Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوساطة الإلكترونية :
المؤلف
زايد، حسام عدلي عبد الفتاح جاد.
هيئة الاعداد
باحث / حسام عدلي عبد الفتاح جاد زايد
مشرف / عصام حنفي محمود
مشرف / حنان عبد العزيز مخلوف
مشرف / كوثر سعيد عدنان خالد
الموضوع
العقود التجارية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
366 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
قانون
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الحقوق - القانون التجارى والبحرى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 382

from 382

المستخلص

تناولت هذه الرسالة الوساطة الإلكترونية (E-Mediation) باعتبارها وسيلة لتسوية منازعات عقود التجارة الدولية، والتي تعد واحدة من أهم وسائل تسوية المنازعات ودياً في مجال التجارة الدولية.فلقد لعبت التجارة الدولية دوراً بارزاً في العقود الأخيرة، مما ساهم في تضخم التبادل التجاري على المستويين المحلي والدولي، فأضحت تحتل الصدارة في العلاقات الدولية الحديثة، باعتبارها الفاعل الرئيسي في إنشاء العلاقات التعاقدية ذات العنصر الأجنبي.ولعل مبدأ سلطان الإرادة هو أهم مبادئ التجارة الدولية، والذي يتيح للأطراف المتعاقدة حق اختيار القانون الواجب تطبيقه على عقودهم الدولية، فالإرادة تلعب دوراً هاماً في تحديد قانون العقد، وقد حظيت عقود التجارة الدولية باهتمام كبير على مستوى الدول والمنظمات الدولية.وتتجلى أحد أهم مظاهر هذا المبدأ في اتفاق الوساطة التجاري الدولي الذي يعد أساس عملية الوساطة الإلكترونية، باعتباره عقداً رضائياً يستلزم توافر بعض الشروط الموضوعية والشكلية حتى يكون صحيحاً منتجاً لآثاره، والذي يفترض وجود علاقة قانونية محددة ثابتة وقائمة، يثار بشأنها منازعة تكون محل عملية الوساطة الإلكترونية.ونظراً لما يتولد عن هذه العقود من إشكاليات قانونية بسبب طبيعتها واختلاف أماكن وجنسيات أطرافها، وما ينجم عنه من تنازع اختصاص القضاء فيه، وإشكالية تحديد القانون الوجب التطبيق، فضلاً عن مشكلات تطبيق أو تفسير نص في العقد أو التزام أو أكثر من التزامات الأطراف المتعاقدة، وهو ما أظهر الحاجة نحو ابتكار أساليب ووسائل جديدة لتحقيق العدالة بعيداً عن التقاضي التقليدي، تمتاز باليسر والسهولة.ووفقاً لما صاحب التطور التكنولوجي في مجال تقنية المعلومات من تطور في شكل التجارة الدولية، وظهور التجارة الإلكترونية، باعتبارها صورة وشكل جديد من صور التجارة الدولية، مما صاحبه ظهور وسائل تسوية المنازعات باستخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة(ODR) (Online Dispute Resolution).وتعتبر الوساطة الإلكترونية واحدة من أهم الوسائل البديلة لحل المنازعات التي تنشأ بسبب عقود التجارة الدولية، والتي تستخدم شبكة الإنترنت الدولية والوسائل الإلكترونية المختلفة فيها، وهي آلية ووسيلة معترف بها دولياً، وتحظى بأهمية بالغة لما تحققه من مساهمة في سرعة تسوية المنازعات بطريقة ودية، دون اللجوء للقضاء، الذي قد يطيل أمد تسوية النزاع، بما يساهم في تقليل الأعباء من جهد وتنقل وسفر عبر الحدود.ويعد مبدأ السرية أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الوسائل البديلة بصفة عامة والوساطة الإلكترونية بصفة خاصة، وهو ما تكفله هذه الوسيلة للأطراف المتنازعة، الذين لا يرغبوا في إتاحة منازعاتهم وخلافاتهم المثارة بينهم على العامة، نظراً لما في إفشاء أسرارهم من تأثير سلبي على مراكزهم الاجتماعية والمالية.تتميز الوساطة الإلكترونية بخضوعها للإرادة الحرة للأطراف المتنازعة، فهي وسيلة رضائية واختيارية، تقوم على أساس تدخل طرف ثالث من الأغيار، تقتصر مهمته نحو تقريب وجهات النظر المتباينة بين الأطراف المتنازعة، وطرح الحلول والمقترحات وصولاً لتسوية النزاع بصورة مرضية للأطراف المتنازعة، بما يساعد في المحافظة على العلاقات والمصالح المتبادلة بين الطرفين.فالوساطة الإلكترونية تهدف نحو تحويل الأطراف المتنازعة من موقف خصومة يكون فيها كل طرف منهم ضد الآخر، إلى موقف ساعياً نحو تسوية النزاع بجعل الأطراف المتنازعة ضد مشكلة النزاع، فهي لا تهدف نحو بحث المخطئ والمصيب، بل تهدف نحو تقريب وجهات النظر المتباينة، ففي الوساطة الخصمان رابحان، وهي تختلف عن القضاء التقليدي، الذي يعرف بقضاء العلاقات المحطمة.وبمجرد لجور الأطراف المتنازعة للوساطة الإلكترونية، واختيار الوسيط الذي يحكم اختياره بعض القواعد التي تعتبر من مقومات نجاح عملية الوساطة الإلكترونية، فيتعين توافر بعض الشروط في الوسيط، كما أنه يتمتع ببعض الحقوق التي تقابلها التزامات ملقاة على عاتقه، وتختلف طبيعة عمل الوسيط عن غيره من الأعمال التي يتولى القائمين عليها محاولة تسوية النزاع ودياً.وتمر مرحلة الوساطة الإلكترونية بعدة مراحل منذ بداية اللجوء لعملية الوساطة الإلكترونية، مروراً باختيار الوسيط، ثم عقد الجلسات المشتركة والمنفردة للوسيط مع الأطراف المتنازعة، وصولاً لطرح الحلول والمقترحات من الوسيط ومحاولة تقريب وجهات النظر المتباينة، وانتهاءً بانقضاء عملية الوساطة الإلكترونية بانتهاء أعمالها، إما بتسوية النزاع المطروح وإبرام اتفاق التسوية الودية، أو بانقضائها دون تسوية للنزاع.