Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأحاديث الواردة في أحكام النساء بالستة الصحاح :
المؤلف
محمد، عماد عبدالعزيز امين.
هيئة الاعداد
باحث / عماد عبدالعزيز امين محمد
مشرف / مختار عطية عبدالعزيز عمران
مناقش / محمد عبدالسلام كامل أبوخزيم
مناقش / وائل السيد البرعى السعيد
الموضوع
أحكام النساء. اللغة العربية - بلاغة ونقد.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (596 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعدفإن البلاغة النبوية ترقى إلى أعلى مدارج الكمال البشري في حسن التأتي للمعاني بأدق ما يمكن أن تؤديه المفردات والجمل من دلالات ومعان تقع في النفوس موقعًا بالغاً من التأثير ما لا تنقضي عجائبه، ولا يذهب بروائه ورونقه تقادم العهد وكثرة الترداد.وإذا كان من شأن العرب أن يتكلفوا القول صناعة، يحسنها خطيبهم وحكيمهم، فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) – وقد صنعه الله على عينه – يرسل الحديث سليقة وإلهامًا، سليمًا مما يعتري كلام الناس من خلل أو اضطراب، أو بعتور محدثهم من عىّ أو حصر.والجاحظ خير من وصف بلاغة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقوله: ””وهو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة ونزه عن التكلف.... واستعمل المبسوط في مواضع البسط والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الوحشي، ورغب عن الهجين السوقي.... وهو الكلام الذي ألقى الله المحبة عليه وغشاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة وبين حسن الإفهام، وقلة عدد الكلام””.ولا غرو أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد نشأ في أفصح القبائل، إذ كان مولده في بني هاشم، وأخواله من بني زهرة ورضاعه في سعد بن بكر، ومنشؤه في قريش؛ لذا قال – عليه الصلاة والسلام: (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر).وحين تهيئه العناية الربانية للاضطلاع بأعظم ما عرفته البشرية في تاريخها الطويل من رسالات، وفي قوم لهم في ميدان البلاغة والفصاحة القدح المعلى، فلابد أن يكون النبي المرسل إليهم أفضلهم بيانًا وأقدرهم على التصرف في فنون القول، وأبعدهم عن عيوب الكلام زللًا واضطرابًا واستكراهًا (فليس إلا أن يكون ما خص به النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قد كان توفيقًا وإلهامًا من الله، أو ما هذه سبيله).والحديث الشريف كالقرآن الكريم يجري على سنن العرب في كلامها بحفوله بالأساليب والفنون العربية التي وقفنا عليها من خلال مباحث البلاغيين، إلا أن هذه الأساليب والفنون تأتي في البيان النبوي كما في القرآن الكريم على الصورة التي تتساوق فيها الفكرة مع الفن التعبيري على أدق وجه، فكل لفظة أو جملة أو فقرة لا تجدها تنبو عن موضعها، ولا يسع أحدًا أن يخيلها عن ذلك الموضع أو يستبدل بها غيرها لتكون أو في دلالة وأشد إحكامًا...(وليس أحكام الأداء وروعة الفصاحة وعذوبة المنطق وسلاسة النظم، إلا صفات كانت فيه صلى الله عليه وسلم عند أسبابها الطبيعية.... لم يتكلف لها عملًا، ولا ارتاض من أجلها رياضة بل خلق مستكمل الأداة فيها، ونشأ موفر الأسباب عليها، كأنه صورة تامة من الطبيعة العربية).
وفي ضوء هذا كله كان جديرًا بالدارسين أن تكون لهم وقفة بل وقفات متأنية متأملة عند البلاغة النبوية بعقد مباحث تحليلية تكشف عن مواطن البراعة والدقة في فن القول في أرفع مستوياته ؛ لذا اخترت أن أجعل أطروحتي في الدكتوراه بعنوان (الأحاديث الواردة في أحكام النساء بالستة الصحاح - دراسة أسلوبية ) .إنّ البلاغة النبوية التي تأسر القلوب وتفتح مغاليقها، وتستولي على ضمائر السامعين وتلفت انتباههم، هي التي جعلت البلغاء قديما وحديثا يقفون أمامها منبهرين، ويشيدون بها. فهذا الجاحظ يصف بلاغة رسول الله  بقوله: (هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجلّ عن الصنعة، ونزه عن التكلف، وكان كما قال الله تبارك وتعالى: { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين}[ص:86] فكيف وقد عاب التشديق، وجانب أصحاب التقعيب، واستعمل المبسوط في موقع البسط، والمقصور في موضع القصر...ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا، ولا أقصد لفظا، ولا أجمل مذهبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا، ولا أفصح معنى، ولا أَبْين فحوى من كلامه ). هذه هي البلاغة النبوية كما وصفها الجاحظ.وبحث البلاغيون قديما وحديثا في المميزات والخصائص التي تميز بها كلام رسول الله ، وفاق أسلوبه سائر أساليب البيان البشري، محللين ما فيه من أسرار ولطائف، منبهين ما فيه من خصائص بها فاق كلام رسول الله سائر كلام الناس، وأتى في قمة البلاغة والفصاحة.فوجد من البلاغيين من اختاروا نماذج متفرقة من الحديث النبوي، واستشهدوا بها في قضايا بلاغية يختارونها، كما وجد من البلاغيين من أخذوا بابا أو فصلا من علوم البلاغة، وطبقوا ذلك على أحاديث رسول الله ، فظهرت بعض دراسات تطبيقية اتخذت الحديث الشريف ميدانا للبحث.علم البيان وهو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه، وطرق التصوير بالبيان قد تكون بالتشبيه أو المجاز أو الكناية. يقدم الحديث النبوي لنا الصورة البيانية في صور متعددة تحمل في الجدة، فالبيان النبوي معين حافل بألوان التشبيهات والاستعارات والكنايات والتمثيلات البارعة المقتبسة من حياة العربي وبيئته.والتعبير في الحديث النبوي عن الأوامر والنواهي بالتصوير والبيان مظهر من مظاهر بلاغته . كما ذكر الرافعي الرافعي: ””وكلُّ ما جاء من التمثيل في كلامه  ينطوي فيه من إبداع الفن البياني وإعجازه ما يفوت حدود البلغاء، حتى لا تشكُّ إذا أنت تدبَّرته بحقِّه من النظر والعلم أنَّ بلاغته إنما هي شيء كبلاغة الحياة في الحيِّ هي البلاغة ولكنها أبدع مما هي، لأنها الحياة أيضًا””.ويأتي أسلوب التصوير البياني في الحديث على نماذج وصور تعبر عن المعنى المقصود بطريق التشبيه أو المجاز أو الكناية.أدى الرسول الكلام بطرائق عديدة مختلفة، فقد يضعه في صورة رائعة من التشبيه أو الاستعارة، أو الكناية، فيأتي الكلام غاية في البلاغة. فيأتي فصيح اللسان، فصيح الأداء، مبلغا على أسس ما تكون بلاغة الكرامة والكفاية، على حد وصف الأستاذ العقاد. وهذا سر من أسرار وصول كلام الرسول إلى عقول وقلوب سامعيه، مؤثرا في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم.تنوعت وتعددت الأساليب البيانية في الحديث النبوي الشريف، فكان لكل أسلوب دلالته التي جـعلت النص النبوي دقيقًا في التعبير عن مقصده ومراده، واستمدت من البيئة، واتسمت بالبساطة والوضوح، والقدرة على تصوير المعاني الذهـنية حوت السنة النبوية أكثر الألوان البديعية التي ذكرها المحققون من علماء البلاغة، مما يستدعي إلى تواصل الدراسات في علوم البلاغة في ضوء الأحاديث النبوية تقوم بعض ألوان البديع بالوظيفة التي يقوم بها بعض فنون علم المعاني والبيان في إفادة المعنى من الكلام، مما يعني تكامل علوم البلاغة: المعاني والبيان والبديع.أظهر علوم البلاغة فوائد دينية أخرى غير ما ذكره البلاغيون، وقد حاولت إبراز ذلك في أثناء تحليل الشواهد الحديثية التي أوردتها.تتبعت الدراسة آراء البلاغيين العرب في مسائل علوم البلاغة، وتطبيقها على موضوع البحث. تتفاوت علوم البلاغة في درجاتها البلاغية، فليست جميع ألوان المعاني والبيان والبديع على درجة واحدة من البلاغة.تختلف شواهد الأحاديث وردودا في علوم البلاغة، في الكم والكيف.