الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يمثل العجز فى الموازنة العامة أحد أهم المشكلات الاقتصادية المحورية على المستوى العالمى؛ و ذلك لما لهذه المشكلة من آثار مباشرة و غير مباشرة على أداء النشاط الاقتصادى بوجه عام: إضافة إلى كونها واحدة من أهم الموضوعات التى أثارت جدلًا واسعًا حولها و تفاوتت الآراء و الاجتهادات بشأنها سواء على مستوى الأدبيات الاقتصادية أو السياسات الاقتصادية: و لاسيما فى السنوات الأخيرة التى شهدت اتجاه العجز فى الموازنات العامة نحو التزايد فى العديد من دول العالم: الأمر الذى صاحبه ارتفاع مستمر فى أرصدة الدين العام المحلى و الخارجى لحكومات تلك الدول. و تجدر الإشارة إلى أنه يمكن تعريف الموازنة العامة للدولة على أنها تلك الوثيقة التى تشتمل على بيان بتقديرات إيرادات الدولة و نفقاتها لفترة مقبلة تقدر عادة بسنة: فهى تقدير للنشاط المالى المتوقع للدولة خلال عام مقبل: أما العجز فيعرف فى الغالب بأنه الفرق بين جملة النفقات و الإيرادات الحكومية: و قد أصبح عجز الموازنة ظاهرة عالمية؛ إذ يكاد يكون من النادر أن نجد دولة فى العالم لا تعانى من عجز الموازنة العامة. و بالنظر إلى عجز الموازنة من زاوية أنه زيادة فى الإنفاق العام عن الإيراد العام للدولة: فإن هناك حقيقة هامة و هى أن الإنفاق العام فى الدول الأفريقية: بل و فى جميع دول العالم مهما كانت درجة تقدمها الاقتصادى أو الاجتماعى يتجه نحو التزايد عبر الزمن: و ترجع أسباب العجز فى الموازنة العامة للدولة عموماً إلى أن ظاهرة العجز هى عبارة عن نتاج لمجموعة مركبة من العوامل و المؤثرات و التى ترجع فى جزء منها إلى جانب النفقات العامة: و فى جزء آخر إلى جانب الإيرادات العامة: و تتراوح الآثار المترتبة على عجز الموازنة فى الدول الأفريقية ما بين أثر العجز على التضخم و معدلات الفائدة: و بين أثره على الديون الخارجية |