Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي نفسي ديني في تنمية
الصلابة النفسية لدى طلاب كلية التربية النوعية/
المؤلف
السيد، السيد محمد محمد.
هيئة الاعداد
مشرف / عماد محمد أحمد مخيمر
مشرف / هالة أحمد عبد الحليم صقر
مشرف / هالة أحمد عبد الحليم صقر
مشرف / هالة أحمد عبد الحليم صقر
الموضوع
الارشاد النفسي
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
254ص؟:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - صحة نفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 274

from 274

المستخلص

يتعرض الإنسان في مختلف مراحل حياته إلى أشكال متعددة من الضغوط النفسية, والاجتماعية والصحية, والاقتصادية, وغيرها, فلم تَعُد الضغوط حالة طارئة تصيب البعض من وقت لآخر؛ بل أصبحت عادة يومية يعاني منها الكثير نظرًا للتطور التكنولوجي, والتغير السريع, مما جعل الفرد يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في طريق تحقيق أهدافه واحتياجاته, وصولًا للتوافق النفسي, والاجتماعي, وليس لديه ما يملك ليمنع تعرضه للضغوط فهي من سنن الحياة, حيث أن وجودها هو ما يثبت وجودنا في الحياة.
ويعد طلاب الجامعة هم صفوة الشباب, وعصب المستقبل المشرق للمجتمعات, إذ أن المرحلة الجامعية تعتبر من أهم وأخطر المراحل العمرية التي يمر بها الفرد عبر مساره النمائي فهي مرحلة انتقالية ما بين المراهقة, والرشد فلها أهميتها الكبرى في بناء شخصية الفرد وتطوير مستوى تفكيره وثقافته. ومع ذلك فطلاب الجامعة عرضة للاضطرابات النفسية, إذ يعد الانتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية في حد ذاته مصدرًا من المصادر الضاغطة إذ تقل مصادر الدعم, والمساندة الاجتماعية والأسرية, ويتعرضون إلى بيئة جديدة عليهم أن يتكيفوا معها وأن يقيموا علاقات مع الآخرين كبدائل للعلاقات التي فقدوها, ويتخذوا قرارات بشأن مستقبلهم المهني, ويكرسوا وقتًا طويلًا للمذاكرة, وهذا يستغرق جهدًا كبيرًا مما يجعلهم حتمًا يمرون بحالة من الوحدة النفسية, والتوتر الانفعالي(عماد مخيمر, 2009: 159).
وتمثلت مصادر الضغوط لدى الطلاب كالتالي: ضغوط أكاديمية, وضغوط أسرية, واجتماعية, وضغوط نفسية, وصحية, وضغوط اقتصادية Devi, Mohan& Narayana, 2015: 449)‏). حيث تمثل هذه الضغوط خطورة كبيرة تجاه الطلاب, وتؤثر بالسلب على صحتهم النفسية والجسدية, وأدائهم الأكاديمي, وكذلك على قدرتهم على استكمال حياتهم المهنية, والمستقبلية (Rois, Ray, Rahman& Roy, 2021: 9).
وتعتبر الصلابة النفسية مركب مهم من مركبات الشخصية التي تقى الانسان من آثار الضغوط الحياتية المختلفة, وتجعل الفرد أكثر مرونة وتفاؤل وقابلية للتغلب على مشكلاته, حيث تعمل الصلابة النفسية كمتغير سيكولوجي وقائي يخفف من الإصابة بالإجهاد الناتج عن التعرض للضغوط وتزيد من استخدام الفرد للمصادر الشخصية والاجتماعية المناسبة تجاه الأحداث الضاغطة (عماد مخيمر, ٢٠19: 6).
وأشار(2020: 74) Jarwan& Al-frehat أن الصلابة النفسية تقي الشباب من المشكلات النفسية التي تنتج عن الأحداث الشاقة، كما تحسن مهارات حل المشكلات لديهم.
كما أشار Sgatni& zerzour (2021: 526) أن الصلابة النفسية تمثل نمطًا معرفيًا, وعاطفيًا, وسلوكيًا لمقاومة الإجهاد فهي من أهم طرق المواجهة الفعالة للضغوط إذ يقوم الفرد ذوي الصلابة النفسية بإعادة التقييم المعرفي للحدث المسبب للضغط والتهديد, وإدراكه بواقعية وتفاؤل للحفاظ على أمانه النفسي, واستقراره العاطفي, وتقديره لذاته, وصحته النفسية.
ويعتبر الدين من العناصر الهامة في حياة الفرد، حيث إن التمسك بالقيم والتعاليم الدينية يدفع الفرد للتفكير الإيجابي ومعرفة الهدف من حياته، ويعلم أن العالم كله وما يدور فيه من أحداث يرجع إلى حكمة الله، وبراعته، وقدرته، ووجوده، فيجعل الفرد أقل عرضة لمشاعر الفشل في الحياة، وخيبة الأمل، والاكتئاب(Boolaghi, Honarmand& Kianimoghadam, 2016: 2).
ولقد أجمع علماء المسلمين على أن الإسلام مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة لأنه منهج حياة صحية فاضلة، حيث اهتم بتحقيق التوازن في داخل الفرد وخارجه، ويدعوا الى تنميته جسميًا، ونفسيًا، وروحيًا، حيث ينظم علاقه الفرد بربه, وبنفسه, وبأسرته، وأمور الحياة بشكل عام, فالإيمان بالله ينبوع الحياة الفاضلة, والأخلاق السامية (عبدالباسط خضر، ورانيا عبدالقوي، ٢٠١٩: ٤٩).
وجاءت نتائج دراسة Amalia& Nashori (2021: 36) تؤكد أن التدين, والكفاءة الذاتية يرتبطون سلبًا بالضغوط الأكاديمية لطلاب الجامعة, فكلما ارتفع مستوى التدين انخفض مستوى الضغوط, وعليه فالتدين من أحد عوامل الوقاية الداخلية والخارجية لهم.
كما يعتبر الإرشاد النفسي الديني طريقة معاصرة مشتركه تتضمن الأساليب الإرشادية والعلاجية الحديثة وتقوم بدمج الروحانيات لتقديم حلول للمشكلات والأزمات، والاحتياجات النفسية، والدعم بغرس القيم الإسلامية للعميل ليكون نافعًا لذاته ومجتمعه (Rassool, 2016: 18).
ويعد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من أسس الإرشاد النفسي الديني، حيث أن تقرب الفرد إلى الله الخالق المبدع يساعده على الرضا بقضاء الله وقدره، والتوازن الانفعالي، والسعادة في الدنيا والآخرة، ووصول الفرد إلى النفس المطمئنة بقدرة الله تعالى حيث قال سبحانه:ﱡﭐ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡﳢﱠ (الرعد: ٢٨)؛ (Hesti Rahayu, 2022: 4).
وعليه فإن الإرشاد النفسي الديني يعد نقطة انطلاق لبناء عناصر بشرية مؤهلة وقادرة على مواجهة الأحداث والتغيرات, والاحباطات, وضغوط الحياة, ومن هنا تأتي الدراسة الحالية لتسهم في إعداد, وتنفيذ برنامج قائم على الإرشاد النفسي الديني, والتعرف على فعاليته في تنمية الصلابة النفسية لدى عينة من طلاب كلية التربية النوعية.
ثانيًا: مشكلة الدراسة
بعد ما سبق ذكره يتضح أن مشكلة الدراسة الحالية تسعى إلى الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
ما فعالية برنامج إرشادي نفسي ديني في تنمية الصلابة النفسية لدى طلاب كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية؟
ويتفرع من هذا التساؤل عدة أسئلة فرعية وهى:
(1)- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية, والضابطة في القياس البعدي على مقياس الصلابة النفسية؟
(2)- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي, والبعدي على مقياس الصلابة النفسية؟
(3)- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي, والتتبعي على مقياس الصلابة النفسية؟
ثالثًا: أهداف الدراسة
تتحدد أهداف الدراسة الحالية فيما يلى:
1- تهدف هذه الدراسة إلى إعداد برنامج إرشادي نفسي ديني من أجل تنمية الصلابة النفسية لدى عينة من طلاب كلية التربية النوعية بالزقازيق، ولرفع مستوى الصلابة النفسية إلى أعلى مستوى ممكن من الفاعلية .
2- التعرف على مدى فعالية برنامج إرشادي نفسي ديني في تنمية الصلابة النفسية لدى طلاب كلية التربية النوعية.
3- رفع كفاءة الطلاب في مواجهة ضغوط أحداث الحياة, وتحقيق الصحة النفسية لديهم، ليحفظوا ذاتهم من أن يقعوا فريسة للاضطرابات النفسية، وآثارها السلبية على الأفراد.
4- وتهدف هذه الدراسة أيضًا إلى التحقق من مدى استمرارية فاعلية البرنامج الإرشادي النفسي الديني في تنمية الصلابة النفسية لدى أفراد العينة التجريبية بعد انتهاء جلسات البرنامج المقدم، وخلال فترة المتابعة.
رابعًا: أهمية الدراسة
نبعت أهمية الدراسة الحالية من خلال ما يلى:
أ- الأهمية النظرية:
- انطلاقًا من أن مبدأ الوقاية خير من العلاج نجد أهمية هذه الدراسة تتجلى في التركيز على أهم وسيلة لتجنب وقوع الفرد فريسة للاضطرابات النفسية, والصحية, والسلوكية ألا وهى ”الصلابة النفسية” من حيث معرفة طبيعة مفهومها كأحد المفاهيم الحديثة، ومعرفة مكوناتها الرئيسية الثلاثة وهى (الالتزام, والتحكم, والتحدي) باعتبارها سمة من السمات الإيجابية في الشخصية فهي درعًا واقيًا وحصنًا منيعًا يحمى الفرد من التعرض للاضطرابات النفسية والصحية فتساعد الفرد على مواجهة الضغوط, وحل المشكلات, وتحقيق النجاح, والحفاظ على صحة الأفراد وبقائهم متمتعين بالتوافق النفسي والجسمي لأطول فترة ممكنة رغم تعرضهم لضغوط الحياة.
- تتناول الدراسة شريحة مهمة وهى من طلاب الجامعة الذين هم عصب المستقبل المشرق فيكونوا أفراد نافعين لأنفسهم ولبناء بلدهم.
- تأتي الدراسة تمشيًا مع الاتجاه الحديث في علم النفس الإيجابي الذي يركز على تنمية الجوانب الإيجابية في الشخصية بدلًا من أن يركز على مواطن الضعف والخلل.
ب- الأهمية التطبيقية
- تتناول الدراسة الحالية الإرشاد النفسي من الجانب الديني الإسلامي لأن التدين يعد عنصرًا أساسيًا في تكوين وتنمية الشخصية الإيجابية المسلمة، وأن الاهتمام بتغذية الجانب الروحي لزيادة الإيمان بالله, والرضا بالقضاء والقدر, يعتبر من أهم عوامل النجاح لعمليات التوجيه والإرشاد النفسي في تنمية كل شخص ووقايته وإصلاحه.
- أن هذه الدراسة تساعد في مجال علم النفس الاكلينيكي, والإرشاد النفسي والعلاجي للأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية تؤثر على أدائهم النفسي وتوافقهم المهني, والاجتماعي، والأسري, والأكاديمي، حيث أن هؤلاء الأفراد يحتاجون إلى برامج وخطط إرشادية تعمل على تقوية وتنمية خصائص الشخصية الإيجابية بهدف تطويرها وتوظيفها لرفع كفاءتهم وللتعامل مع الضغوط بطريقه أكثر فاعلية واعتبارها وكأنها شيء أساسي في الحياة فلا حياة بدون ضغوط وحيث توجد الحياة توجد الضغوط.
- كما تساعد هذه الدراسة في اختيار العينات ذات الشخصية الصلبة التي تتمتع بقوة الالتزام والتحكم لتولى مناصب إدارية, وعسكرية, ومهنية هامه تتطلب الشخصيات ذات البناء النفسي القوى.
خامسًا: مصطلحات الدراسة
1- الإرشاد النفسي الديني: Counseling Religious Psychological
يعرفه عبدالباسط خضر (٢٠١٧: ٢٩٩) ”بأنه محاولة مساعدة الفرد باستخدام المعطيات الدينية للوصول إلى حالة من التوافق تسمح له بالقدرة على ضبط انفعالاته إلى الحد الذى يساعده على النجاح في الحياة”.
ويعرف الباحث الإرشاد النفسي الديني إجرائيا أنه: طريقة من طرق الإرشاد النفسي تعتمد على أسس ومبادئ وفنيات دينية روحيّة مستمدة من الوحي القرآني للدين الإسلامي، والسنة المطهرة تساعد الفرد على تحسين الجوانب الإيجابية في الشخصية، وتحمل مشاق الحياة ومواجهتها بالاستعانة بالله السند الدائم، والرجوع للفطرة السليمة التي فطره الله عليها، لتحقيق الصحة النفسية.
2- الصلابة النفسية: Psychological Hardiness
ذكر عماد مخيمر(2019: 14) أن الصلابة النفسية هي: ”اعتقاد عام داخل الفرد في فاعليته, وقدرته على استخدام جميع المصادر النفسية، والبيئية المتاحة له كي يدرك ويفسر, ويواجه أحداث الحياة الضاغطة بفاعلية، ويتعايش معها على نحو إيجابي.
ويعرف الباحث الصلابة النفسية إجرائيًا بأنها: قدرة الفرد على مواجهة ضغوط أحداث الحياة الشاقة مع الاحتفاظ بقدر جيد من ”الالتزام, والتحكم, والتحدي” للتمتع بصحتة الجسمية والنفسية.