الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الوساطة هي احدى البدائل وليست البديل الوحيد، وتحث على حل النزاعات، حيث أن الحل يكون عادلا ومرضيا للأطراف، لأنه لا يوجد تغليب لطرف على الآخر كما هو الحال في القضاء أو التحكيم، ويمكن أن نستنتج من بحثنا لموضوع الوساطة بعض النتائج وهي كالآتي : أن اللجوء للوساطة كوسيلة لتسوية بعض المنازعات، إنما هي وسيلة حديثة قصد بها البعد عن الكثير من الصعوبات التي يسيرها القضاء، سواء ما تعلق منها بالإجراءات أو الوقت أو النفقات، بالإضافة إلى أن الوساطة غالبا ما تنتهي بتسوية ودية تتمتع برضاء طرفي النزاع، ومن ثم يكون النزاع بين الأطراف قد انتهى إلى غير رجعة، دون حاجة لاستئناف أو طعون تطيل أمد الخلاف كما هو الحال في القضاء. لقد تبين لنا من خلال هذه الدراسة أن ممارسة الوساطة تحتاج إلى التدريب الخاص، والذي يشمل الممارسة الحقيقية والتعامل مع أطراف ،حقيقية، بالإضافة إلى المهارات والقدرات الشخصية الملائمة للوسطاء ولأطراف النزاع. الوساطة مستمدة من المفاهيم السائدة في الدين الإسلامي، وليست اختراع العولمة السائدة في هذا الزمن، والوساطة ممكن أن تتم في قضايا عديدة، وتشمل جميع المجالات، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. أن الوساطة هي أحد الحلول البديلة للنظام القضائي، وتعتبر ملحقا وتابعا للجهاز القضائي الذي لا يمكن أن يُهمش دوره، خاصة وأنه أحد ركائز الدولة الثلاث وسلطاتها الرئيسية. اللجوء إلى الوسائل السلمية في حل النزاعات هي عملية مفيدة لطرفي النزاع، فهي الأسرع من حيث الوقت، بينما الدعوى القضائية تستمر لسنوات طويلة. أن الوساطة هي الأوفر من حيث التكاليف بحيث لا تتطلب عقد مؤتمرات، أو إرسال بعثات دبلوماسية متكررة مقارنة بالوسائل الأخرى التي تتطلب النفقات العالية. |