليام روجرز ، وجهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ، ودور المحادثات الرباعية ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وبريطانيا وفرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومباحثات وزير الخارجية المصري محمود رياض مع ارثر جولد برج مبعوث الأمم المتحدة ، ومهمة السفير جونار يارنج ، ووفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
وانتهت الدراسة بخاتمة والحق بها المصادر والمراجع العربية والاجنبية ، وارفقت ملحق للبحث .
وأرجو من الله أن يكون قد وفقني في هذه الدراسة التي تعرضت فيها لصعوبات جما نتيجة وجود كم هائل من الوثائق والمصادر وتناقض الآراء والمواقف الدولية والإتجاهات السياسية لكل دولة في فترة حرجة في تاريخ مصر المعاصر قادها الرئيس جمال عبد الناصر والتي انتهت بقرار وقف إطلاق النار في 8 اغسطس 1970 لتبدأ مرحلة اخرى هي الإستعداد للمعركة الفاصلة بين مصر وإسرائيل في 6 أكتوبر 1973.
تناولت في هذه الدراسة فترة ثلاث سنوات تبدأ من نهاية المعارك في 5 يونيو 1967 حتي 8 أغسطس 1970، وقد انتهت الدراسة الي ما يلي :
اولأ: رفض الرئيس جمال عبد الناصر هزيمة 5 يونيو 1967 ، وقرر تصحيح الاخطاء التي ادت الي الهزيمة ، واعاد بناء القوات المسلحة علي اسس علمية حديثة ، وقدم المسئولين علي الهزيمة للمحاكمات العسكرية ، فنتيجة هذه المعركة جاءت مفاجئة عكس حركة التاريخ والجغرافية ، واحال قادة الهزيمة الي التقاعد ، وتولي قيادة الجيش القيادات الوسطي التي أصرت علي الثائر من الهزيمة في تدريب عسكري شاق يصل الي حد الخيال وبجدية واصرار تفوق الوصف استعداداً لحرب تحرير سيناء المحتلة .
ثانياً : تصورت اسرائيل انها انتصرت وكسرت الادارة المصرية وكان هذا خطأ فادح وقعت فيه اسرائيل بعد احتلالها سيناء وباقي الاراضي العربية ، واصيب قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين بصدمة مروعة عندما صمد الجيش المصري في معركة رأس العش في 29 يونيو 1967 ، وهزم الجيش الاسرائيلي عند مدينة بور فؤاد ، وكانت هذه المعركة بداية التحول في اعلان أن الارادة المصرية لم تهزم ، وكما قال المؤرخ العسكري الالماني كارل فون كلاوز فيدز : ” أن نتيجة أي معركة عسكرية المنتصر فيها لا يشعر بالنصر الا اذا فرض شروطه علي المهزوم ، وكانت حرب الاستنزاف تمثل حرب الارادات فقد رفضت مصر الهزيمة ورفضت جميع الشروط الاسرائيلية التي عرضتها اسرائيل علي مصر ، وافقدت اسرائيل احساسها بالنصر ” .
ثالثاً: اصبح جلياً من هذه الدراسة أن الولايات المتحدة الامريكية قد اخذت موقفاً معادياً للعرب وارادت فرض شروط اسرائيل المنتصره في المعركة العسكرية علي مصر ، كما رفضت تنفيذ القرار رقم 242 الصادر في نوفمبر 1967 ، وأرادت استسلام العرب نتيجة معركة 5 يونيو 1967 ، ولكن فشلت كل المساعي الامريكية في كسرارادة مصر والعرب ، ورفض الرئيس جمال عبد الناصر كل الشروط الامريكية واعلن حرب الاستنزاف ، وكان هدف الرئيس الامريكي ليندون جونسون أن يستسلم الرئيس جمال عبد الناصر لشروط اسرائيل ويجبره علي التراجع عن المشروع القومي العربي ويفرض عليه الصلح مع اسرائيل .
رابعاً: كان الموقف العربي هو السند الاساسي في صمود مصر في هذه الحرب بداية من مؤتمر الخرطوم 1 سبتمبر 1967 وفي جميع مراحل المفاوضات ، حيث قامت الدول العربية بتقديم كل المساعدات المالية والعسكرية والدعم السياسي ، ونجح التضامن العربي في صلابة موقف الرئيس جمال عبد الناصر امام المجتمع الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن .
خامساً: كان الموقف السوفيتي قوياً في تأييد الموقف المصري واعتبر الاتحاد السوفيتي أن هزيمة مصر وسوريا هي هزيمة للسلاح السوفيتي والفكر الاشتراكي وهزيمة لمناطق النفوذ السوفيتية في المنطقة العربية ولهذا السبب بدأ السلاح السوفيتي يصل الي مصر يوم 11 يونيو 1967 لتعويض خسائر السلاح ، كما تبني الاتحاد السوفيتي وجهة نظر الرئيس جمال عبد الناصر السياسية في الصمود ضد الهزيمة ، ولبي كل مطالب مصر واقام حائط الصواريخ الذي منع الطيران الاسرائيلي من غارات العمق ، واصبح هناك صراع بين النفوذ السوفيتي والنفوذ الامريكي في المنطقة العربية ، وكثف الاتحاد السوفيتي ضربات المقاومة الشعبية في فيتنام ضد الاحتلال الامريكي بتقديم المساعدات العسكرية لثوار فيتنام مما كبد امريكا خسائر فادحة رداً علي تعنت الموقف الامريكي في المفاوضات الرامية الي وقف اطلاق النار .
سادساً: عندما بدأت الولايات المتحدة تشعر بعنف الضربات المصرية ضد الاهداف الاسرائيلية في سيناء وفي ميناء ايلات ، وتصاعد الخسائر البشرية والمادية لاسرائيل بدأت تسرع في المفاوضات لوقف اطلاق النار .
سابعاً: خرجت اسرائيل من هذه الحرب مثقلة بجراح الخسائر والهزيمة النفسية لقادة اسرائيل العسكريين والسياسيين ، وبدأت اسرائيل تتراجع عن الشروط التي حاولت فرضها علي مصر ، وكانت حرب الاستنزاف بمثابة الصمود الاسطوري المصري دافعاً لفرنسا ودول عدم الانحياز لتقديم المساندة السياسية لمصر ، وانتهت هذه الحرب بوقف اطلاق النار غير المشروط ، ووافق الرئيس جمال عبد الناصر علي مبادرة وليام روجرز بوقف اطلاق النار 1970 لاستكمال بناء حائط الصواريخ السوفيتية التي حجمت الضربات الجوية الاسرائيلية ضد العمق المصري ونجحت مصر في بناء اقوي خط دفاعي غرب القناة الذي صمد في مواجهة العدوان الاسرائيلي من الجيشين الثاني والثالث بطول 180 كيلو متر ، واصبحت هذه القوات المصرية جاهزة علي اعلي مستوي من التدريب والكفاءه لعبور قناة السويس في اشرس معركة قادها الجيش المصري في 6 اكتوبر 1973.
ثامناً: أكدت الدراسة أن أرباح هذه الحرب علي الجانب المصري فاقت خسائرها علي الرغم من أنها لم تحقق استعادة ولو شبر واحد من الارض المحتلة .
تاسعاً: وضحت الدراسة أن حرب الاستنزاف كان لها كأي حرب بعض الأخطاء في التقدير العام للموقف والذي تأسس علي إقتصار حرب الاستنزاف علي نطاق الجبهة فقط وباستخدام القوات البرية كعامل اساسي فاذا باسرائيل تدفع بقواتها الجوية والبحرية ويمتد مسرح العمليات ليشمل حدود مصر الشرقية ويصل الي عمق الوادي الامر الذي أجبر القيادة الي تعديل جذري في الخطة لمواجهة المواقف المختلفة .
عاشراً: أثبتت الدراسة بأن قرار القيادة السوفيتية غير المعلن بامداد مصر بالاسلحة التي تحقق التوازن الدفاعي فقط والذي أعتمد فقط علي الكم دون النظر الي النوع او مدي التقدم في انواع الاسلحة التي تحصل عليها اسرائيل من الولايات المتحدة ، وتوصلت الدراسة الي أن حرب الاستنزاف وضحت عمق الخلافات الامريكية السوفيتية وشدة إنحياز الولايات المتحدة لاسرائيل ، ورصدت الدراسة أن تكاليف الانفاق العسكري في الاراضي المحتلة منذ نهاية يونيو 1967 وحتي تنفيذ مبادرة روجرز 8 اغسطس 1970 بلغت 1362 ليره اسرائيلية ، وانعكس الانفاق علي حرب الاستنزاف علي الاقتصار الاسرائيلي حيث زادت الواردات العسكرية بمقدار 3 امثال ما كانت عليه عام 1967 لتصل عام 1970 الي 778 مليون دولار .