الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص نزعت العديد من التجارب المسرحية العالمية نحو تحقيق مايعرف بالتلاقح الثقافي والحضاري الخلاق والمثمر، ويعد المخرج المسرحي يوكيو نيناجاوا ,والمخرج المسرحي سليمان البسام من بين المبدعين الذين أمنوا بدور المسرح في تحقيق حوار ثقافي بين الشعوب، عمل المخرج يوكيو نيناجاوا والمخرج سليمان البسام في مختبرهم المسرحي من أجل خلق فضاء يؤمن بالتلاقي والتلاقح الثقافي ويزيل الحدود الفاصلة بين التقنيات سواء المحلية أو الوافدة، فقد انطلق كلا المخرجين من مبدأ أن المسرح فن قائم على الحوار والتبادل الثقافي وإزالة جميع الأسوار والحدود بين الثقافات والفنون، إي أن انفتاح نيناجاوا والبسام يعد انفتاح طوعي على المنجازات الفنية الغربية، إلى جانب الاستفادة من الموروث المحلي، وذلك بغية إيجاد أساليب جديدة تمنح إبداعهم أبعاد أممية وعالمية وكونية لا يتم تجزئتها إلى شرقية وغربية. ومن هنا فإن مسرح نيناجاوا والبسام متموضع في فضاء بيني هجين أنه فضاء مناوئ لكل أشكال الهويات الصلبة، فابدع كلا المخرجين فضاء ثالث تتداخل فيه إنجازات المسرح الغربي مع الموروث المسرحي المحلي، وبذلك يصبح مسرحهما مثالًا حيًا وفريدًا لهجنة بين الشرق والغرب، وانطلاقًا من كون المسرح منتجًا ثقافيًا تواصليًا يتأسس في نطاق الحوار والتواصل وفتح بنيات النصوص والعروض ليشكل فضاءًا ثقافيًا يتسع للتناقضات والتعدديات على اختلافاتها، واستنادًا على ذلك تهدف هذه الدراسة إلى استجلاء المشهد الثقافي التعددى والهجين داخل تجربة المخرج الياباني يوكيو نيناجاوا والمخرج العربي سليمان البسام، كى تكشف عن تمثيلات الهجنة الثقافية فى قراءة نيناجاوا والبسام للنص الشكسبيري ”الليلة الثانية عشر” وقرائتهما لنصوص من موروثهم المسرحي. فعبر هذه القراءات تتكشف قدرة المسرح على خلق فضاء حواراي هجين يقر بالتبادلية والتلاقح الثقافي . |