Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدليل الأنطولوجي فى منطق الموجهات المعاصر
وأصوله الميتافيزيقية عند ابن سينا /
المؤلف
علي، أيمن محمد رجب.
هيئة الاعداد
باحث / أيمن محمد رجب علي
مشرف / محـمــد عــلى محمد خليل
مشرف / إبراهيم محمد إبراهيم صقر
مناقش / محـمــد عــلى محمد خليل
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
135 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 135

from 135

المستخلص

يستخدم كل إنسان المنطق فى حياته اليومية بطريقه مباشرة أو غير مباشرة، ولو وضعنا هذا المعنى موضع الاعتبار وحاولنا أن نحلل ما نقوم به فى واقع حياتنا اليومية لتبين لنا أننا نمارس التحليل والاستدلال والبرهنة المنطقية فى حياتنا اليومية .
وقد حاول الإنسان منذ القدم التفكير فى الوجود بمنطق العقل بحثاً عن علل الوجود وأسباب نشؤئه ، حيث بحث الفلاسفة الأوائل-الطبيعيين الأوائل- عن مفهوم الوجود الأول وعلله ، ونشوء العالم ، والعلاقة بين الأسباب والمسببات، بداية من البحث الهيلينى فى العلل الكونية لأصل الوجود. فقد كان البحث فى الوجود وعلله فى نظر اليونانين الأوائل قضية فلسفية كبرى ، بل ظلت هذه الفكرة راسخة عندهم، حتى قال أرسطو Aristotle (384ق.م-322 ق.م) مثل غيره أن العالم قديم؛ أى موجود منذ الأزل وإلى الأبد، حتى الإنسان يولد ويموت بالطبيعة.
ويجد الباحث بعداً فلسفياً ومنطقياً فى تاريخ الفكر الفلسفى لأدلة وجود الله بوجه عام- الدليل الأنطولوجي، والدليل الكوزمولوجى، ودليل العناية، ودليل الحركة ، ودليل النظام - وفى الدليل الأنطولوجى بوجه خاص، لكن ظل السؤال الفلسفى خصباً حتى اليوم حول الدليل الأنطولوجي وطبيعته الميتافيزيقية والمنطقية، والتى جعلت منه سؤالاً هاماً فى الميتافيزيقا وفى منطق الموجهات، حيث تجلت من خلاله قضية السببية مرة أخرى فى صورة أنطولوجية ؛ مفسرة عمق العلاقة بين العلة الأولى والمعلول ، كذلك يجمع هذا الدليل فى طياته بين أدلة الوجود والفكر، بين أدلة الغيب والشهود، بين أدلة الممكن والواجب، الأمر الذى جعله سؤالاً فلسفياً يحمل فى طياته إشكاليات فلسفية متعددة ، مفادها ينحصر فى التساؤل الفلسفى ما هو عمق العلاقة بين المنطق والميتافيزيقا فى الدليل الأنطولوجي ؟
حيث تحاول هذه الدراسة الإجابة على هذا السؤال من خلال توضيح الأبعاد المنطقية والميتافيزيقية للدليل الأنطولوجى ، مما جعلها نقطة هامة وبينية فى كتابات ابن سينا(980م-1037م) الميتافيزيقية والمنطقية.
ومن أسباب اختيار هذا الموضوع
1- يعد دراسة بينية تؤكد على عمق العلاقة ين المنطق والميتافيزيقا، والتي جسدتها فلسفة
ابن سينا الميتافيزيقية، وهذه الدراسات البينية من أخصب الدراسات فى الوقت المعاصر.
2- يسعى الباحث لتوضيح دور ابن سينا فى الحجة الوجودية ،حيث ينسب دائماً تأسيس الحجة منطقياً وميتافيزيقياً إلى القديس أنسلم فى العرض التقليدي والمعاصر للحجة.
3- تؤكد الدراسة على الدور الهام للمنطق التقليدى فى قضايا أدلة وجود الله بصفه عامة ومنطق الموجهات بصفة خاصة.
لذا يحاول الباحث تسليط الضوء على الإرهاصات الفلسفية للدليل الأنطولوجى فى الفكر الفلسفى، وقد وجدت إرهاصات يونانية للدليل الأنطولوجي، حيث تحدث إكسانوفانXenophanes (570-480 ق.م) عن مفهوم الله بفكرة الكمال والوحدانية، حيث يرى أن مفهوم الله يراد به أسمى الموجودات السماوية والأرضية ، ليس مركباً على هيئتنا ، ولا مفكراً مثل تفكيرنا ، مما يعد تأصيلاً منه لفكرة الكمال الإلهى فى فلسفة إكسانوفان .كذلك ترمز قصائد بارمنيدس الشعرية الفلسفية- طريق الحق والظن- إلى الإيمان بقضية أصالة الوجود الميتافيزيقى، والتأكيد على أن الوجود لا يُنشأ الفساد وهو الكائن ؛ لأنه و كما يرى بارمنيدس: ” الوجود كائن، واللاوجود غير كائن ” للتأكيد منه على الوجود المطلق لفلسفة الوجود .
كذلك يلاحظ فى ميتافيزيقا ابن سينا عمق العلاقة بين المنطق والميتافيزيقا ، وهو ما جسده كتاب النجاة فى الحكمة المنطقية والطبيعية والإلهية،والتي تعد بمثابة تأسيس وإيضاح لعلاقة المنطق بالميتافيزيقا من خلال البحث الأنطولوجي،والتي ظهرت واضحة جلية فى الدليل الأنطولوجى، والذى يتأسس على نظرته الأنطولوجية للوجود.
أيضاً حاول القديس أنسلم(1033-1109م) أن ينحو منحى ابن سينا.حيث أراد أن يضع إمكانياته العقلية كافة في خدمة الدين والبحث عن برهان عقلي بحت يثبت بواسطته وجود الله والحقائق الإيمانية كافة. وقد جاءت مؤلفات أنسلم وفق الإطار اللاهوتى استناداً للعقل.
وقد كتب التمهيد ومناجاة النفس” فى محاولة منه لتقديم تأمل في وجود الله وطبيعته استناداً إلى العقل دون الكتاب المقدس .فى حين أن محاولات أنسلم كانت مسبوقة بابن سينا، لكن إتين جلسون Étienne Gilson(1884-1978م) يرى أن أنسلم هو أول من صاغ الدليل الأنطولوجي بشكل محدد وواضح. ففى كتاب : مناجاة النفس، عرض لأدلة وجود الله، واستند فيها على فكرة التدرج في الكمال في سبيل الوصول إلى الخير المطلق والموجود الأول بذاته. وقد عرض هذا الدليل الأنطولوجى في كتابه :التمهيد. حيث يبدأ بتعريف الله على أنه :”الكائن الذي يستحيل علينا أن نتصور ما هو أعظم منه”. حيث تم ذكره في الكتاب المقدس: ”قال الأحمق في قلبه: لا يوجد إله”، مثل هذا الكائن يمكن أن يقال عنه إذن: إنه موجود في العقل، ولما كان الوجود بالفعل أكمل من الوجود في العقل،وكان الله هو الكائن الذي لا يمكن تصور ما هو أعظم منه، فإن الله موجود، وإلا فإننا سوف نقع في تناقض أحمق”( مزمور 1:14) .
من ثم تحاول الدراسة تسليط الضوء على تحليل مفهوم الدليل الأنطولوجى بين ابن سينا و أنسلم ، وتحديد الأبعاد الميتافيزيقية المنطقية عند كلاً منهما. حيث يعتمد ابن سينا على البعد الإشراقي التأملي فى تصورة للدليل الوجودي،بينما يقدم أنسلم الدليل الأنطولوجى في صورة برهان الخلف؛ أي عن طريق إبطال نقيض المطلوب. وبما أن ارتفاع النقيضين محال عقلاً، فالمطلوب صحيح. لقد صاغ أنسلم البرهان الوجودي وفق برهان الخلف المنطقى كالتالى :
1- إذا كان أكمل الأشياء القابل للفرض موجوداً في الذهن ولم يكن موجوداً في الخارج، فهذا يعني أن أكمل الأشياء المفروض غير قابل للفرض.
2- لكن من البديهي أن أكمل الأشياء المفترض قابل للفرض بداهة فرضنا له في الذهن.
3- إذن من المحال أن يكون أكمل الأشياء القابل للفرض موجوداً في الذهن وغير موجودٍ في الخارج.
4- لكننا نعلم أن أكمل الأشياء القابل للفرض موجود في الذهن.
فالنتيجة: إذن أكمل الأشياء القابل للفرض موجود في الخارج، أي أن الله موجود، فيثبت المطلوب .
إن ما يريد أنسلم أن يصل إليه من خلال هذا الدليل، وهو إثبات وجود الله الموضوعي انطلاقاً من الوجود المتعقّل والتصوري .
كذلك تسلط الدراسة الضوء على الدليل الأنطولوجى عند بعض فلاسفة العصر الحديث وأبرزهم رينيه ديكارت) René Descarte 1596-1650م ) وعلاقة ذلك بالدليل السينوي من خلال القراءة النقدية للدليل عند ابن سينا وأنسلم وديكارت .
حيث سعى ديكارت أن يصل إلى ابتكار أسلوب جديد للوصول لمعرفة الله وهي طريقة وجودية لكنها مقابلة لطريقة ابن سينا- النفس مقابل الفكرة -، حيث كان السائد أننا نصل إلى معرفة الله عن طريق الكون. ثم بعد ذلك يرتقي الإنسان بفكره شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى وجود الله تعالى ، لكن ديكارت خلف هذه النظرية وأراد أن يصل بالله تعالى إلى معرفة الكون؛ بمعنى أراد أن تكون المعرفة ارتدادية ،من الفكر إلى الوجود ،ومن الوجود إلى الموجودات.
وتبرز في هذا الدليل السببية المنطقية ،مثل السببية المنطقية عند ديكارت. إذ يستخلص هذا الدليل وجود الله من ماهيته . حيث يستخدم ديكارت الدليل الأنطولوجى بصورة هندسية ، لا يقل يقينها فى نظره عن يقين أية حقيقة هندسية . يقول ديكارت :” إننى لا أستطيع أن أفصل فكرة المثلث عن مجموع زواياه” . وكأننا نجد هنا نفس الضرورة المنطقية فى الرياضيات والميتافيزيقا عند ديكارت . فالمثلث هو الشكل الهندسى الذى يكون مجموع زواياه يساوى زاويتين قائمتين ، وكذلك فان الكامل هو الذى يتضمن الوجود من بين صفاته، ولا يمكن أن نتصور كائناً كاملاً بدون وجوده.
أيضاً تعرض الدراسة لوجهه نظر مغايرة وهى الدليل الأنطولوجي على عدم وجود الله-المزعوم- المستنبط من الدليل الأنطولوجي على وجود الله ، استناداً لفكرة الشر المقابل لمفهوم الكمال اللامتناهى،حيث عرض دوجلاس جاسكنج Douglas Gasking(1911-1994م) لدليل أسماه الحجة الأنطولوجية على عدم وجود الله وهو كالتالي:أن عملية خلق الكون عملية فيها نوع من الإعجاز، والإعجاز نابع من وجود و قدرة الخالق فى تجويد هذا الخلق وجماله، وكل ما زاد تجويد الكون كل ما أصبح الأمر أكثر إعجازاً وكان التجويد دليلاً على وجوده، والعكس صحيح ،لذا يستخدم جاسكنج نفس منطق الحجة الأنطولوجية أن أكبر صورة من الاعاقة هى عدم الوجود والنقص، ووجود النقص والشر دليل على عدم الكمال، وهو رد على فرضية أنسلم أن الوجود يعد أحد صور الكمال .
ويدافع ابن سينا عن فكرة الكمال الإلهي وارتباطها بمفهوم الخير والشر ، بوصفها أحد عناصر الدليل الوجودي،حيث يستند إلى نظرة إسلامية خالصة تنسب الخير والكمال لله، والشر للإنسان بكسبه؛ لذا يرى ابن سينا أن الباري ليس سببًا مباشرًا أو فاعلًا للشر أو متصفًا به، فالله تعالى لم يخلق مخلوقات شريرة شرًا مطلقًا، ولا عَالَماً يهيمن عليه الشر، بل يغلب خيره شره، كما لو أنه قصد ابتداءً ألا يخلق إلا المخلوقات الخيرة، لكن الضرورة اقتضت ألا توجد هذه الموجودات وألا تدوم خيريتها إلا بأن يعرض عليها بعض الأفعال الشريرة، فالله تعالى مريد للشر مقدر له. والمسؤول عن الشر ليس العلة الفاعلة - أي الله تعالى- بل العلة القابلة -أي الأشخاص والموجودات-، وسبب الشر كما يرى ابن سينا أن المادة لا تقبل أبدًا الكمال المطلق، بل لحق الشر بها إما بسبب بعض الأشياء التي أثرت في ابتداء تشكّلها، وإما بسبب المؤثرات الخارجية التي منعت عن الموجود كماله وجماله .
تتناول الدراسة كذلك أثر الحجة السينوية على الفلاسفة المعاصرين وتطورها من قبل بعض الفلاسفة فى العصر الحديث والمعاصر، حيث قدم هارتشورن دليلاً قوياً يعتمد على مبدأ أنسلم q ⊃ Nq،الوجود كمال ومن خلال اعتماده على قانون الثالث المرفوع Nq ∨ " ~ " Nq ،ويختلف عن الذي قدمه مالكولم، وذلك لأنه لم يتردد بين النظر للوجود الإلهي الضروري كتصور منطقي وبين النظر إليه كوجود فعلي.
أيضاً أراد كورت جودل Kurt Gödel (1987-1906 ) نقل الحجة من حالة البرهنة الى مرحلة الإثبات الرياضي من خلال حجته التقنية ،لتفادى النقد اللفظي للحجة ، اعتماداً على مفهوم السمات الإيجابية لمفهوم الله من خلال منطق الموجهات ليؤكد فى النهاية على ضرورة وجود كائن كامل.
كذلك يعرض لـ صياغة نورمان مالكولمNorman Malcolm(1911-1990م) للدليل الأنطولوجي،بعد تقديم تعقيباته على دليل أنسلم وانتقادات كانط ، حيث يعقب على حجة أنسلم بقوله :”، انه إذا كان (ذلك الذي لا يمكن تصور أي شيء أكبر منه) يمكن تصوره على الإطلاق فلا بد من وجوده. لا أحد ينكر أو يشك في وجود كائن أكبر مما لا يمكن تصوره ، أو ينكر أو يشك في أنه إذا كان موجودًا ، فسيكون عدم وجوده ، سواء في الواقع أو في الفهم ، مستحيلًا. وإلا فلن يكون هناك كائن أكبر مما لا يمكن تصوره.
وأخيراً وليس آخراً يؤكد بلانتينجا ) Alvin Plantinga1932م- ) على فكرته عن الدليل الوجودي التي تقول أن هناك كائنًا موجودًا في جميع العوالم لا يتم تجاوز عظمته في بعض العوالم. لذلك لا يثبت أن مثل هذا الكائن له عظمة لا تضاهى في عالم آخر.
وأخيراً عند تقييم ميتافيزيقا ابن سينا فى حجته، يتضح لنا أن ميتافيزيقا ابن سينا كان لها أثراً هاماً فى الحجة الأنطولوجية ،حيث أثرت ميتافيزيقا ابن سينا على بعض الأقدمين والمحدثين فى فلسفته للوجود، وميتافيزيقاه الإشراقية ورؤيته لقضية الخير والشر.
1- إشكالية الدراسة
وتكمن إشكالية البحث فى الإجابة على التساؤل الفلسفى الذى توصل إليه الباحث من خلال المصادر والمراجع الفلسفية المتعلقة بالموضوع وهو: ما هى طبيعة منطق الموجهات المعاصر وعلاقته بالدليل الأنطولوجي ؟ .
تساؤلات الدراسة :
وتطرح الدراسة تساؤل رئيس:ما هى الاشكالية المنطقية للدليل الأنطولوجي عند ابن سينا وتجلياتها فى منطق الموجهات المعاصر ؟
وهذا بدوره يطرح عدة تساؤلات أهمها:- :
1- ما المفاهيم والقضايا المتعلقة بمنطق الموجهات ؟ وما أنواعه ؟ وعلاقته بالحجة الأنطولوجية ؟
2- لماذا المنطق والدليل الأنطولوجي ؟
3- ما طبيعة الدليل الأنطولوجي عند ابن سينا وأنسلم والأبعاد المنطقية لهما ؟
4- هلى يمكن إيجاد علاقة للوجود والفكر فى الحجة الديكارتية ؟ وما هى أهم الانتقادات للدليل الوجودي الديكارتي ؟
5- لماذا ظلت إشكالية الدليل الأنطولوجي سؤالاً فلسفياً معاصراً فى الميتافيزيقا ومنطق الموجهات المعاصر؟
6- ما هى تصورات الفلاسفة المعاصرين للحجة الوجودية ؟ وهل تطورت الحجة فى منطق الموجهات المعاصر ؟
2- أهمية البحث :
ترجع أهمية هذا البحث إلى محاولة الـتأسيس لميتافيزيقا ابن سينا، والتى تتحدد ملامحها فى البعد الإشراقى المنطقى عند ابن سينا ،كذلك عرض الأصول الفلسفية للدليل الانطولوجى فى بعدها الميتافيزيقى والمنطقى، بدءً من العصر الهيلينى حتى الوقت الراهن، وعرض الأطر المفاهيمية للدليل الأنطولوجي من البحث الأنطولوجي الى التدليل على وجود الله ،ثم مفهوم الكمال اللامتناهي عند ديكارت حول الوجود الإلهى ،ثم الصياغة المعاصرة من خلال الموجهات المعاصر عند مالكولم وألفين بلانتينجا.
بالإضافة إلى ما يلي :
1- يوضح البحث أهمية مبحث الموجهات فى المنطق .
2- إبراز الأطر المفاهيمية المختلفة للدليل الأنطولوجي.
3- نقد الحجة الأنطولوجية عند المدعم لها والمعارض.
4- توضيح أهم الانتقادات الموجهة للدليل الأنطولوجي.
5- عرض الحجة التقنية على وجود الله ،والأخرى على عدم وجوده.
6- التطور المعاصر للدليل الأنطولوجيعند المناطقة المعاصرين..
3- أهداف البحث:
تسعى الدراسة لتحقيق هدف رئيسى هو: تحليل الأصول الفلسفية الميتافيزيقية والمنطقية للدليل الأنطولوجي وأصوله السينوية ،وينبثق من هذا الهدف الرئيس عدة أهداف فرعية :
1- التعرف على المفاهيم والقضايا المتعلقة بمنطق الموجهات وعلاقته بالدليل الأنطولوجي
2- تحديد الأطر المفاهيمية للدليل الأنطولوجي وجذوره الفلسفية.
3- مقارنة الأطر المفاهيمية للدليل الأنطولوجى بين ابن سينا وأنسلم وديكارت .
4- التعرف على البعد المنطقى فى الحجة الأنطولوجية .
5- قراءة نقدية للانتقادات الموجهة للحجة الأنطولوجية .
6- عرض فكرة الدليل الأنطولوجي على عدم وجود الله.
7- توضيح الحجة التقنية الرياضية على وجودالله عند المناطقة المعاصرين.
4- الدراسات السابقة :
1-مراجع باللغة العربية :
1- أحمد محمد جاد عبد الرازق ،الدليل الأنطولوجي عند ابن سينا وأثره فى فلسفة العصور الوسطى ،دار الثقافة العربية للطباعة والنشر ،القاهرة ،2001م.
ويشير الباحث الى الدليل الأنطولوجى عند ابن سينا ،ونقده عند بعض فلاسفة العصور الوسطى الإسلامية والمسيحية، والانتقادات التى وجهت له. وتتشابه هذه الدراسات فى تناول الدليل الوجودى عند العديد من الفلاسفة لكن من منظور الفلسفة الاسلامية، ويتميز البحث الحالى بعرضه للإشكالية البحثية من منظور بينى بين المنطق والميتافيزيقا ومن خلال المناطقة المعاصرين.
2- سمية عاشور محمد محمد ،إلهيات ابن سينا من خلال الإشارات والتنبيهات ،بين شرحى الرازي والطوسى ،رسالة ماجستير ،إشراف : أ.د/محمد عبدالله عفيفى ،أ.د/ رزق الشامى، قسم الفلسفة الإسلامية ،كلية دار العلوم ،جامعة الفيوم ،2018.
حيث يتناول الباحث ميتافيزيقا ابن سينا من خلال كتاب الإشارات والتنبيهات بين شرح الرازي ونصير الدين الطوسى ،كونهما يمثلان مدرستين مختلفين فى تناول ابن سينا ،فحين نقد الرازي ابن سينا فى الإشارات رد عليه الطوسى فى كتابه تلخيص المحصل. وتتشابه هذه الدراسة مع الدراسة الحالية فى التعرض لمفهوم وجود الله عند ابن سينا من خلال دليل الممكن والواجب ،لكن يتميز هذا البحث بالتطرق لمفهوم الدليل الأنطولوجي وإرهاصاته الأولية قبل ابن سينا ، والتطور الفلسفى للحجة الوجودية فى العصر الحديث والمعاصر .
3- هشام أحمد محمد إبراهيم ،تطور الدليل الأنطولوجي على وجود الله عند الفلاسفة المسلمين ،رسالة ماجستير ، قسم الفلسفة كلية الاداب جامعة المنصورة ،إشراف أ.د/إبراهيم إبراهيم ياسين.2009.
يؤسس هذا البحث لإعادة بناء للدليل الأنطولوجى فى الفكر الفلسفى الإسلامى على أساس ان الفارابى هو واضع البذور الأولى لهذا الدليل. ثم جاء ابن سينا و شيد بنيانه على أسس عقلية، ، ثم أعاد صياغته وفق أسس جديدة صدر الدين الشيرازى ،وتتميز دراستنا الحالية كونها قراءة شاملة للحجة الانطولوجية ومن منظورات مختلفة ومن خلال منطق الموجهات .
4- ناهد إبراهيم محمد ،الدليل الأنطولوجي عند نورمان مالكولم ،مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية والتربوية ،المجلد 6، العدد 6 ،2015 ،ص55-128.
وتعرضت الباحثة لفلسفة الدين عند مالكولم وأدلة وجود الله، ثم تطرقت للكلام عن الدليل الأنطولوجي عند مالكولم.وتطوره الفلسفى المعاصر.وقد ركزت الباحثة على المنظور الميتافيزيقى للحجة عند مالكولم، لذا تتميز دراستنا الحالية فى ابراز البعد المنطقى للحجة الوجودية فى منطق الموجهات المعاصر وخصوصاً عند مالكولم.
2- مراجع باللغة الإنجليزية :وتتناول المحورين الحجة الأنطولوجية وعلاقتها بالمنطق:
1- Marte E.laytona , Contextual Examination of st Anselm ontological argument, A Thesis presented submitted in partial fulfillment of requirements for the degree of master of Arts in Philosophy at the Cleveland state university, August, 2008.
ويعرض الباحث لمفهوم الحجة الأنطولوجية عند أنسلم فى كتاب الموعظة ، وانتقاد بنية الحجة الأنطولوجية المنطقية ومدى معقولية مسلماتها. والمنطق الذي كان يستخدمه القديس أنسلم في تقييم حجته. و نقد التحديات التي أثارها جانيلوGaunilo وتوما الاكوينى و St. Thomas Aquinas وإيمانويل كانت kant فى حجة أنسلم بين المدعم والمعارض من خلال منطق الحجة.
2- Zachary G. Crownover ,The Modern Ontological Argument in which the position of Alvin Plantinga is refuted, A Thesis presented in partial fulfillment of requirements for the degree of master of Arts in the Department of Philosophy and Religion The University of Mississippi, December 2012.
ويناقش الباحث في هذه الدراسة التقديم لفلسفة الدين ، من خلال تحديد الخطوط العريضة للمواقف التي يتبناها المنطقيون باسم الإلحاد والإيمان بالله ، كذلك توضيح فلسفة ألفين بلانتينجا - كمؤيد بارز للاعتقاد التوحيدى – والدليل الأنطولوجي عنده من خلال الفلسفة المسيحية المعاصرة.
5- الإطار النظري للدراسة :
وقد اشتمل البحث على مقدمة، ، وخمسة فصول وخاتمة، وقائمة بأهم المصادر والمراجع العلمية. التى اعتمدت عليها الدراسة .
وأما المقدمة فتناول الباحث فيها موضوع البحث وسبب اختياره، كذلك تناول الباحث أهمية الدراسة ،وأهداف الموضوع، وإشكالية الدراسة المطروحة ،والدراسات السابقة التى تناولت الموضوع. والمناهج المستخدمة البحث.
وأما الفصل الأول وعنوانه :الدليل الأنطولوجى : مفهومه وطبيعته وتطوره الفلسفى ، وفي هذا الفصل نناقش المقدمات الأولية للأدلة الأنطولوجية من عصر اليونان حتى العصور الوسطى .
وأما الفصل الثانى وعنوانه : تجليات الدليل الأنطولوجى على مباحث منطق الجهات المعاصر،يسلط هذا الفصل الضوء على المفاهيم والقضايا التي تتشابك مع الباحث في بحثه ، مثل منطق الجهات والضرورة المنطقية وعلاقة المنطق بالميتافيزيقيا من خلال الدليل الوجودى.
وأما الفصل الثالث وعنوانه : الحجة الأنطولوجية وتطورها فى منطق الجهات المعاصر يتناول هذا الفصل صياغة الحجج الأنطولوجية الحديثة والمعاصرة من قبل بعض الفلاسفة في العصر الحديث والمعاصر. ويشير اهتمام بعض فلاسفة الدين المعاصرين بالحجة الأنطولوجية إلى نقطتين: الأولى هي التأكيد على عمق العلاقة الوثيقة بين الميتافيزيقيا والمنطق ، وهو ما جسده ابن سينا في كتبه: الشفاء في الحكمة المنطقية. والثاني هو ظهور مشكلة السببية في صورة وجودية أخرى أكثر تعقيدًا.
وأما الفصل الرابع وعنوانه:الاصول الميتافيزيقية للدليل الأنطولوجى عن ابن سينا
يتناول هذا الفصل طبيعة الدليل الانطولوجى عند ابن سينا ومفهوم الكمال فى فلسفة ابن سينا و مفهوم الخير والشر وأصولهما الفلسفية في ميتافيزيقيا ابن سينا والتأثيرات الميتافيزيقية في فلسفة ابن سينا .
وأماالفصل الخامس وعنوانه :مقارنة بين منطق الجهات بين ابن سينا ومنطق الجهات المعاصر
6- يسلط هذا الفصل الضوء العلاقة بين الجهة عند ابن سينا والجهات المعاصرة ، وما يشترك فيه كلا منهما وما يختلف فيه كلا منهما عن الاخر.
7- منهج البحث
وقد استخدم الباحث المنهج التحليلي لكي يتمكن من تحليل الأفكار الفلسفية المتعلقة بالدليل الأنطولوجي فى منطق الموجهات المعاصر، وكذلك اعتمد الباحث على المنهج التاريخى من أجل البحث عن الأصول التاريخية الفلسفية للحجة الأنطولوجية وعلاقتها بالحجج المنطقية المعاصرة.
كذلك اعتمد الباحث على المنهج المقارن من اجل نقد الاصول المنطقية للحجة الانطولوجية من اجل الوصول للمعرفة.
وعلى ضوء هذه الدراسة ينقسم البحث إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة مذيلة بقائمة من المصادر والمراجع العربية والاجنبية .
لذا حاولت هذه الدراسة نقد الأطر المفاهيمية للدليل الأنطولوجي، وأبعاده الميتافيزيقية والمنطقية عند ابن سينا بوجه خاص وفى الفكر الفلسفى بوجه عام.
وأما الخاتمة فاشتملت على أهم النتائج التي توصل إليها الباحث في هذه الدراسة.