الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 378 |  |  |
| | | from | 378 | | |
المستخلص
اهتم الشيخ الشنقيطي بعلم المقاصد اهتماما واضحا، فكتابه ””أضواء البيان”” زاخر بالعبارات التي تدل على اعتنائه بهذا الجانب، والشيخ تكلّم عن كثيرٍ من المسائل التي تتعلّق بالجانب المقاصدي، وربطها في الجانب التطبيقي، وتكلم عن أثر المقاصد في جانب التكليف، وعن خطورة عدم مراعاة المقاصد عند النظر في الأحكام. فتشريع الحكيم الخبير جل وعلا مشتمل على جميع الحكم من درءالمفاسد وجلب المصالح، والجري على مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات. وبالنظر والإستقراء في كتب الشيخ نجد أنه سار على تقسيم الغزالي رحمه الله للمقاصد، والتي سماها الشيخ ””المصالح”” فيقول في ذلك: ””ومعلوم أنّ المصالح التي يدور حولها التشريع السماوي ثلاث وهي: درء المفاسد، المعبر عنه في الأصول بالضروريات، وجلب المصالح، المعبرعنه في الأصول بالحاجيَّات، والجري على مكارم الأخلاق وأحسن العادات، المعبر عنه في الأصول بالتحسينيّات والتتميمات.ويظهر جليا أن أن الشيخ رحمه اللَّه كان له نصيبًا وافرًا في هذا الباب، وأنه قد أولى هذه القضية عناية شديدة، واهتمامًا بالغًا. وهذا الكتاب القيم ””أضواء البيان”” أرى أنه موسوعة شاملة جمعت في طياتها بين كثير من العلوم المختلفة التي تهدف إلى خدمة القرآن الكريم، وتفسيره، وبيان مجمله وتفسير متشابهه. فهو ليس من قبيل التفسير بالرأي، وإنما هو استنباط من القرآن في جُملته، ومعتمد على كتب الأئمة المُتقدمين يُفاضل ويُرجِّح بين أقوالهم ويُوجِّه ويختار ويرد. وقد عرجت على بعض القيم التربوية التي ترتبط بمقاصد الشريعة ومقاصد القصص القرأني وكيفية تطبيقها عمليا ونظريا. ولذا فإن هذا التفسير من المنزلة بمكان بين كتب التفسير القديمة والحديثة، فهو لا يكاد يتناول آية قرآنية إلا وبين ما تدل عليه، وما لا تدل عليه، ثم أورد الآيات التي تكشف ما لم تدل عليه الآية الأولى. كما أن فقه الإمام الشنقيطي خير دليل على مراعاته للمقاصد الشرعية حيث أشار إلى الكثير من القواعد المقاصدية الشرعية التي تحقق مصالح الناس. ومن ثم فعلى الباحثين أن يعنوا بتحقيق ودراسة كتب الإمام الشنقيطي تحقيقًا علميًّا ونشرها بين الناس وخاصَّة طلاب العلم الذين لا يَزالُ أكثرهم في بعض الجامعات العربيَّة لا يعرفون شيئًا عن قِيمة ونَفاسة علمه وما يحويه من فكر مستنير.”