الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فإن الشيعة الباطنية الإسماعيلية واحدة من أكبر الفلسفات التي واجهت العالم الإسلامي، وأثارت القلاقل والمشكلات العقدية ضده إذ تكمن خطورة هذه النحلة الفاسدة ليس فقط لُبسها رداء الدين، وإدخال أفكار دخيلة على الإسلام، بل ادعاءها الانتساب إلى آل البيت النبوي، وهذا مكمن الخطورة الرئيسي. ومن هنا، ظهر للشيعة الإسماعيلية الباطنية علماء موالين وقائدين لتلك الأفكار، ومنهم شخصية الرسالة البارزة بين علماء الباطنية؛ القاضي النعمان بن حيون. وُلد القاضي النعمان بن حيون المغربي بالقيروان مع اختلاف في عام الميلاد، فمنهم من قال عام 295ه، وقيل؛ في العشر الأخيرة من القرن الثالث، وهذا أمر لا يمكن حسمه، فتاريخ مولده مجهول حتى أن صاحب الأعلام لا يذكر تاريخاً لمولده، والعلة في ذلك أن حياة الرجل وحياة أسرته كانت غامضة أشد الغموض، ولم يحفظ التاريخ شيئاً عنه. وعلى كُل، فقد كان الرجل واسع الاطلاع بالفقه والقرآن والأدب والتاريخ ..... تفقه بمذهب المالكية، وتحول إلى مذهب الشيعة الإسماعيلية. كان داهية في سياسة التقرب إلى السلاطين إذ استطاع بعلمه أن يبلغ الأفاق، وأن يجذب قلوب الأمراء، فعاصر المهدي والقائم والمنصور والمعز لدين الله الفاطمي. وضع للفاطميين مذهبهم الفقهي، حتى صار عمدة فقهاء الشيعة في عصره. |