Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”المنشآت المعمارية الدينية الباقية بحي عابدين ” :
المؤلف
أمين، بسمة أحمد صديق .
هيئة الاعداد
باحث / بسمة أحمد صديق أمين
مشرف / عادل شريف علام
مشرف / غادةأحمد رشدي
مشرف / بوسى محمد زيدان
الموضوع
العمارة الاسلامية. العمارة- مصر
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
170ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
Multidisciplinary تعددية التخصصات
الناشر
تاريخ الإجازة
23/11/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية السياحة والفنادق - الارشاد السياحى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 330

from 330

المستخلص

التمهيد تعد منطقة عابدين من أهم المناطق القديمة التي عرفتها مدينة القاهرة (شكلا1، 2)
فهي تمثل نموذجاللتطور العمراني حيث ربطت مدينة الفسطاط القديمة بمدينة القاهرة المعزية والمملوكية ثم الخديوية فيما بعد .
ويعد حكر الزهري هو أصل منطقة عابدين واسمها القديم الذي عرفت به تلك المنطقة منذ القدم وحتي العصر الحديث .
ومن خلال الكتابات التاريخية كخطط ابن عبد الظاهر ، والخطط المقريزية يتضح أنه اتسع ليضم مناطق أخري إلي جانب حدوده الأصلية وأغارت أجزاؤه على ما جاوره من أراض خاصة فيما نتج عن انحصار ماء النيل ويدخل فيه بر ابن التبان ، شق الثعبان
بطن البقرة . سويقة القمري سويقة صفية بركة الشقاف
بركة السباعين وقنطرة الخرق (شكل 3)
حدرة المردانيين وحكر الحلبي وحكر البواشقي
وحكر كرجي وما جانبه إلي قناطر السباع
وميدان المهاري إلي الميدان الكبير السلطاني
بمورة الجبس وكان هذا قديما يعرف بجنان الزهري ثم عرف ببستان الزهري.
ومن خلال العرض السابق يتبين أن منطقة حكر الزهري أو ما عرفت به المصادر والكتابات التاريخية ، كانت تمثل قطاع كبير للغاية امتد ليشمل المناطق الجديدة التي انحصرت عنها مياه النيل لمجاورتها لزمام هذا الحكروالتي تشغل معظمها الآن في وقتنا الحالي منطقة ميدان التحرير ووسط البلد أو ما يعرف بإسم القاهرة الخديوية ومنطقة باب اللوق ومنطقة عابدين ذاتها ، كما أن الأمر قد امتد إلي وجود ظهير كبير لهذة المنطقة ناحية جنوب مدينة القاهرة بالقرب من التخوم الجبلية المكونة لجبل المقطم وفي المنطقة التي تتوسط الطريق بين كلا من مدينة الفسطاط القديمة ومنطقة القاهرة خاصة في مناطق شق الثعبان وبطن البقرة . بل أكثر من ذلك فقد امتدت حدود حكر الزهري على عمق القاهرة حتي وصلت لحدود حي السيدة زينب من خلال اتساعه ليشمل حدود سويقة صفية اللالا.
بناء على ما تقدم يتضح جليا أن منطقة عابدين حاليا ماهي إلا نتاج التطور العمراني الهائل والذي شهده حكر الزهري خاصة في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون بداً من سلطنته الثالثة 709-741ه-1309 -1342م والحركة العمرانية الضخمة التي صاحبت عهده من التوسع في انشاء الميادين وإعمار الأحكار وغرس البساتين من حولها بغرض اعمار مدينة القاهرة المعزية والأمتداد العمراني الذي صاحب الزيادة السكانية في ذلك الوقت خاصة أن القاهرة قد شهدت أزهي عصورها في العصر المملوكي كحاضرة للخلافة العباسية في ذلك الوقت وقبلة للعلماء والتجاروالسفراء الوافدين من كافة بقاع الأرض .
وظلت منطقة عابدين حتي الربع الأخير من القرن العاشر الهجري السادسعشر الميلادي نتيجة الإضطرابات السياسية امتدادا لما كانت عليه في العصر الجركسي في تقسيماتها وظروفها ، فكانت ضعيفة السكان ذات أخطاط قليلة كانت تتفرع منها طرق وشوارع ، وعرفت تلك الطرق باسمائها المجردة مثل حدرة الكماجين (محلها شارع حسين الأكبر، والجزء الجنوبي منه الداخل حاليا بقصر عابدين) ، سويقة صفية (محلها شارع عابدين حاليا) ، خط رحبة التبين (محلها شمال ميدان باب اللوق حاليا) ، غيط العدة (محل شارع سامي البارودي) ، خط الزير المعلق (حاليا محل الجزء الغربي من قصر عابدين) .
وكانت عناية كبار الأمراء بالعمارة واختيار أجزاء من منطقة عابدين محلا لمنشآتهم أكبر الأثر في عمران هذه الأجزاء ولجوء الناس للتشييد والسكني حولها وكان أبرزها في هذا القرن منشأت عابدين بك أمير اللواء السلطاني بالجزء الأوسط من منطقة عابدين بخط سويقة صفية (محل شارع جامع عابدين حاليا) بعد أن كان مجرد خراب فقد شيد بها العديد من المساكن والمقاعد والقاعات والجنائن وأحواض سقي الدواب والأسبلة وحوانيت وزوايا وبيوت ، لذلك استبدل هذا الخط اسمه من خط سويقة صفية إلي خط عابدين وظل هذا الجزء من المنطقة منذ ذلك الحين حتي العصر الحديث معروفا بأسم هذا الأمير .
ثم شيد الأمير عبد الرحمن كتخدا (1173ه/1759م) منشآت مجاورة لمنشآت عابدين تفوقها حجما وعددا وتنوعا مما كان له أكبر الأثر في وصول هذا الخط وكذا كل من خط شق الثعبان وخط الزير المعلق المجاور له درجة كبيرة من العمران في هذا القرن فصارت محلا لبيوت الأمراء الكبار.
ويضم حي عابدين العديد من المساجد والجوامع الأثرية منها :
جامع السلطان شاه 767 ه/ 1365م انشأه الأمير سلطان شاه بن قرا ، جامع داود باشا 955ه/1548م انشأه داود باشا والي مصر ، جامع عابدين بك 1033 ه/ 1623م انشأه عابدين بك أمير اللواء السلطاني ، جامع الكردي 1145ه / 1732م أنشأه الأمير بكتمر السعدي (حارس الطير) ، مسجد الزير المعلق 1173ه/1759م انشأه عبد الرحمن كتخدا ، جامع رباط الشيخ رمضان 1175ه/1761م انشأه عبد الرحمن كتخدا ، جامع وسبيل جنبلاط 1212ه/1797م أنشأه محمد بن قرقماس ، جامع جوهر المعيني 1229ه/1813م أنشأه الأمير حسن بيك أوغلي .
وكان الخديوي اسماعيل قد سكن حي عابدين قبل توليه حكم مصر فاشتري دارين إحداهما لخورشيد باشا ( المعروف بالسناري) والأخري لأبراهيم بك الخواجة وهدم اجزاء منهما لكي يدمجهما مع بعض، وبعد توليه الخديو اسماعيل حكم مصر سنة1285ه/1868م أصبح حي عابدين مركزا للحكم فردمت البرك والمستنقعات مثل بركة الفرايين وبركة السقايين وغيرها وازيلت الكثبان الرملية وقبل ان يبدأ في البناء جعل رجاله يتصلون بكل من يملكون بيوتا في المنطقة ودفع لهم التعويضات ، وبدأ البناء عام 1280ه/1863م واستمر حتي عام 1289ه/1872م وتكلف البناء 665الفا و57 جنية، وكانت مساحة القصر والميدان الفسيح حوالي 9 أفدنة ، وكان القصر على غرار القصور الملكية الكبري في اوربا وأصبح حي عابدين من أجمل أحياء مدينة القاهرة .
وقد شهد ميدان عابدين احداثا كثيرة اثرت في تاريخ مصر السياسي والعسكري منها الثورة العرابية 1838ه/1919م ، وثورة الشعب فيما بين 1349-1354ه/1930-1935م والتي عرفت بمعركة الدستور وانتهت بإلغائه ، كما شهد الميدان محاصرة القوات للملك فاروق أثناء ثورة يوليو 1361ه/ 1952م وتنازله عن عرش مصر لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر الحديث ومن هذا أصبح حي عابدين من أهم الأحياء التي تتميز بالطابع المعماري الفريد الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وتتمركز فيه العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والدبلوماسية .