Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة مقارنة للحدائق العلمية في بعض الجامعات الأجنبية :
المؤلف
العنزي، سلمي رمضان عبيد.
هيئة الاعداد
باحث / سلمي رمضان عبيد العنزي
مشرف / محمود عطا محمد على مسيل
مشرف / فيولا منير عبده
مشرف / فيولا منير عبده
الموضوع
التربية المقارنة والإدارة التعليمية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
201 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كـليـــة التـــربيـــة - قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 169

from 169

المستخلص

مقدمة الدراسة
تمثل الحدائق العلمية أحد أهم صيغ الاندماج بين المعرفة ممثلة في الجامعات ومراكز البحوث. وبين قطاع الصناعة ممثلاً في الشركات والمشروعات المختلفة، فالحديقة العلمية تمثل نقطة الالتقاء المهمة بين الجامعات ومراكز البحوث وما لديها من معارف وابتكارات وإبداعات وبراءات اختراع، وبين قطاع الصناعة الذي يمتلك من القدرات والإمكانات لتحويل هذه المعرفة إلى سلع ومنتجات.
وبدأت الحدائق العلمية تنتشر بسرعة كبيرة خلال العقود الأربعة الماضية في كل دول العالم تقريبا، خاصة في دول أوروبا وأفريقيا وآسيا، وبدأت كل دولة تأقلم لنفسها نموذجا من الحدائق العلمية يتلائم مع ظروفها، ويحقق الأهداف التي تتطلع إليها. ومن هنا جاء الاختلاف والتنوع بين الحدائق العلمية المختلفة، إلا أنها جميعا تؤسس على فكرة واحدة، وهي كيفية الإستفادة مما لدى الجامعات ومراكز البحوث من معارف وابتكارات وتطبيقها في مجال الصناعة والأعمال.
وتمثل الحدائق العلمية محاولة للإستفادة من فنيات الإبتكار والإبداع في تفعيل التنمية الإقتصادية، حيث توفر الحديقة البيئة الملائمة لرعاية أنواع العلوم والمعرفة التي تحقق الإبتكار([() جامعة الملك عبدالعزيز: ”الحدائق العلمية ومناطق التقنية ”سلسلة نحو مجتمع المعرفة”، الاصدار الثاني، المملكة العربية السعودية، 1425 هـ، ص8.]).
وينظر كثير من الباحثين إلى تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء وادي السيلكون Silicon Valley على أنها أول محاولة على مستوى العالم لإنشاء حديقة علمية، وذلك منذ خمسينيات القرن الماضي، ومع النجاح الكبير الذي تحقق في وادي السيليكون الأمريكي، أصبح نموذجا تقتدي به معظم دول العالم التي ترغب في بناء حدائق علمية، لقد وفر وادي السيليكون أكتر من مليون وظيفة عمل، ودخلة أكتر من ستة آلاف شركة، ويحقق دخلا سنويا يتجاوز مائتي مليار دولار([() جامعة الملك عبدالعزيز- مركز الدراسات الاستراتيجية: ”دور مجتمعات التقنية في التحول نحو الاقتصاد المعرفي، سلسلة اصدارات نحو مجتمع المعرفة”، الاصدار السابع والعشرين، المملكة العربية السعودية، 2010، ص 19.]).
ولقد حرصت العديد من دول العالم على التوجه نحو انشاء الحدائق العلمية والتكنولوجية، حيث أن هذه الحدائق تعد ضرورة ملحة في ظل ظروف العولمة ومتطلبات اقتصاد المعرفة، وتتنوع نماذجها حول العالم مثل حديقة هسينشو Hsinchu العلمية بتايوان، وحديقة Tsinghua العلمية بالصين.
مشكلة الدراسة
أن المناخ العام للبحث العلمي ليس مشرقاً والدول العربية تواجه قصورا كبيرا في الإنجاز العلمي والبحثي مما يضعف مساهماتها في بناء الحضارة الإنسانية والمشاركة الفعالة في التقدم العالمي . وعلى الرغم من هذه التحديات إلا أن الفرص ما زالت مواتية للأمة العربية والإسلامية لخلق رغبة صادقة في بناء قاعدة بحثية علمية حقيقية تدفعها إرادة مجتمعية نحو الإصلاح والتجديد التربوي.
وفي ضوء ذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة كالتالي:
السؤال الرئيس: كيف يمكن الاستفادة من الحدائق العلمية في بعض الجامعات الأجنبية في جامعة الكويت؟
ويتفرع من هذا السؤال الاسئلة التالية:
1-ما ماهية الحدائق العلمية في الفكر التربوي المعاصر؟
2-ما واقع الحديقة الجامعية بجامعة تسينج هو Tsinghau في الصين من حيث النشأة والتطور والأدوار الحالية والقوى والعوامل المؤثرة؟
3-ما واقع الحديقة العلمية بجامعة هسيتشو في تايوان من حيث النشأة والتطور والأدوار الحالية والقوى والعوامل المؤثرة؟
4-ما التحليل المقارن بين دولتي المقارنة في ضوء القوى والعوامل الثقافية؟
5-ما واقع دولة الكويت في مجال البحث العلمي؟
6-ما التصور المقترح للاستفادة من الخبرات الاجنبية في مجال الحدائق العلمية في جامعة الكويت؟
أهداف الدراسة
1.التعرف على ماهية الحديقة العلمية في الفكر التربوي المعاصر.
2.تحليل خبرتين من خبرات الحدائق العلمية الجامعية المتميزة ، والتعرف على واقعهما من حيث النشأة والتطور والادوار الحالية لهم، احداهما فى الصين والاخرى فى تايوان .
3.التعرف على ملامح جهود جامعة الكويت في الاستفادة من البحث العلمي وصولا الى الحدائق العالمية.
4.التوصل الى تصور مقترح للاستفادة من الخبرات الأجنبية في جامعة الكويت.
أهمية الدراسة : تمكن اهمية الدراسة فيما يلى :
1.اهمية الموضوع نفسه ، فالموضوع من الموضوعات الجديدة تماما على البيئة الكويتية ، والى حد ما البيئة العربية .
2.لفت نظر المسئولين بالكويت الى الحديقة العلمية ، كألية مهمة للربط بين النظرية والتطبيق ، وتحويل الانتاجية البحثية للجامعات ومراكز البحوث الى سلع ومنتوجات .
3.ان مشروع الحديقة العلمية يمكن ان يسهم بصورة كبيرة للغاية فى تنويع مصادر الدخل فى المجتمع الكويتى .
منهج الدراسة ([() شاكر محمد فتحي، وهمام بدراوي زيدان: ”التربية المقارنة المنهج - الأساليب- التطبيقات”، مجموعة النيل العربية، القاهرة، ص ص142-143. 2003.
]) :
تستخدم الباحثة المنهج المقارن بأبعاده المختلفة، والمتمثلة في البعد التاريخي عند الحديث عن تاريخ الظاهرة موضع الدراسة، وكذلك عند تناول نشأة الحدائق العلمية في دولتي المقارنة، والبعد الوصفي عند عرض الأدبيات المعاصرة في مجال الحدائق العلمية، وعند دراسة واقع الحدائق العلمية عند دولتي المقارنة، وكذلك الجهود المحدودة من دولة الكويت في التوجه نحو انشاء وتطوير حدائق علمية، ثم يأتي بعد التحليل الثقافي المتمثل في بيان أهم القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في نشأة وتطور الحدائق العلمية في دولتي المقارنة، وكذلك بعد المقارنة التفسيرية لتحديد أوجه الشبه والاختلاف في دولتي المقارنة، وتفسير واستخلاص أهم نتائج. وفي النهاية يأتي بعد التنبؤ الذي يظهر في بناء الرؤية المقترحة لبناء حدائق علمية في دولة الكويت.
وسارت الدراسة وفقا للخطوات المنهجية التالية:
1.الخطوة الاولى : تمثل الاطار العام للدراسة .
2.الخطوة الثانية : تمثل عرض للحدائق العلمية في الجامعات في الفكر التربوي المعاصر ”اطار تنظيري”.
3.الخطوة الثالثة : عرض لخبرة حديقة جامعية Tsinghua فى الصين ، وهنشو Hsinchu فى تايوان.
4.الخطوة الرابعة: تقديم تحليل مقارن بين خبرتي المقارنة في ضوء القوى والعوامل الثقافية.
5.الخطوة الخامسة : عرض لجهود الكويت المحدودة والتعرف علي آراء المسئولين بدولة الكويت حول إنشاء حديقة علمية جامعية.
6.الخطوة السادسة: التصور المقترح لإنشاء حديقة علمية جامعية في الكويت في ضوء نتائج الإطار النظري وخبرات المقارنة .
حدود الدراسة:
الحدود المكانية: تقتصر الدراسة على دراسة حديقة Tsinghua في الصين، وحديقة Hsinchu في تايوان. وذلك لاعتبارهما باكورة الحدائق العلمية في الدولتين واكثرهما شهرة. كما تتناول الدراسة في عرض الخبرتين على التعرف على نشأة الحدائق في كل منهما وتطورها، وكذلك دور الجامعات والشركات والمشروعات في الحديقة وكذلك اداء الحديقة وطبيعة حاضنات الاعمال بها، وأيضا القوى والعوامل الثقافية التي تؤثر على كل منهما. واختارت الباحثة تلك الخبرتين نظرا لتشابه الظروف المحيطة ببناء الحدائق العلمية في دولتي الخبرة بالظروف الحالية بدولة الكويت مما يساعد على الاستفادة الكبيرة من الخبرتين في محاولة وضع تصور مقترح لانشاء حدائق علمية بدولة الكويت.
الحدود الزمانية: تم اجراء هذه الدراسة في الفترة من
نتائج الدراسة
من خلال تناول الدراسة لخبرة كلا من حديقة هسينشو العلمية بتايوان وحديقة تسينجهوا العلمية بالصين، والاطار النظري، توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج وأهمها:
1-توضح الدراسة التوجه العالمي المتزايد نحو انشاء الحدائق العلمية والتكنولوجية في دول العالم سعيا منها لتحقيق النهضة الاقتصادية والتنمية الشاملة وتعزيز تقدمها بين الأمم.
2-أهمية الحدائق العلمية ودورها في الربط بين النظرية والتطبيق مما يساهم بشكل كبير وفعال في القضاء على الفجوة بين النظرية وتطبيقها على ارض الواقع وصنع الابتكار، كما يساعد على زيادة القدرة التنافسية للدول ويعزز نموها الاقتصادي والعالمي.
3- محاكاة واتباع كل الدول في انشاءها للحدائق العلمية لنموذج وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي ألهم معظم الدول وأسهم في التوجه السريع نحو انشاء الحدائق العالمية والتكنولوجية بمختلف أنواعها، وكانت كل من تايوان والصين من اولى المتأثؤين بهذا النموذج واشرعوا في انشاء الحدائق الخاصة بهم.
4-ان نجاح الحدائق العلمية يعتمد بشكل كبير على التخطيط الجيد والفعال والدقيق والذي قد يستمر لعدة اعوام وذلك لضمان نجاح الحديقة.
5-ان الحدائق العلمية لابد أن تكون قائمة على سياسات واضحة للعلم والتكنولوجيا والابتكار، وان تكون هذه السياسات نابعة من واقع تلك الدول وملائمة لاحتياجاتها ومناسبة مع امكانياتها.
6-أهمية وجود الجامعات ومراكز البحوث ومؤسسات التعليم العالي داخل الحديقة مما يعزز ويقوي البحث العلمي والابتكار وهو امر جوهري لا غنى عنه، كما يعزز التعاون والتواصل ونقل المعرفة.
7-ان وجود الشؤكات والمشروعات الصغيرة داخل الحدائق امر مهم جدا وجوهري يساعد بشكل كبير على الابتكار والانتاج المعرفي كما يسهم بشكل فعال ايضا في نقل المعرفة من الجامعات والمراكز البحثية للشركات ودعم الابتكار والتنمية الصناعية.
8-ان الموقع الجغرافي للحدائق العلمية مهم وحيوي، لذلك يجب مراعاة المكان الجغرافي المناسب عند بناء الحديقة مما يساهم بشكل كبير في نجاحها، ويتم ذلك وفقا لظروف كل دولة والنتائج المرجوة من الحديقة تحقيقها.
9- تعمل الحدائق العلمية والتكنولوجية في كل من تايوان والصين على انتقاء الشركات التي تدخل اليها وحددوا ان الشركات ينبغي ان تحظى بالقدرة على التمويل اللازم لعمليات الانتاج وتحقيق الاستفادة القصوى من الانتاجية البحثية وكذلك قدرة تلك الشركات على التواصل بينها وبين الجامعات والمراكز البحثية داخل الحديقة والاستفادة منها في عمليات البحث والتطوير.
10-اسهمت الحدائق بشكل كبير وفعال في تقليل نسبة البطالة وذلك من خلال توفير الكثير من فرص العمل وتقليل التكدس السكاني حيث قامت بجذب السكان بالقرب منها.
11-يسهم وجود الشركات في الحديقة العلمية على حصولهم على الانتاجية البحثية من الجامعات والمراكز البحثية، وذلك يعزز وجود مصدر اضافي للتمويل للتعليم، وتعتمد المراكز البحثية على تمويلها من خلال بيع انتاجيتها البحثية للشركات والمشروعات الصغيرة، ومن ثم تخفيف الاعباء عن الدولة.
12-أهمية وجود حاضنات الاعمال التكنولوجية في نجاح الشركات داخل الحديقة وانشاءها وتطويرها وامدادها بالمعلومات الادارية والتدريبية والخدمات المعلوماتية، والاستشارات المناسبة.
13-ان نجاح التعاون الفعال بين الشركات والمشروعات داخل الحديقة وبين الجامعات والمراكز البحثية أدى الى ريادة في تسجيل براءات الاختراع حيث دخلت الدول في منافسات دولية وعالمية من اجل حصد عدد اكبر من براءات الاختراع مما يدل على مدى نجاحهم بسبب ذلك التعاون البناء.
14-حققت الحدائق العلمية الهدف من رفع مستوى المعيشة وكذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وذلك من خلال تحقيقها لارباح طائلة من خلال بيع وتسويق منتجاتها.
15-اعتمدت كلا من تايوان والصين في انشاءها وادارتها للحدائق العلمية على نظرية تكتل المزايا حيث تمثل الحديقة تكتلا للقدرات العلمية والمهارية والصناعية والتكنولوجية في موقع واحد من خلال تجمع لعدد من الجامعات والمراكز البحثية، وكذلك الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك من اجل تحقيق وتبادل ونقل المعرفة فيما بينهم.